نجوم المأساة 2| "موزيس" الهارب من القتل يقود النسور في المونديال

نجوم المأساة 2| "موزيس" الهارب من القتل يقود النسور في المونديال
- كأس العالم
- كأس العالم روسيا 2018
- المونديال
- نيجيريا
- منتخب مصر
- كأس العالم
- كأس العالم روسيا 2018
- المونديال
- نيجيريا
- منتخب مصر
حين اشتد الاحتقان في مدينة "لاجوس" النيجيرية عام 2002 بين الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية، واندلعت موجة عنف طائفي جديدة، كان منزل القس وزوجته هدفا سيمثل إحرازه تقدما في الصراع، هوجم المنزل وقُتل من فيه ولم يتبق منه سوى الابن "فيكتور موزيس" البالغ من العمر 11 عاما، قاده حظه -وحبه لكرة القدم- إلى شارع بعيد عن الحادث يلعب مع الأطفال، حافي القدمين لا يبالي بصراعات الكبار، وحيث موهبته هي المنطلق الوحيد للحكم عليه والتعامل معه.
أخبروه بأن والديه قُتلا، فغادر الشارع/ الملعب، ترك مساحته الآمنة وصار جزءً من الصراع لأنهم قالوا له إنه الهدف التالي لقتلة والديه وبالتالي عليه الاختباء، اضطلع بالمهمة أحد أصدقاؤه وأخفاه بعيدا عن أعين المتربصين لمدة أسبوع، ولم يحتاج "موزيس" أكثر من هذا الأسبوع ليعرف أن لا مكان له في "لاجوس" ولا نيجيريا كلها، هرب إلى إنجلترا طالبا اللجوء، فتلقفته عائلة إنجليزية في جنوب لندن حيث لا يعرف أحدا ولا شيئا سوى كرة القدم، ثم بدأت الحكاية.
في الطريق من نيجيريا إلى إنجلترا، كان "موزيس" يخبر نفسه "لا أحد يعلم، ربما أصبح لاعبا في برشلونة"، لم يكن يتوقع أن تأخذ أحلامه مسارا جديا بهذه السرعة، انضم إلى نادي الشباب "كوزموس 90" فأظهر مهارات تشي بأنه لاعب كرة قدم من طراز فريد، رشحه مسؤولو "كوزموس 90" إلى مسوؤلي "كريستال بالاس" الذين أعجبوا بموهبته فأدخلوه أكاديمية النادي ثم أرسلوه إلى مدرسة "ويتجيفت" العريقة.
بعد 3 سنوات من حادث "لاجوس"، أظهر ابن الـ 14 عاما براعة هائلة دفعت صحف بريطانية كبيرة كـ"جارديان" و"إندبندنت" للاحتفاء به باعتباره ظاهرة تستحق الضوء، حيث قاد فريق مدرسته إلى نهائي FA Cup للناشئين في مواجهة "جريمزبي"، وانتهت المباراة النهائية بفوز فريق "موزيس" بـ 5 أهداف نظيفة، جميعها من توقيعه.
وفي صباح اليوم التالي للمباراة، 20 مايو 2005، كتبت "جارديان" موضوعا بعنوان "لاجئ في الـ14 من عمره يتحول إلى بطل كرة قدم"، وافتتح المحرر قصته بقوله إنه بالنسبة لأي طفل لا يوجد ما هو أعظم من أن يصبح أسطورة في مجاله، وفيكتور موزيس صار نجما وأسطورة.
ولم تكن المباراة النهائية هذه وحدها ما دفعت الصحف للحديث عنه، بل تألقه اللافت في أكاديمية كريستال بالاس، وتسجيله أكثر من 50 هدفا في موسم واحد، كان الجميع يتحدث عن قدرته الخارقة على تسجيل الأهداف.
فرضت موهبة "موزيس" نفسها حتى لعب مباراته الأولى مع الفريق الأول بـ"كريستال بالاس" في سن الـ 16، وفي نفس العام استدعاه المنتخب الإنجليزي لبطولة أمم أوروبا للشباب تحت 17 عاما، قاد الشاب النيجيري منتخب الإنجليز للمبارة النهائية وخسروا أمام إسبانيا، لكنه خرج من البطولة فائزا بالحذاء الذهبي كهداف للبطولة.
الأزمة المالية التي ضربت "كريستالا بالاس" في بداية 2010 وجهت "موزيس" إلى الدوري الممتاز وتحديدا نادي "ويجان"، كانت ظروف الأندية التي يلعب لها "موزيس" صعبة وترتيبها في الدوري متأخر لكن أداءه اللافت للنظر دفع مسؤولي تشيلسي للتعاقد معه، تعثرت المفاوضات مرة فتوجه الشاب بدعاءه إلى الله لكي يتدخل ويتم الصفقة، وبالفعل وصل "موزيس" إلى ستامفورد بريدج في صيف حافل بالصفقات مرافقا "أوسكار" و"إدين هازارد" و"خوان ماتا" و"راميريز"، وهم من شكلوا قوام الفريق الأساسي في الموسم التالي مباشرة.
السنوات الأولى التي قضاها "موزيس" في تشيلسي لم تكن أفضل سنواته، كان الفريق يعج باللاعبين، اقتنع به المدرب رافا بينيتيز وأعطاه الفرصة لكن "رافا" رحل سريعا وجاء "مورينيو" الذي لم يقتنع بأداءه فأعاره مرة إلى ليفربول وثانية إلى "ستوك سيتي" وثالثة إلى "ويستهام" قبل أن يعود إلى "البلوز" ليتألق ويسجل حضورا أساسيا في 34 من أصل 38 مباراة في الموسم الذي حصد فيه الدوري الإنجليزي تحت إدارة أنطونيو كونتي.
أما مشواره مع المنتخب، فقد تدرج "موزيس" في منتخبات الشباب بإنجلترا بدءً من 16 عاما حتى 21، إلا أنه اختار في النهاية تمثيل منتخب نيجيريا، ليصبح أحد أهم لاعبيه ورموزه. يقول "موزيس": "حين أعود لنيجيريا أجد احتفاءً كبيرا من الجمهور المولع بتشيلسي، الجميع هنا يشاهد الدوري الإنجليزي".
اليوم، يقود "موزيس" منتخب نيجريا في كأس العالم، فازوا في مباراة وهزموا في مباراة وقدموا أداءً جيدا، يواجهون منتخب الأرجنتين المترنح اليوم في مباراة قد تشهد مفاجأة إقصاءه على يد "موزيس" ومجموعته.