«صفقة القرن» وتصفية القضية الفلسطينية
- أين المفر
- إسرائيل ب
- إعادة إعمار غزة
- إقالة رئيس الوزراء
- إقامة دولة فلسطين
- الأماكن المقدسة
- الأمم المتحد
- آليات
- أبريل
- أين المفر
- إسرائيل ب
- إعادة إعمار غزة
- إقالة رئيس الوزراء
- إقامة دولة فلسطين
- الأماكن المقدسة
- الأمم المتحد
- آليات
- أبريل
وقف الدعم الخارجى، وضغوط 1.5 مليون لاجئ سورى، بخلاف الفلسطينيين، سببت صعوبات اقتصادية للأردن، تم توظيفها لتحريك تظاهرات، أنهكت النظام، وأجبرته على إقالة رئيس الوزراء، مناخ تم تهيئته بنجاح، لمعاودة طرح المبادرة الأمريكية المعروفة بـ«صفقة القرن»، نتنياهو التقى الملك عبدالله بالأردن، «رسمياً» لأول مرة منذ 2014، «معاريف» أكدت مشاركة بن سلمان فى اللقاء، بعدها بساعات بدأت جولة كوشنر عراب «الصفقة» وجرينبلات المبعوث الأمريكى، بزيارة الأردن باعتباره المستهدف، والسعودية وقطر، باعتبارهما الممولين، ومصر لدورها القيادى بالمنطقة، واختتمت بإسرائيل صاحبة المصلحة.. كوشنر أكد «الخطة باتت جاهزة تقريباً».. جريدة «الوطن» استبقت الجميع، بالتفاصيل الموثقة عن «الصفقة».. عندما نشرت مقالى («صفقة القرن».. واستهداف شمال سيناء) 15 ديسمبر 2017، كانت أجزاء منها مستهدفة، لتعويض الفلسطينيين عن أراضيهم التى سيتنازلون عنها بالضفة الغربية، نجاح العملية الشاملة «سيناء 2018»، التى بدأت 9 فبراير 2018، أخرجها من «الصفقة»، بعد إحكام السيطرة الكاملة على شبه الجزيرة، وإنهاء دور التنظيمات الإرهابية، التى كانت ضمن أدوات التسوية، ما فرض تعديلات لإتمامها على حساب الأردن.
الضفة الغربية تنقسم إلى ثلاث مناطق؛ «أ» تمثل 18% من مساحتها، وتخضع للسلطة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، «ب» تمثل 21%، وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية، لكن المسئولية العسكرية والأمنية لإسرائيل، «ج» تشكل 61%، وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية، ما يفرض موافقتها على أى مشاريع فلسطينية بها.. «الصفقة» تتضمن قيام كيان فلسطينى منزوع السلاح بالمنطقتين «أ، وب»، وبعض مناطق «ج» بشراكة إسرائيلية، وأن يخضع هذا الكيان للإدارة الأردنية، ويتبع إسرائيل أمنياً وعسكرياً، مع سيطرة القوات الإسرائيلية على غور الأردن.. صياغة «الصفقة» راعت الشروط الإسرائيلية «لا سيادة بين البحر والنهر إلا لإسرائيل، لا تفكيك لأى مستوطنات، القدس عاصمة موحدة وأبدية، ولا سماح بعودة اللاجئين»، ردود الفعل العربية والدولية على نقل السفارة الأمريكية للقدس دفعت ترامب لتعديل «الصفقة» بنقل 5% من مساحة القدس الشرقية لمناطق السلطة الفلسطينية، وهى «أحياء شعفاط، جبل المكبر، العيساوية، وأبوديس»، لتكون القدس عاصمة لهم أيضاً.. «الصفقة» تحسم نهائياً قضايا الحل الدائم «المستوطنات، القدس، واللاجئين» بما يتطابق والمصالح الإسرائيلية، وذلك ليس غريباً بتولى كوشنر صهر ترامب اليهودى ملف القضية، رغم تورطه فى تقديم خدمات خاصة لإسرائيل والصين والإمارات والمكسيك، ما أجبر البيت الأبيض على تخفيض مستوى تصنيفه الأمنى، وحرمانه من الاطلاع على الملفات الحساسة!!.
«يو إس إيه توداى» أكدت مغادرة كوشنر للقاهرة خالى الوفاض، و«الجيروزاليم بوست» نقلت عن نتنياهو أن «القاهرة خارج حسابات الصفقة، بل وحرضت على رفضها، ولكن من الحكمة عدم الصدام معها»، فى إشارة إلى تمسكها بتسوية المشكلة الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.. أما الأردن فرغم تأكيد نتنياهو التزام إسرائيل بالحفاظ على الوضع الراهن فى الأماكن المقدسة بالقدس لطمأنته إلى استمرار وصايته عليها، إلا أن «البوسطن جلوب» أكدت رفض الملك عرض كوشنر بمساعدات أمريكية مفتوحة مدى الحياة حال موافقته على «الصفقة»، الملك تمسك بنفس حدود الموقف المصرى، ما يفسر دعوة ترامب له على عجل لواشنطن، وانطلاق حملة «ارحل» ضد الرئيس السيسى.. ردود فعل السلطة الفلسطينية «جيدة»؛ قاطعت الولايات المتحدة لافتقادها الحياد، ما عرضها للضغوط والتهديدات بإغلاق مكتب المنظمة بواشنطن، ووقف المساعدات، بما فيها مساعدات الأمم المتحدة، الخارجية الأمريكية كشفت تعليق 200 مليون دولار من إجمالى المعونة المقررة فى 2018، وقدرها 251 مليون دولار، وتجميد 65 مليوناً لوكالة غوث اللاجئين، وهددت بإغلاق بعض البرامج، وتسريح الموظفين الفلسطينيين، وسحب المسئولين الأمريكيين الذين يديرونها، ما لم يتم حسم مصير هذه المساعدات خلال الأسابيع المقبلة.. «الواشنطن بوست» أشارت لتحمل دول الخليج ٣ مليارات دولار لإنشاء البنية التحتية لغزة «ميناء بحرى، مطار دولى، وشبكة كهرباء واتصالات..»، لكن أبومازن رفض التمويل الخليجى لإعادة إعمار غزة إذا تم ضمن «الصفقة».. وMiddle East Forum المقرب للوبى الإسرائيلى أكد تلقى جرينبلات عرضاً من قطر، بإقناع حماس بـ«الصفقة»، مقابل السماح لها بالعمل فى الضفة، ما يفسر زيارة كوشنر للدوحة.
الموقف السعودى يثير إشكالية كبرى، المملكة صوتت ضد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وضاعفت الدعم الشهرى للسلطة الفلسطينية من 7.5 مليون دولار إلى 20 مليوناً، لكن الشبهات المتعلقة بدورها فى تمرير الصفقة يناقض ذلك، «هآرتس» أكدت «أبريل 2018» أن كوشنر أمضى ساعات مع بن سلمان فى واشنطن لبحث آليات تمرير «الصفقة»، ما يفرض إيضاحات من المملكة، حتى لا يقال إنها تضحى بالمشكلة الفلسطينية مقابل الدعم الأمريكى الإسرائيلى للمواجهة مع إيران.. الدول الأوروبية تحاول تعديل بنود «الصفقة» بحيث تتبنى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستيطان.. بريطانيا تتمسك بالقدس الشرقية كجزء من فلسطين المحتلة، وبأن تأتى زيارة الأمير «ويليام» لها فى سياق زيارته لفلسطين.. الخارجية البريطانية اقترحت استضافة وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والسعودية ومصر والأردن مع كوشنر؛ لمواجهة انسداد قريب ومتوقع لمسار «الصفقة».. زيارة ميركل للأردن شكلت إضافة للتحرك الأوروبى، تخفيفاً لوطأة الضغوط الأمريكية عليه، وتحسيناً لوضع اللاجئين فى دول الجوار السورى، بما يشجعهم على البقاء بالمنطقة، وعدم النزوح لأوروبا.
فى اجتماعات السلام بمينا هاوس ديسمبر 1977، كان العلم الفلسطينى مرفوعاً بمداخل الفندق، وداخل قاعة الاجتماعات، تغيبت السلطة الفلسطينية، فتفاقمت المشكلة.. سلسلة متعاقبة من رفض العروض، وضياع الفرص، وفرض الأمر الواقع الإسرائيلى، وتآكلت القضية؛ إسرائيل احتلت القدس الشرقية 1967، وأعلنت القدس برمتها «عاصمة أبدية» 1980، وجمدت الموضوع حتى قرار ترامب الأخير، الذى فعَّل الواقع الإسرائيلى بالمدينة.. حتى عندما بادرت بالانسحاب من طرف واحد من غزة 2005، وتصور البعض أنه تعبير عن حسن النوايا، استولت عليها حماس ونزعتها من السلطة الفلسطينية.. القضية ربما لم يعد فيها ما يتم التفاوض بشأنه؛ القدس أضحت واقعاً إسرائيلياً، والمستوطنات صارت حقيقة لا تقبل إسرائيل المساس بها، وعودة اللاجئين ترفض مناقشتها.. إذن ماذا تبقى؟!.. اختيارات أسوأ من بعضها؛ إما «الصفقة» التى تُصَدّر كل مشاكل الضفة للأردن، مقابل 5% من القدس، وتصفية القضية.. أو ضياع آخر فُتات الوطن الفلسطينى، نهائياً.. واقع عربى مرير.. إلهى، أين المفر؟!.