بعد اعتقال نواب وعسكريين.. خبراء: "أردوغان" ينتقم من معارضيه

كتب: عبدالرحمن قناوي وعبدالله مجدي

بعد اعتقال نواب وعسكريين.. خبراء: "أردوغان" ينتقم من معارضيه

بعد اعتقال نواب وعسكريين.. خبراء: "أردوغان" ينتقم من معارضيه

منذ وصول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم قبل 15 عامًا، وهو يسعى إلى إعادة إحياء سياسة الحكم المفرد والسيطرة على مقاليد الحكم، حيث قمع المظاهرات، وعدل الدستور التركي من النظام البرلماني للنظام الرئاسي ليجلس على الرئاسة لخمس سنوات، واستغل محاولة الانقلاب الفاشلة من أجل أحكام سيطرته على الجيش وجميع الجهات الأمنية وحظر التظاهر وفرض حظر التجوال.

وبعد أن فاز أردوغان بولايةٍ ثانيةٍ في انتخابات رئاسية اعتبرت منعطفًا مفصليًا في الحياة السياسية للأتراك، نال فيها نحو 52.7% من أصوات الناخبين، في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 87%، وبهذة النتيجة أصبح في مقدوره تغيير ملامح النظام الرئاسي.

وضمت التعديلات الدستورية التي أقرت مع فوز أردوغان بالرئاسة، إلغاء منصب رئيس الوزراء وتعيين الرئيس لكبار المسؤولين من وزراء ونواب للرئيس ومنحه حق التدخل في النظام القانوني للبلاد وفرض حالة الطوارئ.

وأولى قرارات الرئيس التركي عقب توليه الرئاسة كانت اعتقال 57 عسكريًا في 28 مدينة، بتهمة التواصل مع المعارض التركي "فتح الله كولن"، التي وجهت إليه الحكومة التركية تهمة محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.

اعتقالات أردوغان عقب توليه الرئاسة لم تتوقف على العسكريين السابقين، بل امتدت إلى النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري، أرين أردم، بتهمة الانضمام لجماعة فتح الله كولن والتدبير لمحاولة الانقلاب الفاشلة.

الدكتور محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، أكد أن الاعتقالات التي يشنها النظام التركي لمعارضيه مستمرة منذ عام 2016، ولم تتوقف على الإطلاق، موضحًا ان تهمة التدبير للانقلاب الفاشل عام 2016، هي تهمة جاهزة ومعلبة يتم استخدامها وتلفيقها لأي شخصٍ يرى فيه نظام أردوغان خطرًا عليه، سواء كان منتمي للجيش أو الشرطة او مدني، حتى وصل عدد المعتقليت إلى أكثر من 100 ألف معتقل.

وأضاف حامد في تصريحات لـ"الوطن" أن النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري الذي اعتقله نظام أردوغان، أرين أردم، كشف تفاصيل قضية فساد كبرى منذ عدة أعوام تورط فيها عدد من الوزراء في حكومة حزب العدالة والتنمية، وأبنائهم وبعض المرتبطين بهم.

وأوضح الباحث في الشأن التركي، أن نظام أردوغان، تعرض لهزة كبيرة نتيجة هذه القضية في بداية تولي الرئيس التركي لمهام فترته الأولى، لذا قرر الانتقام من "أردم" بعد سيطرته الكاملة على الحكم في تركيا بالنظام الرئاسي الجديد، مردفًا أن كل من حاول النيل من أردوغان وحزبه ستطوله يد النظام.

وتابع حامد، أن الفترة الثانية لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان ستكون فترة "انتقامية"، بعد انتشاءه بالفوز الكبير في الانتخابات، مشيرًا إلى أنه سيتجه إلى مزيد من إحكام السيطرة على تركيا وعدم السماح بأي منافسة حقيقية على الحكم.

وقال الدكتور بشير عبدالفتاح خبير الشأن التركي، إن الرئيس التركي يثبت بقرارت الاعتقال التي لا تتوقف فور فوز في الانتخابات، أنه مستمرٌ في سياسة الحكم المطلق، مؤكدً أنه يريد القضاء على ما تبقي من المعارضين له من الجيش والأحزاب.

وأضاف عبدالفتاح في تصريحات لـ"الوطن"، أن الرئيس أردوغان قضى تمامًا على المعارضة التي أثبتت ضعفها في الانتخابات الرئاسية، وتخلص من كل خصومه، وأصبحت كل مقاليد الحكم في قبضته برلمانيًا وعسكريًا وداخليًا.


مواضيع متعلقة