قبل ظهور "جريشة".. حكاية مباراة دموية أدارها حكم مصري في كأس العالم

كتب: عبدالرحمن قناوي

قبل ظهور "جريشة".. حكاية مباراة دموية أدارها حكم مصري في كأس العالم

قبل ظهور "جريشة".. حكاية مباراة دموية أدارها حكم مصري في كأس العالم

يسجل الحكم الدولي المصري جهاد جريشة، ظهوره الأول في نهائيات كأس العالم خلال اليوم الأخير للجولة الثانية من منافسات المونديال، الأحد المقبل، التي تستضيفها روسيا حاليًا، ومن المنتظر أن يدير إحدى مباراتي إنجلترا وبنما، المقرر لها في تمام الثانية ظهرا، أو بولندا وكولومبيا التي ستلعب في تمام الثامنة مساء.

قبل جهاد جريشة، سجّل الحكام المصريون وجودهم في منافسات كأس العالم منذ عام 1934، حين ظهر حكم الراية يوسف محمد في مباراة تشيكوسلوفاكيا وسويسرا بالدور ربع النهائي، وحتى مونديال ألمانيا 2006 حين ظهرعصام عبدالفتاح، آخر حكم مصري في كأس العالم، حكمًا لمباراة أستراليا واليابان في دور المجموعات.

ومن بين كل الحكام المصريين الذين شاركوا في تحكيم مبارايات كأس العالم، تظل مشاركة الحكم الراحل علي قنديل في مونديال المكسيك 1970 هي الأبرز على الإطلاق، ليس لمشاركته في عدد كبير من المبارايات أو في أدوار متقدمة، ولكن لما صاحب أحد مباراياته من أحداثٍ دموية.

دولة السلفادور، تأهل منتخبها لمونديال المكسيك بحربٍ حقيقية خاضتها مع الهندوراس، وراح ضحيتها الآلاف من الأرواح، انطلقت شرارتها مع مباراة الذهاب بين المنتخبين في التصفيات والتي فازت فيها الهندوراس على أرضها، واعتدى جمهورها على مشجعي وجالية السلفادور.

في مباراة الإياب في السلفادور بعد أسبوعٍ من أحداث الهندوراس، انتشرت قوات جيشي الدولتين على الحدود، وفور إطلاق حكم اللقاء صافرة النهاية بدأ الجيشان الاشتباك في حربٍ وقع فيها أكثر من 6 آلاف قتيل، ولم تنتهي إلا بوساطاتٍ خارجية.

أوقعت القرعة منتخب السلفادور مع صاحب الأرض والجمهور منتخب المكسيك في مجموعةٍ واحدة، وجاءت مباراتهما معًا من نصيب الحكم المصري الراحل علي قنديل، الذي سبق له ان أدار عدة مبارايات في كأس العالم السابقة في إنجلترا عام 1966 وأثبت كفائته فيها.

المباراة كانت سهلة كرويًا على أصحاب الأرض، الذين اكتسحوا منتخب السلفادور بأربعة أهدافٍ نظيفة، إلا أن السلفادوريين أبوا إلا أن يضعوا بصمتهم العنيفة على اللقاء، حيث اعترض لاعبو السلفادور على هدف المكسيك الأول الذي تم تسجيله مع نهاية الشوط الأول، واستمرت الاعتراضات لفترةٍ طويلة وسط رفضهم  "السنترة" لاستئناف المباراة.

لم يتوقف الأمر عند اعتراض لاعبي السلفادور على الحكم علي قنديل داخل الملعب ومحاولة حارسهم الاعتداء عليه، بل امتد الأمر إلى مدرجات الملعب الذي احتضن المباراة، والتي أشعلها غضب الجمهور السلفادوري، واعتدى احدهم على مشجعٍ مكسيكيٍ حتى أرداه قتيلًا.


مواضيع متعلقة