هل التصوف يخالف الكتاب والسنة؟.. "الإفتاء" تجيب

كتب: سعيد حجازي

هل التصوف يخالف الكتاب والسنة؟.. "الإفتاء" تجيب

هل التصوف يخالف الكتاب والسنة؟.. "الإفتاء" تجيب

تلقت لجان الفتوي بدار الافتاء المصرية سؤالًا حول مدى مطابقة ممارسات الصوفية للكتاب والسنة، نصه: "هل صحيح ما نسمعه من أن التصوف يخالف الكتاب والسنة، وأن مصادره غير إسلامية؟".

وقالت الدار في جوابها: "التصوف الإسلامي ظاهرة سنية ظهرت بين أهل السنة والجماعة وصدرت عن أسس إسلامية، وهذا لا يمنع -بل لعل هذا هو ما حدث فعلًا- أنها تأثرت في رحلة تطورها الطويلة بمؤثرات خارجية كان لها أثر ملحوظ في صبغ هذه الظاهرة السنية الإسلامية ببعض الألوان الجديدة، مع بقاء الظاهرة مرتبطة بأصولها الأولى".

وأضافت الدار: "اتُّـهِم التصوف بـمخالفته للكتاب والسنة، ولعل من أسباب هذا الاتـهام أن أقوامًا نظروا إلى ما أحدثه بعض مدعي التصوف، وظنوا أن ما يفعلونه هو التصوف، فقاموا في تسرع بغير روية، وبغير اطلاع على مبادئ التصوف وأقوال أئمته بإصدار الأحكام العامة مـما تسبب فيما نحن فيه، لذا كان أهل الله من الصوفية الـمخلصين يعتنون ببيان أن هذه الـمظاهر ليست هي التصوف".

وتابعت الدار: "عبارات أئمة الصوفية تؤكد على أنه لا تصوف إلا بـموافقة الكتاب والسنة، ومن ذلك ما قاله إمام الصوفية الإمام الجنيد في (الرسالة القشيرية): "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول، وقال: من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يُقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة".

وأشارت الدار إلى قول الشيخ عبدالله بن الصديق الغماري في "الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام": (إن التصوف مبنيٌّ على الكتاب والسنة، لا يخرج عنهما قيد أنملة)"، متابعة "أما ماسينيون، فإنه يرى بعد دراسته لـمصطلحات التصوف أن مصادرها أربعة:

1- القرآن الكريم، وهو الـمصدر الرئيسي للمصطلحات الصوفية.

2- العلوم العربية الإسلامية؛ كالحديث والفقه وغيرها.

3- مصطلحات الـمتكلمين الأوائل.

4- اللغة العلمية التي تكونت في الشرق في القرون الستة الـمسيحية الأولى من لغات أخرى؛ كاليونانية والفارسية وغيرهما، وأصبحت لغة العلم والفلسفة.

وأوضحت الدار، "التصوف الإسلامي نشأ من صميم الإسلام نفسه، على الأقل في القرون الثلاثة الأولى، بل إن بعض المستشرقين يرى أنه: لا صوفية من غير إسلام، وإن كنا وجدنا البيروني في كتابه (تحقيق ما للهند من مقولة) يوازن بين ما يعرضه من عقائد الهنود ومذاهبهم، وبين أفكار الصوفية المسلمين وأقوالهم وطرقهم في الرياضة الروحية، إلا أن التشابه وحده بين مذهبين لا يفضي بالضرورة إلى القول بتأثير أحدهما في الآخر حتى نتحقق من وجود مسارب انتقل خلالها هذا التأثير بدليل مادي لا شبهة فيه".


مواضيع متعلقة