عضو سابق فى اتحاد الصناعات: الآلات أكثر إنتاجية وأقل خطأ ولا تحتاج علاوات أو إجازات

كتب: أحمد مصطفى أحمد

عضو سابق فى اتحاد الصناعات: الآلات أكثر إنتاجية وأقل خطأ ولا تحتاج علاوات أو إجازات

عضو سابق فى اتحاد الصناعات: الآلات أكثر إنتاجية وأقل خطأ ولا تحتاج علاوات أو إجازات

قال المهندس نديم إلياس، نائب رئيس غرفة الطباعة، الرئيس السابق للجنة العمل باتحاد الصناعات، إن التكنولوجيا أصبحت تهدد مستقبل العمال المصريين فى ظل عدم تدريبهم على التطورات الجديدة التى أصبح لزاماً عليهم التعامل معها. وتوقع أن تستولى الآلات على الوظائف النمطية فى قطاعات مثل الصناعة والزراعة، وتنشأ وظائف جديدة فى قطاعات أخرى، مؤكداً، لـ«الوطن»، أن الفترة المقبلة لن يكون فيها مكان للعمال العاجزين عن التعامل مع التكنولوجيا، وأن أصحاب المصانع سيفضلون مستقبلاً الاعتماد على الآلات باعتبارها أكثر إنتاجية وأقل خطأ، فضلاً عن أنها أقل متطلبات من العمال من البشر.

{long_qoute_1}

هل ترى أن التكنولوجيا قد تغير فى نمط الصناعات المصرية مستقبلاً؟

- بالتأكيد، وليس فى الصناعة فقط بل فى جميع القطاعات، حتى الطب والتشخيص، فهناك كشف «أون لاين» الآن يمكنك من متابعة حالتك مع طبيبك عبر تطبيقات الإنترنت، فما بالك بالقطاع الصناعى الذى يعتمد أغلبه على الأعمال النمطية.

لكن هل من المتوقع أن نشهد فى السنوات القليلة المقبلة تجمعات عمالية مناهضة للتكنولوجيا فى مصر؟

- ليس فى القريب العاجل، لكن أعتقد أن هذا اليوم سيأتى شئنا أم أبينا، خصوصاً مع تطور التكنولوجيا بالحد الذى قد يغنى عن استخدام العمال أصلاً فى أكثر من صناعة مثل المنسوجات أو خراطة المعادن أو طباعة الكتب وغيرها من الصناعات التى بدأت فى الاندثار خلال الأعوام السابقة.

ذكرت بعض الصناعات التى تتوقع تضرر عمالها من تطور التكنولوجيا هل كان ذلك على سبيل الحصر أم أمثلة من كثير؟

- لا بالطبع كانت أمثلة فقط، فقطاع مثل تجميع السيارات فى مصر سيتضرر كثيراً، ويكفى أن أقول لك إن خطوط إنتاج مصانع تجميع السيارات فى مصر أصبحت مع التطور تحتاج أقل من نصف العمالة التى كانت فى حاجة إليها خلال العقود الماضية، فأصبحت الآلات تقوم بكل شىء من تجميع ومراجعة جميع أجزاء السيارات بدون تدخل بشرى، وأصبح الروبوت يهدد عمال تلك الصناعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بدءاً من تصنيعها وحتى قيادتها، وكلنا يعلم أن هناك سيارات ذاتية القيادة بدأت العمل فى بعض الدول الغربية، أى إن مهنة قيادة السيارات قد تندثر هى الأخرى مستقبلاً.

لكن بالتأكيد للتكنولوجيا سلبياتها؟

- سلبيتها الوحيدة هى زيادة تكلفة شرائها، لكن على المدى الطويل سيسترد المستثمر تلك التكلفة، خصوصاً أنها تنتج فى وقت أسرع وبجودة أعلى ومعدلات الخطأ فى إنتاجياتها أقل كثيراً من البشر، ولا تنسى أن الماكينات لن تحتاج إلى تأمين صحى أو زيادة مرتبات وغيرها من التكاليف التى يحتاجها مالك المصنع لتوفير متطلبات عماله، وكل تلك الأسباب تصب فى صالح كفة الآلات والتكنولوجيا.

ما الحل؟

- الحل يكمن فى جيل من العمال المهرة الأكثر خبرة فى استخدام التكنولوجيا، حيث تبدأ الدولة فى تعليم الأطفال فى المدارس طرق العمل الحديثة والتجاوب مع التكنولوجيا، حتى تمكنه من دخول سوق العمل بالكفاءة المطلوبة والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

هل تعتقد أن أثر التكنولوجيا سيصيب كل القطاعات؟

- نعم لكن التأثير سيختلف نسبياً، وعمالة القطاعين الصناعى والزراعى سيكونون الأكثر تأثراً، ويكفى أن ترى حقول الزراعات فى المحافظات خالية من العمال، فى حين أن الماكينات بدأت فى لعب دور الفلاح تدريجياً.

هل يمكننا بهذا الوضع الدخول فى منافسة مع الدول الصناعية الكبرى؟

- لا أعتقد ذلك، فالمصالح لا تنتظر، والدول الأخرى بدأت بالفعل فى تأهيل شعوبها وعمالها على الأنماط الجديدة للعمل، ففى الوقت الذى بدأت فيه العديد من الدول إنشاء مراكز بحثية لتطوير نظريات ومناهج الذكاء الصناعى وكيفية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الصناعى فى كافة المجالات، حيث تستخدم العديد من برامج البرمجة فى تطبيقات الذكاء الصناعى، ما زلنا فى مصر نخشى اتخاذ قرار ربط الإنتاجية بالمرتبات، ولا أتوقع أن تنضم مصر لركب الدول الصناعية الكبرى إذا استمر الوضع الحالى، وأصبح العامل المصرى أقل كفاءة وخبرة وتعليماً من العامل الهندى أو الصينى، حتى بدأت دول الخليج، التى لطالما اعتمدت على العمالة المصرية لتشغيل مصانعها، تقوم باستبدالنا بالعمال الصينيين والهنود والباكستانيين.


مواضيع متعلقة