إصلاح الأجهزة المنزلية.. لا وجود للصنايعى المتعلم

كتب: محمد سعيد وأحمد ماهر أبوالنصر

إصلاح الأجهزة المنزلية.. لا وجود للصنايعى المتعلم

إصلاح الأجهزة المنزلية.. لا وجود للصنايعى المتعلم

طلب الحصول على مقابل مادى كبير، مع عدم القدرة على تصليح الأجهزة الكهربائية المنزلية بالشكل الأمثل، وعدم القدرة على تحديد العطل فى الجهاز، هى أكثر الشكاوى تجاه أصحاب محلات تصليح الأجهزة المنزلية التى رددها المواطنون، مشيرين إلى أن الكثير منهم يهمهم فى المقام الأول والأخير الأموال التى سيتقاضونها فقط.

«شروق رفعت»، 33 عاماً، ربة منزل، مرت بالعديد من المواقف مع صنايعية تصليح الأجهزة الكهربائية المنزلية، وتتذكر أحد المواقف قائلة: «كانت عندنا المشكلة فى الثلاجة، لأننا لقيناها فجأة وقفت ومش بتشتغل خالص، وافتكرنا ساعتها إن موتور الثلاجة باظ خلاص، ونزلنا ندور على صنايعى فى الشارع قالول لنا على شاب ثلاثينى، وفعلاً تواصلنا معاه، وجه يشوف الثلاجة وقال إن الموتور اتحرق والثلاجة محتاجة موتور جديد، وده هيتكلف ألف جنيه، وحاول يفهمنا إن السعر ده لُقطة وعامل فينا جِميلة، لكن بصراحة لقينا السعر غالى جداً ده ممكن نزود عليه وكنا نجيب تلاجة تانى جديدة».

{long_qoute_1}

لم تثق «شروق» فى كلام الصنايعى نتيجة مُغالاته فى السعر، وقررت اللجوء إلى الشركة المُصنعة للثلاجة، قائلة: «ما كناش عارفين هو الصنايعى ده صح ولا غلط ولا بينصب علينا ولا إيه نظامه، لأن المبلغ اللى قال عليه كبير، وماكانش قدامنا حل غير إننا نتواصل مع الشركة بتاعة الثلاجة، وفعلاً كلمناهم وبعتوا واحد من عندهم عشان يشوفها، وبعدما كشف شافها لقى إن الموتور بتاعها سليم، وإنها محتاجة قطعة صغيرة جنب الموتور وملهاش علاقة بيه خالص، وكانت لازم تتغير لأن المشكلة فيها، واتكلف الجزء نحو 26 جنيه، بدل ما كنا هندفع ألف جنيه للصنايعى اللى جالنا فى الأول»، وتتحدث «شروق» عن الصنايعى قائلة: «ما كانش فاهم حاجة خالص فى الصنعة، وواخدها عافية وفهلوة، لأنه لو كان شاطر وفاهم بجد كان عرف يطلع العيب الحقيقى اللى فى الثلاجة، لأننا بعدما كنا هنغير الموتور ما كنتش الثلاجة هتشتغل برضه».

وعن مستوى الصنايعية فى الوقت الحالى، تقول «الشابة الثلاثينية»: «بقى صعب فى الوقت ده إننا نلاقى الصنايعى الشاطر، لأنهم حتى لو حاجة صغيرة مبقوش يعرفوا يصلحوها، وبقينا بنفضل وقت طويل لحد ما نلاقى الصنايعى المناسب اللى بيفهم، لأننا مش هندخل أى حد البيت، وحتى الصنايعى الشاطر دلوقتى بقى بيطلب مقابل مادى كبير لأنه عارف إننا محتاجينه كاستغلال منه يعنى، ده غير إنه ممكن يماطل فى المواعيد وييجى البيت بعد أسبوع أو 10 أيام».

«أحمد عادل» 25 عاماً، يعمل فى مجال خدمة العملاء، لديه موقف سابق مع أحد الصنايعية حاكياً: «كانت المروحة اللى عندى بدأ الموتور بتاعها يقل فى المجهود، لحد ما وقفت خالص ومبقتش عارف أعمل إيه، كلمت واحد من الصنايعية اللى بتصلح الأجهزة المنزلية»، مشيراً إلى أنه جاء إلى المنزل وقام بفحص المروحة وأكد أنها تحتاج إلى موتور جديد، مضيفاً: «راح خد المروحة معاه وقعدت معاه أسبوع وبعدها جابها وخد مننا 120 جنيه، بداعى إنه جاب موتور جديد مستورد».

عقب شهر واحد فقط بدأ موتور المروحة فى انخفاض جهده مرة أخرى، مثلما أكد «عادل»، متابعاً: «المروحة بدأت تبوظ تانى وتقلل من الهواء اللى بتطلعه، الصنايعى ضحك علينا ودفعنا المبلغ ده كله على الأرض، وماحبتش أوديله المروحة تانى بصراحة لأنى مبقتش واثق فيه»، موضحاً أنه ذهب بالمروحة إلى محل لتصليح الأجهزة المنزلية، وأكد له الصنايعى الآخر أنه لم يتم تغيير الموتور، وأضاف «الشاب العشرينى»: «مبقاش عندى ثقة فى أى صنايعى بصراحة بعد الموقف ده، وبقيت أشك فى كل واحد أتعامل معاه، وبقيت أسال كتير عن أى صنايعى قبل ما أتعامل معاه، ما أنا مش هتقرص مرتين».

يقف «مجدى أحمد»، 62 عاماً، داخل محله الصغير بمنطقة الظاهر، يقوم من خلاله ببيع قطع الغيار وتصليح العديد من الأجهزة الكهربائية المنزلية، يحكى عن الفارق بين صنايعى الزمن الماضى والوقت الحالى، قائلاً: «الصنايعى بتاع امبارح كان بيشتغل عشان بيحب الصنعة، زى لاعب الكرة بالظبط اللى كان بيلعب حباً فى اللعبة مش فى الفلوس زى دلوقتى، لكن الصنايعى بتاع النهارده بتبقى قدامه الماديات هى رقم واحد، ومش مهم بالنسبة له جودة الشغل لأنها مبقتش من أولوياته، المهنة دى محتاجة دماغ رايقة وناس بتحب الصنعة، والشىء اللى بتحبه صادق فيه هيديلك».

ويتحدث «مجدى» عن بدايته فى المهنة، قائلاً: «كنت شغال فى شركة مصر للفوسفات فى قسم الشيكات، وكرهت الشغل فى المكاتب والمحاسبة واستقلت فى سنة 1998، والمحل ده كان بتاع خالى الله يرحمه، وبدأت فيه أبيع قطع غيار غسالات واتعلم الصنعة من ناس شغالين فى الشركة، وبدأت خطوة خطوة معاهم أتعلم الصنعة لحد ما شربتها، وبقيت بعمل كل حاجة لوحدى، وده كان من سنة 1982 وكان جنب شغل الصبح فى الشركة، وهكذا مع كل جهاز منزلى سواء مراوح أو غيرها، ومع الممارسة والوقت والتعامل مع الناس الكبيرة وصلت للى أنا فيه دلوقتى».

ويختتم «مجدى» حديثه قائلاً: «المشكلة إن بيبقى فيه صبى عندى فى الورشة قعد له سنة ولا 2، عرف يمسك المفك وعرف شوية مبادئ، فجأة يطلع مع نفسه يشتغل بره ويصلح أجهزة الزباين، وطبعاً مش هيبقى فيه إتقان لأنه متعلمهاش من ناس كبيرة وصبر لحد ما يتعلم منهم الصنعة للآخر»، موضحاً أن أساس تلك المهنة أن يكون الصنايعى شارب الصنعة مع الضمير، لأن أسهل طرق المكسب هى السرقة، «استحالة أمد إيدى فى شغل فى جهاز أنا مش هعرف أصلحه».

 

عادل


مواضيع متعلقة