«تطون».. قرية الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا

«تطون».. قرية الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا
- ألوان زاهية
- ابن خالته
- الأماكن الترفيهية
- السواحل الإيطالية
- الصليب الأحمر
- اللغة الإيطالية
- توقيع الكشف الطبى
- دولة أوروبية
- آمنة
- أحمد فرحات
- ألوان زاهية
- ابن خالته
- الأماكن الترفيهية
- السواحل الإيطالية
- الصليب الأحمر
- اللغة الإيطالية
- توقيع الكشف الطبى
- دولة أوروبية
- آمنة
- أحمد فرحات
بمجرد الاقتراب من مدخل قرية تطون، التابعة لمركز إطسا، يختلف المشهد كثيراً عن باقى القرى التى تحيطها، حيث يغلب على منازلها الطراز الإيطالى، وبين مبنى وآخر تجد قصراً أو فيلا شيدها صاحبها بشكل مميز وبألوان زاهية تلفت انتباه المارة، فبعد أن ظلت القرية لسنوات طويلة أكثر قرى الفيوم فقراً أصبح يُضرب بها المثل فى الغنى، حيث قرر أبناؤها منذ السبعينات شق طريقهم إلى إيطاليا للبحث عن «لقمة عيش» شريفة تمكنهم من الإنفاق على ذويهم، وبالرغم من مخاطر بعض رحلاتهم وانعدام الأمان فيها، فإنها كانت فرصتهم الوحيدة للنجاة من طوق الفقر.
داخل أحد المنازل التى اتسمت كغيرها بالطابع الإيطالى، يعيش أحمد فرحات، 33 سنة، مع أسرته وأشقائه، يروى لـ«الوطن» تفاصيل رحلته التى بدأت قبل أن يكمل عامه الـ17، حيث ترك دراسته فى السياحة الفندقية للحصول على دبلوم صنايع قبل السفر إلى إيطاليا: «من أول ما فتحت عينيا على الدنيا لقيت كل القرية بتسافر إيطاليا وترجع مبسوطة وفيهم اللى بيبنى بيت واللى بيجوز ابنه، ومن هنا بدأت أفكر فى السفر، سبت سياحة وفنادق ودخلت مدرسة صنايع وأول ما حصلت على الدبلوم قُلت لأهلى إنى هسافر وبدأت أشوف اللى هيساعدنى». محاولات عديدة قام بها «أحمد» ليحقق حلمه، بدأت بمحاولة السفر أكثر من مرة عن طريق البحر، إلا أن الحظ لم يحالفه، على حد تعبيره، حيث ظل أكثر من 8 سنوات يسعى للسفر لكنه لم يتمكن حينها: «ماكنش فيه أسبوع بيعدى عليا إلا لما أحاول أسافر، وكنا بندفع للمهرب مبلغ، ولو وصلنا بندفع المبلغ المتبقى، معرفناش بناخد فلوسنا تانى»، ورغم تعرض ابن خالته للوفاة غرقاً فى البحر أثناء محاولة سفره، فإنه لم يتردد لحظة فى قراره: «كان عندى 16 سنة وسافرت مع مجموعة شباب من القرية لإيطاليا بالتهريب من ليبيا عن طريق البحر، لكن وقتها شرطة السواحل الإيطالية احتجزتنا وعرضتنا على لجنة الصليب الأحمر لتوقيع الكشف الطبى علينا، ورحّلتنا رغم أن المفروض اللى أقل من 18 سنة يفضل هناك لكن وقتها رجعت مع زمايلى».
{long_qoute_1}
لم يجد الشاب الثلاثينى وسيلة آمنة تمكنه من السفر سوى الحصول على تأشيرة لأى دولة أوروبية، حيث اقترح عليه شقيقه حينها التقديم على تأشيرة سفر لإنجلترا للمشاركة فى أحد المعارض التى تقام فى أيرلندا كخطوة أولى تسهل عليه السفر، وبعد 7 أشهر أقامها «فرحات» فى إنجلترا سافر إلى فرنسا ومنها إلى إيطاليا: «مشتغلتش فى إنجلترا خالص لأنها كانت مجرد مرحلة، بجانب إنى ماليش حد فيها، ولما وصلت إيطاليا ماكنتش عارف لغة ولا معايا صنعة لكن صحابى وقفوا جنبى ووفروا لى سكن وشغلانة».
كانت سنة واحدة بالنسبة لـ«فرحات» كافية ليتعلم فيها صنعة المعمار التى اشتهر بها شباب القرية فى إيطاليا، وتعلم اللغة الإيطالية، بجانب أنه تمكن خلال هذا العام من الحصول على إقامة دائمة فى إيطاليا: «فى 2009 فتح قانون الخدمة للعمالة وقدمنا أوراقنا الشخصية وما يثبت أننا بنشتغل فى شركة وتسلمت الإقامة بعد سنة»، لافتاً إلى أن الإقامة سهلت عليه الكثير من الأمور، خصوصاً فى عمله الذى يتطلب دائماً وجود ما يثبت أنه قانونى. لا تختلف طبيعة العمل فى إيطاليا كثيراً عن مصر، وفقاً لكلام «فرحات» الذى شارك فى إنشاء العديد من المستشفيات والمطارات بجانب بعض الأماكن الترفيهية بإيطاليا: «أى مكان فى إيطاليا مهم، شارك شباب تطون فى تشييده، وعملت فى أكبر 5 شركات فى إيطاليا، وفيه ناس مننا بتؤسس شركة خاصة لنفسها لكن ده بيلزمها أنها تكون موجودة بصفة مستمرة هناك، ولذلك فضلت إنى أفضل صنايعى لأنى مش حابب الغربة».
{long_qoute_2}
والتقط شقيقه الأكبر «عادل» أطراف الحديث منه، قائلاً إن شباب القرية بدأوا فى التفكير فى السفر فى نهاية السبعينات نظراً لضيق الرزق، حيث سافر بعضهم إلى العراق وليبيا، ثم اتجهوا بعد ذلك للسفر إلى إيطاليا عن طريق ليبيا من خلال مراكب غير شرعية، وبعد تحسن أوضاعهم كانوا يرسلون دعوات لأشقائهم للسفر إليهم، ومع مرور السنوات أصبحت القرية بأكملها تسافر إلى إيطاليا بحثاً عن باب رزق جديد: «فى فترة كان أسبوعياً بيسافر من القرية 100 شاب بهجرة غير شرعية، لكن حالياً الأغلب بيسافر قانونى لأن السفر عن طريق ليبيا اتوقف، بجانب إن أغلب الشباب هناك بيرسلوا دعوات عمل قانونية لأقاربهم فى القرية».