وزير إعلام الإمارات: ممارسات الحوثيين باليمن تتعمد إحداث كارثة إنسانية

كتب: أحمد البهنساوى

وزير إعلام الإمارات: ممارسات الحوثيين باليمن تتعمد إحداث كارثة إنسانية

وزير إعلام الإمارات: ممارسات الحوثيين باليمن تتعمد إحداث كارثة إنسانية

قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الإمارات للإعلام، ورئيس المجلس الوطني للإعلام بالإمارات، إن الممارسات الحوثية في اليمن لا تتماشى مع القوانين الإنسانية والأعراف والمواثيق العالمية، مشيرا إلى أن المليشيات تتعمد خلق كارثة إنسانية بشكل مقصود، سواء من خلال إعاقة إنزال حمولة السفن في الميناء أو تحويل مسار الإمدادات الغذائية أو سرقتها، أو زرع الألغام ووضع الأسلحة بين المدنيين أو تدمير شبكات المياه والصرف الصحي وذلك وفقا لمعلومات مؤكدة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام.

ودعا الجابر، في كلمته بمؤتمر وزراء إعلام دول التحالف العربي لدعم اليمن المنعقد اليوم في مدينة جدة السعودية، المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين وإلزامهم بمراعاة القوانين الإنسانية الدولية، وتأمين طرق المساعدات وعدم الإضرار بالبنية التحتية للميناء وإبقائه مفتوحا أمام حركة المساعدات الدولية.

وفيما يلي نص كلمة وزير الإعلام الإماراتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي الأخوة وزراء إعلام دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن..

السادةُ الحضور..

السلام عليكم ورحمة الله..

 

يسرني أن أكون بينكم في المملكة العربية السعودية التي لطالما كانت مع كل جهدٍ داعمٍ للعمل الإيجابي المشترك.. عربياً وإسلامياً ودولياً.. وبما يحقق مصالح الشعوب والأوطان.

والشكر موصول للمملكة لقيادتها التحالف لدعم الشرعية في اليمن وتحقيق الخيرِ لليمن الشقيق وشعبه الكريم.

إن اجتماعنا اليوم يأتي في ظل التطورات والأحداث المتسارعة في اليمن الشقيق.. حيث حققت القوات اليمنية المشتركة.. وبدعمٍ من التحالف.. انتصارات نوعية.. مع تواصل العملية العسكرية والإنسانية لتحرير الحديدة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني ورفع المعاناة عنه، وإيقاف التدخل الإيراني في اليمن من خلال منع تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة... وكذلك تأمين الممرات المائية الدولية، من خلال إيقاف تهديد ميليشيات الحوثي لحركة الملاحة في البحر الأحمر.

وتشكل عملية الحديدة منعطفاً محورياً في الأزمة اليمنية.. إذ أن استعادة الحكومة الشرعية لميناء الحديدة.. تعزز فرص الوصول إلى حلٍ سلمي.. وتشكل ضغطاً على مليشيات الحوثي للجلوس إلى طاولة المفاوضات.. والخروج من حالة الجمود التي تعيشها العملية السياسية.. فخسارتها للميناء تعني خسارة مصادر التمويل والتسليح، كون الميناء كان يستخدم لتهريب الأسلحة الإيرانية، إلى جانب قيام هذه الميليشات بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية والمتاجرة بها بدلاً من إيصالها إلى مستحقيها من أبناء الشعب اليمني الشقيق.

ولأن هدفنا الأول هو الإنسان اليمني.. تستمر دولة الإمارات من خلال توجيهات القيادة الرشيدة.. وضمن دورها الفاعل في التحالف.. بتنفيذ عملية إنسانية كبيرة وشاملة لإيصال المساعدات إلى المناطق المحررة في اليمن.. حيث دشنت الإمارات جسراً إغاثياً إلى الحديدة يشمل 35 ألف طن من المساعدات الإضافية، تم تجهيزها مسبقاً في اليمن ومناطق مجاورة لتكون جاهزة للنقل.. وعشرة سفن قريبة أو في طريقها للحديدة، .. وسبعة طائرات إماراتية جاهزة للبدء بجسر جوي ولإلقاء المساعدات من الجو في حال اقتضت الحاجة ذلك.. هذا فضلاً عن التعاقد مع 100 شاحنة لنقل المساعدات براً من عدن.

 

وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى الممارسات الحوثية التي لا تتماشى مع القوانين الإنسانية ولا الأعراف والمواثيق العالمية، حيث تتعمد المليشيات إلى خلق كارثة إنسانية بشكل مقصود.. سواء من خلال إعاقة إنزال حمولة السفن في الميناء.. أو تحويل مسار الإمدادات الغذائية أو سرقتها، .. أو زرع الألغام ووضع الأسلحة بين المدنيين... أو تدمير شبكات المياه والصرف الصحي.. وذلك وفقاً لمعلومات مؤكدة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ووسائل الإعلام.

 

 

وعليه، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على الحوثيين وإلزامهم بمراعاة القوانين الإنسانية الدولية، وتأمين طرق المساعدات وعدم الإضرار بالبنية التحتية للميناء وإبقائه مفتوحاً أمام حركة المساعدات الدولية.

أصحاب المعالي

الحضور الكريم

 

إن وقوفنا مع الشرعية اليمنية هو وقوف مع الشعب اليمني، الذي اختطفت المليشيات الحوثيه إرادته وحريته، وجيّرت مقدّراته لخدمة أجندةٍ خارجية لم تجلب سوى المعاناة للشعب اليمني، دون مبالاةٍ بحقه في الحرية والعيش الكريم والحياة المستقرة.

 

ورغم كل ما تشهده اليمن اليوم، إلا اننا ما زلنا على قناعة تامة بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية في عملية يقوم بها اليمنيون بأنفسهم تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة، وذلك بما يتفق مع المرجعيات الثلاث المتمثلة في: مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي 2216.

 

وفيما نتحدث عن دعم الشرعية ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، لابد من الإشارة إلى دور التحالف في مواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهابية.. التي وجدت لها في اليمن ملاذاً نتيجة عدم الاستقرار وتغييب السلطة الشرعية.

 

وكان لدولة الإمارات - كجزء من التحالف لدعم الشرعية في اليمن- دوراً محورياً في مكافحة هذه التنظيمات، التي تلقت ضرباتٍ قاصمة في عدن وحضرموت وشبوة وأبين ولحج وغيرها من المناطق اليمنية، إذ لولا التدخل العسكري الحاسم.. لشهدنا مناطق نفوذ للإرهاب في اليمن كما حصل في سوريا والعراق، عندما أغفل العالم تمدد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية لتسيطر على أجزاء كبيرة في الدولتين.

 

أصحاب المعالي

إن الإعلام يقوم بدور محوري في مكافحة التطرف والإرهاب.. ولن تنتهي هذه المعركة إلا بالقضاء على جذور الفكر المتطرف والشاذ ومصادر تمويله.. حيث تقوم التنظيمات التكفيرية بتشويه واستغلال الإسلام للتغلغل في المجتمعات والتغرير بالشباب وتجنيدهم.

 

ومن هنا.. فإننا كمسؤولين عن الإعلام في دولنا.. علينا دورٌ كبير في تحصين شبابنا ومجتمعاتنا ضد الأفكار الضالّة.. التي لا تمثل بأي حال من الأحوال الدين الإسلامي الذي يقوم على الاعتدال والوسطية والتسامح وقبول الآخر.. دين السلام والوئام والمحبة.

 

ومن المهم هنا أن نشير إلى أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية لا تقتصر على القاعدة وداعش.. بل هناك تنظيمات تتخذ من الإسلام ستاراً لبث سمومها كما هو الحال مع تنظيم الإخوان الإرهابي.. وغيره.

 

في الوقت الذي نتحدث فيه عن خطر مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية.. علينا ألا ننسى الموضوع الأكثر خطورة كونه القناة التي تغذي زعزعة استقرار المنطقة، والذي يتمثل في التدخل الإيراني بشؤون المنطقة سياسياً وعسكرياً وإعلامياً.. إذ لم تتوقف طهران منذ سنوات طويلة عن دعم التنظيمات والأحزاب والجماعات الخارجة عن سلطة دولها الشرعية.. كما أنها تمارس حرباً إعلامية مفتوحة ضد دول المنطقة عبر العديد من وسائل الإعلام التابعة لها والمدعومة منها.

 

الزملاء الأعزاء،

 

لقد حقق إعلام الدول الأعضاء في التحالف نجاحاتٍ جيدة في نقل صورة واقعية عن حقيقة الأمور.. وبالتأكيد.. يجب استمرار العمل وتكثيف الجهود والتنسيق وتعزيز آليات التعاون لدعم الشرعية اليمنية، وإبراز تعنّت ميلشيات الحوثي الإيرانية.. ورفضها لكافة المبادرات الدولية لإحلال السلم في اليمن.. لأن أولويتها هي خدمة أجندة إيران الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة.

 

وعلينا أن نعمل على تطوير آليات فاعلة لحشد الطاقات ودعم جهود التحالف العسكرية والإنسانية.. وذلك عبر تشجيع المؤسسات الإعلامية في دولنا على إبراز جهود التحالف ودوره في دعم الشرعية.. والتي تصبُّ في خدمة الشعب اليمني الشقيق وازدهاره.

 

كما لا بد من العمل على تطوير استراتيجية إعلامية يتم تبنيها من دول التحالف، بهدف توفير الدعم الإعلامي اللازم للشرعية اليمنية وللتحالف، وضمان توحيد الجهود والخطاب الإعلامي المشترك.

أصحاب المعالي

إننا أمام تحديات كبيرة.. سواء في الملف اليمني أو ملف التطرف والإرهاب.. وعلينا أن نستمر في العمل بما يضمن أمن واستقرار شعوبنا.. وبلداننا.. ومنطقتنا..

ختاماً.. أتمنى التوفيق والنجاح لجهودنا المشتركة.. وكل الخيرِ لليمن الشقيق.. وشكراً


مواضيع متعلقة