«بيهمو» بلد المليون نخلة.. أهلها ورثوا تصنيع التمور أباً عن جد.. ويصدرون منتجاتهم للعالم

كتب: سارة صلاح وميشيل عبدالله

«بيهمو» بلد المليون نخلة.. أهلها ورثوا تصنيع التمور أباً عن جد.. ويصدرون منتجاتهم للعالم

«بيهمو» بلد المليون نخلة.. أهلها ورثوا تصنيع التمور أباً عن جد.. ويصدرون منتجاتهم للعالم

على بعد 10 كيلومترات من مركز الفيوم، تقع قرية بيهمو التابعة لمركز سنورس، التى ذاع صيتها بين القرى المجاورة بأنها أكثر قرى المحافظة فى إنتاج التمور بأنواعها المختلفة، حيث يعمل أغلب شبابها فى صناعة التمور بل وتصديرها إلى الدول العربية والأوروبية، وعلى مدار السنوات الماضية تمكن أصحابها من تطوير تلك الصنعة حتى تنوعت المنتجات المشتقة من التمر ما بين العسل والبن والسكر.

داخل أحد مصانع التمور بالقرية، وقف العشرات من العمال أغلبهم من فتيات القرية، يرتدون «بالطو» فوق ملابسهم، وقفازات فى أياديهم، بعضهم يعمل أمام الماكينات الخاصة بغسل التمر والبعض الآخر انشغل، داخل ساحة كبيرة بها أكثر من 5 طاولات، بحشو التمر بالمكسرات المختلفة وتغليفه، يتوسطهم «هيثم عبدالحميد»، 40 عاماً تقريباً، صاحب المصنع، للإشراف عليهم ومتابعتهم، يتحدث عن أسباب شهرة «بيهمو» بالتمور، موضحاً أن الفيوم بها أكثر من مليون نخلة يقوم الفلاح بزراعتها، كما أن أرضها خصبة وقادرة على إنتاج تمور جيدة، لذلك أغلب التمر الذى يعتمد عليه فى مصنعه من الفيوم.

مراحل عديدة يمر عليها «التمر» قبل تصديره، تبدأ بفرزه ثم غسله داخل ماكينة من «الإستانلس» منقسمة إلى 4 أجزاء، الأول والثانى منها بهما رشاشات مياه لتنظيف التمر من الأتربة والشوائب، ثم يتم تصفيته من المياه فى الجزء الثالث منها وبعدها يوضع على «التريس»، وهو عبارة عن رف إستانلس، قبل إدخاله إلى الفرن، حسبما يوضح «هيثم»: «تنظيف التمر بمياه بيكسبه رطوبة فبالتالى بندخله فى فرن على درجة حرارة تختلف باختلاف نوع البلح، وبعد خروجه من الفرن يتم تحديد استخدامه إذا كنا هنخليه سادة أو هنحشيه أو هنعمل منه بلح بالشيكولاتة ثم يتم تعبئته فى علب ويكون جاهزاً للبيع».

ويؤكد «هيثم»، الذى ورث تلك الصنعة من والده، أن جميع أنواع التمور الموجودة فى مصر جيدة، لكن طريقة التصنيع هى التى تميز منتجاً ما عن غيره فى السوق، وفقاً لكلامه: «مش كل البلح بيتغسل بنفس نسب المياه وكذلك فى تجفيفها وطريقة حفظها، فلازم الشخص يبقى عارف هيتعامل إزاى مع البلح بحيث إنه يطلع نضيف وحجمه متساوى إلى حد ما».

لم يكتفِ «هيثم» بصناعة التمور وحدها، حيث بدأ فى تطوير مصنعه بإنتاج «عسل» من التمر، يشبه إلى حد كبير العسل الأسود لكنه يختلف عنه فى الطعم، كما أن قيمته الغذائية أعلى بكثير، ورغم ذلك الإقبال عليه فى الأسواق المصرية ضعيف، بحسب كلامه، مبرراً ذلك بأن أغلب المواطنين يعتمدون على العسل الأبيض والأسود: «بقالنا سنين بننتجه لكنه مش معروف فى مصر ونسبة قليلة من الناس اللى بتشتريه، ولذلك بنعتمد على تصديره للخارج لأن فى الدول الأوروبية أكثر دراية بفوائده، خصوصاً إذا كان العسل مصنوعاً بطريقة تحفظ قيمته الغذائية».

أماكن عديدة يسوق فيها «هيثم» منتجاته سواء داخل مصر أو خارجها، حيث تمكن بعد إنشاء مصنعه من التعاقد مع دول عربية وأوروبية ليصدر لها ما ينتجه، بجانب المشاركة فى العديد فى المعارض الدولية التى تنظمها وزارة الصناعة والتجارة والمجالس التصديرية من بينها معرض التمور الذى يقام سنوياً فى أبوظبى، مما يتيح له الفرصة لتسويق منتجاته بشكل أكبر، إضافة إلى التعرف على كل ما هو جديد فى الأسواق الأخرى.

يسعى «هيثم» طوال الوقت إلى تطوير منتجاته، وفقاً لكلامه، حتى يظل متميزاً عن غيره فى السوق، إذ يقوم بعمل تجربة جديدة داخل مصنعه الصغير، لإنتاج بُن من نوى البلح، موضحاً أن: «بعض الدول خارج مصر بتنتج البن من نواة التمر لأنه بيكون خالى من الكافيين، بدأنا نجرب لمدة 6 أشهر فى المعمل لحد ما تمكنا من إنتاجه، وحالياً بنعمل دراسة لاحتياجات السوق المحلية والدولية، وميزة التمر إنه بيستخدم فى كل حاجة».


مواضيع متعلقة