بريد الوطن| تصحيح الأخطاء الشائعة واجب وطنى
بريد الوطن| تصحيح الأخطاء الشائعة واجب وطنى
أحزننى ما وقعت فيه الصحف القومية والخاصة، من خطأ فادح نتج عما يكاد يكون ظاهرة فى صحفنا، ألا وهو عدم التدقيق فى المعلومات، فقد قامت جميع الصحف بلا استثناء، بنشر خبر وفاة اللواء باقى زكى يوسف، على أنه مهندس تدمير خط بارليف فى حرب أكتوبر، والحقيقة أن اللواء باقى لا علاقة له بخط بارليف، سواء فى التخطيط أو التنفيذ، بل إنه قام بابتكار فكرة إزالة الساتر الترابى بضغط المياه، والفارق شاسع بين الساتر الترابى وخط بارليف، فالساتر الترابى أنشأته إسرائيل على طول شاطئ القناة مباشرة بارتفاع 20 متراً، لإعاقة عبور قواتنا وكذلك عدم الكشف عن تحركات قواتهم فى سيناء، واستطاعت قواتنا باستخدام فكرة اللواء باقى أن تفتح ثغرات فى هذا الساتر فى وقت قياسى ما أتاح إنشاء الكبارى وتدفق دباباتنا ومعداتنا الثقيلة ومقاتلينا إلى سيناء، أما خط بارليف، فهو يتكون من 31 نقطة حصينة تم نشرها فى سيناء بمحاذاة طول القناة من بورسعيد للسويس، وكان من المستحيل تدميرها، وتم اقتحامها من قبل أبطالنا بعد أن دارت معارك شرسة بالسلاح الأبيض، داخل تلك النقاط الحصينة، وأقصد هنا الشهيد محمد زرد الذى اقتحم النقطة 149 وهى من أشد النقاط تحصيناً فى خط بارليف ودفع حياته ثمناً لتحرير تلك النقطة، وشهد اقتحام خط بارليف بطولات لم يكشف عنها حتى الآن ودفع الكثير من أبطالنا دماءهم ثمناً لهذا الاقتحام، لذلك فإن الصحف القومية والخاصة حين تعلن أن اللواء البطل باقى زكى يوسف كان مهندس تدمير خط بارليف، فإنها تمنحه شرفاً لم يدعه الرجل فى حياته، وتهيل التراب «دون عمد» على بطولات المئات من شهدائنا دفعوا حياتهم ثمناً لتحرير خط بارليف من قوات العدو، ويجرنى ذلك إلى العديد من الأخطاء الشائعة، التى أصبحت مع استمرارها كالحقائق الراسخة، فقد شرفت أن أكون أحد المقاتلين فى حرب أكتوبر، ثم رئيساً للقسم الأدبى فى مجلة النصر التابعة للقوات المسلحة فى الفترة من عام 1984، حتى عام 1991، واستطعت خلال هذه الفترة أن أكشف عن بعض تلك الأخطاء، ومنها على سبيل المثال أن صائد الدبابات الأول فى حرب أكتوبر هو عبدالعاطى أو محمد عبدالعاطى عطية، رحمه الله، الذى كان يقيم فى قرية «سيبة قش»، بمحافظة الشرقية، والذى قام بتدمير 23 دبابة للعدو الإسرائيلى، والحقيقة التى توصلت إليها بعد بحث دقيق وجهد شاق أن صائد الدبابات الأول، هو المقاتل محمد عبدالمنعم المصرى، الذى كان يقيم بقرية شنبارة منقلا، بمحافظة الشرقية وانتقل أخيراً إلى محافظة البحيرة والذى قام بتدمير 26 دبابة، أما المفاجأة فكانت الكشف عن البطل عبدالمعطى عبدالله عيسى، الذى يقيم بالبدرشين بالجيزة، والذى قام بتدمير 29 دبابة للعدو الإسرائيلى، وقمت بنشر الحوار معه فى مجلة النصر فى شهر أكتوبر من عام 1990، ولسوء الحظ فقد توافق هذا النشر مع غزو العراق للكويت، فطوته الأحداث وما زال مجهولاً حتى الآن، وأملى فى الصحفيين الشباب أن يعثروا على عبدالمعطى إذا كان حياً، ونتوخى الحرص والدقة فى المعلومات قبل نشرها فى محاولة جادة للحد من الأخطاء الشائعة.
محمود المنسى
باحث حقوقى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
