عضو «النواب الليبى»: نرحب بتسليم قادة الإرهاب المقبوض عليهم إلى مصر

كتب: محمد حسن عامر

عضو «النواب الليبى»: نرحب بتسليم قادة الإرهاب المقبوض عليهم إلى مصر

عضو «النواب الليبى»: نرحب بتسليم قادة الإرهاب المقبوض عليهم إلى مصر

فى وقت يواصل فيه الجيش الوطنى الليبى تقدمه فى مواجهة التنظيمات الإرهابية التى كانت تسيطر على مدينة «درنة» الساحلية منذ عام 2011، فوجئ الجيش الليبى بهجوم مباغت على منطقة «الهلال النفطى»، يقوده إبراهيم الجضران، قائد حرس المنشآت النفطية السابق، ما قد يربك حسابات الجيش.. فى هذا السياق، قال عضو لجنة «الدفاع والأمن القومى» بمجلس النواب الليبى، طارق صقر الجروشى، إن «قطر وتركيا لديهما اليد الطولى فى الهجوم على المنشآت النفطية»، مضيفاً، فى حوار لـ«الوطن»، أن هذا يأتى بعد هزيمة الإرهاب الذى يدعمونه فى مدينة «درنة»، التى لم يبق منها سوى نحو 4 كيلومترات تحت سيطرة الإرهابيين، وفقاً له، لافتاً إلى أن هناك قيادات إرهابية مصرية تم القبض عليهم فى «درنة»، مشيراً إلى أنهم يخضعون للقضاء العسكرى ولا مانع من تسليمهم إلى القاهرة.

وبحسب «الجروشى»، فإنه لا مانع من الذهاب نحو انتخابات فى ليبيا، إلا أن جماعة الإخوان لا تريد الذهاب إلى الانتخابات فى الوقت الحالى بـ«تعليمات من تركيا».. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

فى البداية، كيف تابعت الهجوم الذى نفذته ميليشيات إبراهيم الجضران على منطقة الهلال النفطى؟

- هذا الهجوم يقوده «الجضران» وبقايا تنظيم «أنصار الشريعة»، المصنفان كمجموعات إرهابية، وهذه المجموعة من وقت لآخر تغير اسمها، مرة «سرايا الدفاع عن بنغازى» ومرة «مجلس شورى بنغازى»، فى كل مرة يغيرون الاسم للتهرب من العقوبات كونهم يتم تصنيفهم إرهابيين، بالإضافة إلى أن لديهم نحو 50% أو 60% مرتزقة تشاديين، وهؤلاء ينضمون إلى كل من يدفع لهم أكثر، إلى جانب مجموعة كتائب مسلحة تسليحاً كبيراً من «مصراتة»، وما يعرف بـ«المجلس العسكرى مصراتة» ويشكل نحو 30 أو 35% من المشاركين بين تلك الميليشيات فى الهجوم، لديهم سيارات مدرعة لا يستطيع الرشاش أو الكلاشينكوف التعامل معها، تحتاج إلى قذائف حرارية أو «آر بى جى»، وهذا هو الأمر الذى أربك القوات التابعة للجيش الوطنى الليبى التى كانت موجودة لحراسة منطقة الهلال النفطى، والآن لا تزال مجموعات «الجضران» ومعه مجموعة من أبناء عمومته الذين اشتراهم بالمال، تواصلنا مع القيادة العامة للجيش الليبى، والحمد لله القيادة طمأنتنا بأن هناك ترتيبات وخطة محكمة موضوعة لإخراج هؤلاء من المناطق التى دخلوها ونريد جرهم للاشتباك برياً ونحاصرهم بالطائرات.

هل حجم التسليح لدى هذه الميليشيات أمر طبيعى؟ هل يمكن أن يكون هناك دعم من جهات دولية ما لها؟

- بالفعل، هذه الميليشيات تتلقى الدعم من قبَل وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الوطنى التى يقودها فائز السراج فى العاصمة «طرابلس»، وهذه الحكومة تم تحديد ميزانية كبيرة لها بلغت 43 ملياراً، وهى ميزانية كبيرة جداً، وحددت تقريباً نحو 2 مليار لوزارة الدفاع التابعة لها، وهذه الميزانية لم نصدق عليها فى مجلس النواب الليبى، الذى لم يعطِ الشرعية من الأساس لهذه الحكومة، حصلوا على الأموال مقابل بعض الترتيبات التى تضمنها الاتفاق السياسى، وللعلم تركيا وقطر لهما اليد الطولى فى الهجوم على المنشآت النفطية، لأن إبراهيم الجضران من الأساس يتبع تنظيم «القاعدة»، وكل القيادات التى انضمت لميليشياته من تنظيم القاعدة، وهناك شبهات حول إيطاليا، لأن «روما» لم يعجبها نتائج ومخرجات الاجتماع الذى جرى مؤخراً فى «باريس»، والذى حض على إجراء انتخابات وفرض على مجلس النواب إصدار قانون لهذا الغرض.

{long_qoute_2}

لماذا تزامن الهجوم على المنشآت النفطية برأيك فى الوقت الذى يحقق فيه الجيش الليبى الانتصارات تلو الأخرى فى معركة استعادة «درنة» من التنظيمات الإرهابية؟

- من ناحية تأثير الهجوم على الهلال النفطى على الجيش الليبى، نعم أثّر، لأن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر أصدر تعليمات بسحب عدد من الكتائب التى تحاصر «درنة»، بأن تتجه تلك الكتائب إلى منطقة الهلال النفطى والحقول النفطية، وأن ينصاعوا لأمر العميد أحمد سالم، قائد غرفة تحرير الموانئ النفطية، وانسحبوا بالفعل، لكن بصفة عامة هذا الأمر ليس منه خوف، لأن «درنة» حتى الآن تم تحرير معظمها، ما تبقى فقط نحو 4 كيلومترات لا خوف منها، مجرد كتيبتين أو 3 يمكنها السيطرة على الأوضاع فى «درنة».

الجيش الليبى صرح مراراً بأن الإرهابيين فى تركيا تلقوا الدعم القطرى والتركى، وبعد هزيمتهم هل تريد تركيا وقطر فتح جبهة جديدة أمام الجيش الليبى فى «الهلال النفطى»؟

- نعم، لم يعد أمامهم إلا منطقة الحقول النفطية والموانئ النفطية وهذه المناطق ستحرر من وقت لآخر، لكن ما وصلنى من معلومات أن هناك مجموعة متحدة من بقايا تنظيم «داعش» الإرهابى وجماعة القيادى بالجماعة الإسلامية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج، قدموا من صبراتة ووديان بنى وليد، مجموعة منهم تشكلت وتوحدت بقيادة أحد القيادات العسكرية فى فترة النظام الليبى السابق نظام معمر القذافى، هو أحد «الخونة»، وهؤلاء يريدون السيطرة على الموانئ فى الصحراء، ولكن الجيش الليبى لديه حذره فإما النصر أو الشهادة، ولكن المشكلة أنهم قد يعبثون بالنفط هناك، ويعملون على ضرب الاقتصاد ليهيمنوا على السياسة.

ما مصير الإرهابيين المصريين الذين تم القبض عليهم فى «درنة» من قبَل قوات الجيش الوطنى الليبى؟

- بالنسبة للإرهابيين حاملى الجنسية المصرية الذين تم القبض عليهم فى «درنة»، يتم تحويلهم إلى سجن «قرنادة» حتى من الجنسيات الليبية، ما عدا القيادات الكبيرة والمؤثرة وهؤلاء يتم وضعهم فى سجن خاص تابع للقضاء العسكرى، وسيتم تطبيق قانون مكافحة الإرهاب عليهم، وحكم الإعدام سيطالهم إذا كانت أيديهم ملطخة بدماء الليبيين، ما لم يتم الاتصال مع مجلس النواب الليبى والقيادة المصرية لترتيب اتفاقية تسلّم وتسليم، ونحن نثق فى مصر، والحقيقة نرحب بأن تتسلمهم مصر، خاصة أننا نثق فى القضاء المصرى، وعلى أى حال فالقانون الليبى يتوافق كثيراً مع القانون الجنائى المصرى.

{long_qoute_3}

إذن أنتم لا مانع لديكم فى مجلس النواب ولجنة الدفاع بأن يتم تسليم هؤلاء الإرهابيين المحتجزين لديكم إلى مصر؟

- طبعاً نرحب بذلك، وهؤلاء تسليمهم إلى مصر سيخفف عنا كثيراً.

حسب ما يصلك من معلومات، هل هناك قيادات خطيرة من بين المقبوض عليهم يحملون الجنسية المصرية؟

- نعم، هناك قيادات إرهابية مصرية من بين المقبوض عليهم فى «درنة»، هناك عدد من الهاربين من مصر تم القبض عليهم.

هل لا تزال هناك إمكانية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية خلال العام الحالى؟

- المعوق الأساسى الآن أمام إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية هو غياب التوافق على البرنامج الخاص بالدستور الليبى وصياغته، مشروع الدستور الليبى المكتوب حالياً فى رأيى كله فى صالح جماعة الإخوان، وهناك عدد كبير رافض لمشروع الدستور الحالى، ولهذا السبب لم نتوافق عليه حتى الآن.

ولكن ما البديل فى هذه الحالة إذا كانت الانتخابات ستجرى العالم الحالى؟

- يمكن فى هذه الحالة الاعتماد على الإعلان الدستورى الليبى، الذى تم الاستفتاء عليه عام 2012، ما يعنى أننا ندخل فى مرحلة انتقالية جديدة ستكون هى الرابعة فى ليبيا منذ الإطاحة بالنظام السابق، ولكن لا مشكلة فى ذلك، ثم تتم صياغة مشروع قانون جديد لإجراء الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية وفق هذا الإعلان الدستورى 2012، وهنا لا مشكلة فى إجراء الانتخابات.. أنا وأعضاء بلجنة الدفاع بمجلس النواب الليبى التقينا سفير الاتحاد الأوروبى فى تونس وقلنا له إنه لا مشكلة فى إجراء الانتخابات ولا مانع، بالعكس نحن نتمسك بالحل السلمى والسياسى والديمقراطى.

وماذا عن تأمين العملية الانتخابية من وجهة نظرك؟

- نحتاج إلى تشكيل قوة عربية مشتركة من مصر والجزائر بالتحديد، ومن قبَل بعض الدول العربية التى نثق فيها وبرعاية «الأمم المتحدة»، وهذه القوة العربية المشتركة ستكون مهمتها حماية الصناديق والناخبين.

ما موقع جماعة الإخوان حالياً من مسألة إجراء الانتخابات فى ليبيا؟

- جماعة الإخوان رافضة لإجراء الانتخابات بتعليمات من تركيا، حيث أتت إليهم تعليمات من تركيا برفض الذهاب إلى الانتخابات حالياً، طلبوا منهم عدم الذهاب إلى الانتخابات فى هذا العام، لأن الناس ببساطة تكرههم فى ليبيا، ومن خلال احتكاكى مع بعض النواب المنتمين إلى جماعة الإخوان فى مجلس النواب رفضوا إجراء الانتخابات إلا بعد الحصول على ورقة ضغط لديهم، وهذه الورقة تتمثل حالياً فى السيطرة على الحقول النفطية كورقة للضغط بها، ثم يتحدثون عن تشكيل حكومة توافقية، وهذه الحكومة تشكل فرصة كبيرة لهم.

إذن أنت ترى أن جماعة الإخوان لها يد فى الهجوم الذى جرى مؤخراً على منطقة الهلال النفطى.

- بالضبط، ولا تنسَ أن هناك وجوداً لجماعة الإخوان فى المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى، وهؤلاء يدعمون «سرايا الدفاع» ويدعمون الجماعات الإرهابية.

 

مطامع «تركية - قطرية» فى الثروة النفطية فى ليبيا


مواضيع متعلقة