وزير الأوقاف: قدمنا لـ«دينية النواب» مستندات وحججاً تؤكد حق علمائنا فى الفتوى.. ونرفض التضييق والإقصاء

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

وزير الأوقاف: قدمنا لـ«دينية النواب» مستندات وحججاً تؤكد حق علمائنا فى الفتوى.. ونرفض التضييق والإقصاء

وزير الأوقاف: قدمنا لـ«دينية النواب» مستندات وحججاً تؤكد حق علمائنا فى الفتوى.. ونرفض التضييق والإقصاء

5 سنوات قضاها الدكتور محمد مختار جمعة على عرش «وزارة المنابر»، منذ تكليفه بالمهمة لأول مرة فى يوليو 2013، سعى خلالها لقطع أذرع الجماعات الإرهابية التى تغولت فى عهد الوزير الإخوانى طلعت عفيفى، وأنهى عصر الزوايا السلفية، وأخذ على عاتقه النهوض بملف «هيئة الأوقاف» وتعظيم الاستفادة منها، وذلك خلال عمله مع ثلاثة رؤساء للحكومة فى الفترة بين عامَى 2013 و2018، قبل أن يجدد رئيس الوزراء الرابع، الدكتور مصطفى مدبولى، ثقته فيه وزيراً للأوقاف.

{long_qoute_1}

وفى أول حوار لـ«الوطن» بعد حلفه اليمين فى حكومة «مدبولى»، تحدّث «جمعة» عن رؤيته المستقبلية، وكواليس الأزمة الأخيرة بين مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف بخصوص قانون الفتوى وحق الوزارة فى الإفتاء، وإصرار هيئة كبار علماء الأزهر على إقصاء الأئمة.

وأوضح «جمعة» كيف سيتم تعظيم الاستفادة من أموال الوقف ومضاعفة أموال البر وحقيقة بيع أصول مقرات وزارة الأوقاف بالقاهرة بعد الانتقال للعاصمة الإدارية، والنهوض بالمساجد الكبرى والجامعة ودور المرأة والأسرة فى تجفيف منابع التطرف والتشدد وتجديد دماء وزارة الأوقاف بالدفع بالشباب.. إلى نص الحوار:

كيف ترى قرار رئيس الوزراء بتجديد الثقة لكم وزيراً للأوقاف؟

- قرار التجديد تشريف وتكليف وأمانة أتحملها أمام الله والوطن، وسأبذل أقصى طاقتى للوفاء بحق هذه الأمانة، حيث إن ديننا ووطننا يتطلبان منى بذل أقصى الجهد، وبخاصة فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ وطننا ومنطقتنا، غير أننى شديد التفاؤل لمستقبل هذا الوطن فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسى.

تصاعدت أزمة بين الأوقاف والأزهر بسبب قانون الفتوى.. فما كواليسها؟

- الوزارة قدمت للجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب من المستندات والحجج والأسانيد ما يؤكد حق علمائها وأئمتها فى الفتوى، فالمصلحة الشرعية والوطنية معاً تقتضيان عدم إقصاء الأئمة، فأى إقصاء للأئمة يفسح المجال لفتوى غير المتخصصين، كون الأئمة هم الأقرب إلى الناس بحكم معايشتهم لهم على مدار اليوم ببيوت الله عز وجل، يهرع إليهم الناس فى كل ما يعنّ لهم، فى القرى والنجوع والحضر على حد سواء، إضافة إلى مئات الأئمة الذين ينشرون الفكر الوسطى ويقومون فعلاً بعملية الإفتاء فى المراكز الإسلامية بمختلف دول العالم، وفى المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، ويُعَدون نماذج مشرفة للأزهر وسفراء هداية وسلام لمصرنا الغالية، بما يحملون من فكر وسطى راقٍ يشيد به القاصى والدانى فى جميع أرجاء المعمورة. {left_qoute_1}

وإلى أين انتهيتم؟

- اللجنة الدينية وضعت ما قلناه فى اعتبارها، وأقرت على أساسه بحق علماء الأوقاف وأئمتها فى الإفتاء وإدراج إدارة الفتوى بالأوقاف فى الجهات التى لها حق الترخيص بالفتوى، فالأصل هو الإتاحة والسعة وليس الإقصاء أو التضييق، لأننا لو أقصينا أهل العلم من علماء الأوقاف وأئمتها، وهم الذين يشغلون الساحة الدعوية ويعمرون بيوت الله علماً وفقهاً عبر ما يزيد على خمسين ألف إمام، لتركنا الساحة خالية لغير المتخصصين يعبثون بعقول الناس ولأفسحنا الطريق أمام عودة الأفكار المتطرفة والمتشددة، ولكانت الفرصة أوسع أمام عناصر الجماعات المتطرفة.

لكن هيئة كبار العلماء جددت رفضها رغم إقرار اللجنة الدينية بذلك.. فلماذا الاستمرار فى إقصاء الأئمة؟

- ما أغنانا فى الأوقات الصعبة عن إثارة الجدل، وما أحوجنا إلى الاجتماع على كلمة سواء لاتبتغى سوى وحدة الصف، فى ضوء الحفاظ على ثوابتنا الشرعية التى لا نقبل المساس بها، فنحن جميعاً مع ضبط الفتاوى، وندرك خطورة الفتوى غير المنضبطة، فالجماعات الإرهابية نتاج فتاوى شاذة مضللة، ونحن أول من ناشد مجلس النواب سرعة إخراج قانون الفتوى، فنحن مع منع غير المؤهلين وغير المتخصصين فى الخطاب الدينى من الخطابة والإفتاء على حد سواء، احتراماً للتخصص ولطبيعة الخطاب الدينى، لكن نرفض التضييق على المتخصصين، حيث يُعد إقصاء يذهب إلى أقصى الطرف النقيض من المعادلة، وهو جانب الغلوّ والإفراط غير المقبول فى الاحتياط.

هناك حالة غضب شديدة بالشارع حول زيادة الأسعار.. ما الحكم الشرعى فى تحديد أسعار بعض السلع؟

- لولى الأمر عند الحاجة أن يتخذ من الإجراءات ما يضمن ضبط الأسواق والأسعار، بما فى ذلك تسعير بعض السلع منعاً للاحتكار أو الجشع والاستغلال، بل إن ذلك قد يتعين إذا دعت الضرورة لذلك، وفى الأحوال العادية التى يزداد فيها العرض على الطلب أو يتوازن العرض مع الطلب، بما يتوافر معه عدم الاحتكار أو الاستغلال فإن الأمر حينئذ مرده إلى العرض والطلب، وهذه هى المرونة والسعة التى تتميز بها شريعتنا الغراء.

{long_qoute_2}

تمر بنا ذكرى «30 يونيو».. كيف نحافظ على مكتسبات الثورة؟

- الرئيس قام بأعظم عملية إنقاذ وطنى فى عصرنا الحاضر، فثورة 30 يونيو 2013 صنعت تاريخاً استثنائياً لمصر، وخلصتها من شر الجماعة الإرهابية والجماعات التى تدور فى فلكها وتنبثق من رحمها، وجنّبتها الفوضى العارمة التى وقع فيها كثير من الدول، فلم تقم ولم تخرج منها، وعلينا أن نحافظ على هذه المكتسبات، بأن ندرك أن حماية الأوطان، ليست واجب القوات المسلحة ولا الشرطة وحدهما، وإنما واجب أبناء الوطن جميعاً، كل فى مجاله وميدانه، فحماية الأوطان تتطلب توعية كافية بما تحقق من إنجاز فى جميع المجالات، حيث توالت الإنجازات فى جميع المجالات، بداية من عملية ازدواج قناة السويس، لتكون منطقة اقتصادية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، إلى مشروعات الكهرباء والطاقة، والغاز الطبيعى، والطرق، والإسكان، واستصلاح الأراضى، وإقامة المدن الجديدة العصرية المتكاملة، والعاصمة الإدارية الجديدة، وغير ذلك من المشروعات والإنجازات التى تتطلب الحفاظ عليها، والدفاع عن كل المكتسبات التى تحققت بالجهد والعرق والإرادة والتصميم، وعدم السماح لقوى الشر والظلام بتشويهها أو النيل منها أو محاولة جرنا إلى الفوضى التى عصفت بكثير من دول المنطقة.

5 سنوات على تكليفكم بمهمة الأوقاف.. ما الجديد الذى ستضيفه خلال المرحلة المقبلة؟

- أسعى لاستكمال منظومة إصلاح هيئة الأوقاف وتعظيم استثماراتها وافتتاح عدد كبير من مشروعات الهيئة، والاتجاه إلى إقامة مشروعات جديدة تعظّم استثمارات الهيئة من جهة، وتسهم فى توفير مزيد من فرص العمل من جهة أخرى، فنسعى لجنى الثمار، ولا مجال للمقصرين أو المتقاعسين، فلكل مرحلة طبيعتها وظروفها، وفيما يتعلق بالملف الدعوى أعمل على مزيد من التأهيل والتدريب النوعى المستمر، والدفع بمزيد من القيادات الشابة، والتوسع فى القوافل الدعوية، وإعطاء عناية خاصة لقضايا النشء والشباب، مع تعظيم دور المرأة، وإحياء ندوات الرأى والملتقيات الفكرية، والتوسع فى المدارس العلمية والقرآنية ومراكز الثقافة الإسلامية، والاهتمام بمجال الترجمة والنشر وإعداد الأئمة المؤهلين للإيفاد بمختلف دول العالم. {left_qoute_2}

مال الوقف قوة اقتصادية.. كيف سيتحول لداعم للدولة فى ظل الأوضاع الاقتصادية؟

- سننتهى بإذن الله تعالى خلال ثلاثة أشهر على الأكثر من وضع آلية عملية للاستثمار الأمثل لمال الوقف بما يؤدى إلى تعظيم استثمارات الأوقاف من جهة، والإسهام فى خدمة المجتمع ودفع عجلة التنمية وتوفير المزيد من فرص العمل من جهة أخرى، وستشمل الخطة كل جوانب الحصر والتقييم وتعظيم عوائد الوقف، ونفكر فى الدخول فى عدد من الشراكات مع بعض المؤسسات الوطنية لتعظيم هذه الاستثمارات بما يخدم مال الوقف والمصلحة الوطنية معاً، وقد بدأت بالفعل فى تكثيف اجتماعاتى بقيادات الهيئة، وسنتوسع فى هذه الاجتماعات واللقاءات لتشمل معظم العاملين بها، مع القيام بدورات تأهيلية وتدريبية عالية المستوى لجميع العاملين بالهيئة.

هل سيتم بيع أصول مقرات وزارة الأوقاف بالقاهرة بعد الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة؟

- موضوع المقرات التى سيتم إخلاؤها كاملة والتصرف فيها ليس من اختصاص الوزارة، وإنما ستكون هناك خطة كاملة للدولة فى هذا الشأن للاستفادة المثلى بها.

وما معايير اختيار الموظفين الذين سيتم اختيارهم للانتقال إلى مقر الوزارة فى العاصمة الإدارية؟

- نقل الموظفين ليس مجرد انتقال للأشخاص من مكان إلى مكان، إنما هو انتقال إلى نمط عصرى حديث من الإدارة، ولذا فقد أعلنا عن فتح باب التقدم للتميز الوظيفى فى جميع المجالات، حيث سيتم نقل الكفاءات الإدارية الأكثر تميزاً فى جميع المجالات والتخصصات بضوابط ومقاييس الإدارة العصرية الحديثة.

كيف سيتم زيادة الموارد الذاتية للوزارة هذا العام؟

- نسعى بالفعل لزيادة الموارد الذاتية للوزارة بنسبة 50% عن طريق الاهتمام بالإدارة ومتابعة التحصيل وإعادة النظر فى عقود حق الانتفاع لتكون بالقيمة العادلة الحالية، وحصر الملحقات التابعة للمساجد، والعمل على حسن إدارتها وربطها بالقيمة العادلة، وتقديم الخدمة بها على أحسن وجه، والدلائل الأولية تشير إلى تحقيق هذا الرقم إن شاء الله تعالى.

وماذا عن مضاعفة أموال البر؟

- الوزارة تعمل على الإسهام فى توفير احتياجات الأسر الأوْلى بالرعاية، وبخاصة فى القرى والنجوع والمناطق الأوْلى بالرعاية، وهذا من الواجب الوطنى الذى نسعى لتفعيله واستمراره من خلال توفير الكميات المناسبة من أفضل وأجود السلع الغذائية، وغير ذلك من مجالات البر، وهذا يجعلنا نمشى فى خط متوازٍ آخر، وهو تنمية ما لدينا من أموال اقتصادياً، وبالفعل رفعنا موازنة البر لهذا العام إلى 225 مليون جنيه قابلة للزيادة بخلاف مشروع صكوك الأضاحى، حيث كانت موازنة البر 20 مليوناً فقط، وذلك فى إطار الدور الاجتماعى للوزارة لتواكب القول والدعوة إلى التكافل الاجتماعى بالعمل على أرض الواقع مع تأكيدنا على أن هذا هو الحد الأدنى القابل للزيادة سواء هذا العام أم فى الأعوام المقبلة.

{long_qoute_3}

بناء الشخصية المصرية محور رئيسى للولاية الثانية.. كيف تُسهم «الأوقاف» فى تحقيق ذلك؟

- إعادة بناء الشخصية المصرية بناءً إيجابياً ضرورة وطنية وسنعمل من خلال التنسيق الكامل والمستمر مع كافة مؤسسات الدولة، واعتمدنا موضوع «بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها» ليكون موضوع المؤتمر الدولى المقبل للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذى سيكون يوم 20 أكتوبر المقبل، وتتضمن محاور المؤتمر الخطاب الدينى والثقافى وأثره فى بناء الشخصية، والتعليم وأثره فى بناء الشخصية، والإعلام وأثره فى بناء الشخصية، والأسرة ودورها فى بناء الشخصية، والمؤسسات الوطنية ودورها فى بناء الشخصية - القوات المسلحة المصرية أنموذجاً، وذلك فى إطار البداية لبناء الشخصية المصرية والإنسان، إضافة إلى القوافل والندوات التى تجوب المحافظات للتركيز على البناء النفسى والأخلاقى للإنسان.

وماذا عن دور المرأة والأسرة فى تجفيف منابع التطرف والتشدد؟

- لدينا 48 واعظة معيّنة و208 واعظات متطوعات وأكثر من 300 محفّظة للقرآن الكريم، فنحن أمام حالة بناء دولة قوية، ودورنا فيها واضح، وهو البناء الفكرى الصحيح للإنسان، وتجفيف منابع التطرف والتشدد، وتحصين النشء والشباب من الأفكار الهدامة، ودور المرأة والأسرة فيها سيكون بارزاً، كما أننا سنتوسع فى عمل الواعظات والمربيات، فى إطار توفير برامج تدريبية وتثقيفية متنوعة ومتميزة ومتعددة فى الجوانب العلمية والثقافية حيث تم اعتماد ثمانين مربية للمشاركة فى العمل الدعوى بمساجد الوزارة، كما أننا نعقد لهن معسكرات وندوات تثقيفية لتنمية المستوى الثقافى والمعرفى لهن، وهذا التوسع هو إيمان منا بدور المرأة الكبير، التى هى أم وأخت وبنت وزوجة، ودورهن واضح فى تربية النشء من خلال واقعهن.

تحدثتم حول خطة لتجديد دماء وزارة الأوقاف بالدفع بالشباب.. إلى أين وصلتم؟

- نسعى دائماً للدفع بالمتميزين علمياً وإدارياً، لا سيما الشباب، ودفعنا بالعديد من الأئمة المتميزين وشباب الوزارة والهيئة للعمل الإدارى والقيادى ومعاونة قيادات الوزارة فى مهامهم القيادية، والبرنامج الرئاسى ساهم فى إعداد شباب مؤهل علمياً وفنياً ومهارياً وأفرز طاقات شبابية متميزة مؤهلة برؤى ودراسات عميقة لكثير من القضايا فى المجالات المختلفة، وتخريج القادة والمفكرين لا مجرد الحفظة أو المقلدين، بعيداً عن الحفظ والتلقين، قصد الحصول على أعلى الدرجات فحسب، ونحن مع كل مجتهد يبغى الإخلاص فى العمل وينشد الإبداع فيه، والعبرة بالتميز العلمى والإدارى، فلا نغفل عن الشباب ولا نستغنى عن خبرة الشيوخ، وقد تم تعيين أول معاون للوزير من الشباب المتميز من خريجى البرنامج الرئاسى لشئون المتابعة ويؤدى عمله بدقة وتفانٍ شديدين، وهو ما جعلنى أفكر جاداً فى الاستعانة بآخرين من الشباب من خريجى البرنامج الرئاسى، أحدهما لشئون النشء والشباب، والآخر لشئون هيئة الأوقاف.

متى سنرى نموذج الإمام الشعراوى من أئمة الوزارة؟

- الشيخ الشعراوى لا شك أنه طراز فريد ورفيع فى العلم والثقافة، ولا سيما فى تفسير القرآن الكريم، ولا تزال خواطره الكريمة حول كتاب الله تعالى تجوب الآفاق وتخالط كل الأسماع، حتى كان مثالاً فريداً فى عصره، ولا يزال الأمل موجوداً فى علماء الأوقاف وغيرهم من أبناء مصر وعلمائها، خاصة أن مصر ولادة ومعطاءة فى كل العلوم والابتكارات، ونحن فى وزارة الأوقاف نعمل على توسيع المدارك والثقافات من خلال البرامج التدريبية والتخصصية والمتميزة التى تعقدها الوزارة للأئمة، ولذلك كان لدينا برنامج الإمام المتميز والإمام المجدد، وقد نفذت الوزارة العديد من برامج التدريب فى إطار تنمية الموارد البشرية، وبلغ عدد البرامج 19 برنامجاً لعدد 1555 متدرباً من أئمة ومفتشين وإداريين، وكان من أهمها برامج اللغات الأجنبية، وبرامج مفاهيم الأمن القومى والتحديات المعاصرة وحروب الجيل الرابع والجيل الخامس.

ومتى ستعود قوة المساجد الكبرى والجامعة؟

- لدينا خطة واضحة للعناية بالمساجد الكبرى والمساجد الجامعة وجعلها مصدر إشعاع فكرى وسطى فى محيطها، إضافة إلى قيامها بدور هام فى خدمة مجتمعها، ونريد أن نعود بالمسجد ليكون مركزاً هاماً لخدمة محيطه المجتمعى فى كثير من المجالات، مع اختيار أفضل الأئمة المتميزين لإمامة هذه المساجد والقيام بمهمة الإفتاء بها، حتى لا نتيح المجال للدخلاء وغير المتخصصين، إضافة إلى التوسع فى الندوات والمحاضرات والملتقيات الفكرية، وتدشين عشرات مراكز الإفتاء بالمساجد الكبرى لقطع الطريق على الدخلاء وغير المتخصصين.

وماذا عن المدارس العلمية والقرآنية ومكاتب التحفيظ؟

- تم افتتاح 61 مدرسة علمية بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، وفى القريب سنعلن عن افتتاح عدد آخر، حيث نستهدف افتتاح 150 مدرسة علمية هذا العام، وذلك فى إطار سعى وزارة الأوقاف لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتجديد الخطاب الدينى، كذلك تم افتتاح 650 مدرسة قرآنية، ونستهدف الوصول إلى 1000 مدرسة، كذلك بلغ عدد مكاتب التحفيظ 2327 مكتباً، ونستهدف زيادة 200 كتّاب على الأقل هذا العام، لتحصين المجتمع، خاصة النشء والشباب من الفكر المتطرف، وتوفير التعليم الدينى الوسطى الآمن، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وكبح جماح الجماعات المتطرفة.

تحدثتم عن أولوية قصوى وملف خاص للدعوة بشمال سيناء.. كيف يتم العمل فى هذا الملف؟

- أتاحت الوزارة الفرصة لمن يرغب فى نقل عمله إلى محافظة شمال سيناء وفق معايير الجودة والكفاءة، عن طريق الامتحانات المخصصة لذلك، حيث تقدم عدد غير قليل من الأئمة للعمل بشمال سيناء، وجارٍ اختيار الأكثر تميزاً من بينهم، ووجهنا باتخاذ الإجراءات التنفيذية لافتتاح أربعة مراكز للثقافة الإسلامية بمحافظة شمال سيناء، مع التأكيد على أن وجود نخبة شديدة التميز من أعضاء هيئة التدريس بهذه المراكز من حملة الدكتوراه فى العلوم العربية والشرعية سيكون مصدر إشعاع للفكر الوسطى، حيث إن دورهم لن يتوقف عند حدود التدريس بمراكز الثقافة الإسلامية، إنما سيقومون بعمل القوافل والندوات والمحاضرات على مدار العام إلى جانب عملهم بهذه المراكز.


مواضيع متعلقة