حكاوي المونديال| إنجلترا تواجه تونس بذكريات أحداث "مارسيليا" الدموية

كتب: عبدالرحمن قناوي ومحمد هلال

حكاوي المونديال| إنجلترا تواجه تونس بذكريات أحداث "مارسيليا" الدموية

حكاوي المونديال| إنجلترا تواجه تونس بذكريات أحداث "مارسيليا" الدموية

بعد 20 عامًا، يعود الإنجليز من جديد لمواجهة التوانسة ضمن منافسات كأس العالم التي تستضيفها روسيا حاليًا، في إعادةٍ للمواجهة التي شهدها ملعب "فيلودروم" بمارسيليا خلال مونديال فرنسا 1998.

لم تكن المباراة الرياضية بين منتخبي الأسود الثلاثة ونسور قرطاج في حد ذاتها توحي بأنها ستكون مواجهةٌ عالقةٌ في ذاكرة المونديال على مر التاريخ، حتى قرر أحد أفراد "الهوليجانز" المعروفين بتعصبهم الشديد بإشعال النار في مارسيليا والتي امتدت حتى لندن ذاتها.

قُبيل المباراة بيومٍ، وداخل أحد حانات مارسيليا، التي تعج بالآلاف من المغاربة، احتك بعض أفراد "الهوليجانز" الإنجليز بمجموعةٍ صغيرةٍ من المشجعين التوانسة، وفي بادرةٍ خلت من الذكاء أقدم أحدهم على حرق العلم التونسي أمام أعين الجمهور الذي انسحب وقرر الرد على طريقته.

بعد ساعاتٍ قليلة، تحولت المجموعة التونسية الصغيرة، إلى حشودٍ كبيرةٍ من التوانسة والجزائريين والمغربيين، الذين ملأوا شوارع مارسيليا، وطاردوا الجمهور الإنجليزي في كل مكان، ولم تستطع الشرطة الفرنسية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع تفريق من جاؤوا للانتقام لكرامة العلم التونسي.

أحداث الشغب التي شهدتها شوارع مارسيليا لم تؤثر على المباراة التي حضرها 60 ألف مشجع وفاز فيها المنتخب الإنجليزي بهدفي ألان شيرر وبول سكولز في مرمى حارس تونس شكري الواعر، لكن فور خروج المشجعين الإنجليز من الملعب واجهوا رعبًا مستمرًا، حين حاصرهم جمهور "المغاربة" في شوارع مارسيليا التي يحفظونها عن ظهر قلب، وطاردوهم وتعرض أحدهم الطعن وبلغت عدد الإصابات 32 شخصًا.

أحداث الشغب التي وُصفت بأنها الأطول في تاريخ المونديال، قالت عنها الصحافة الإنجليزية إنها "العار" الذي يلاحق إنجلترا، وقُبض على المشجع الإنجليزي حارق العلم وحُكم عليه بالسجن والحرمان من دخول فرنسا، وبينما تُعيد المواجهة المرتقبة تلك الأحداث للواجهة، تظهر التخوفات من تكرار أحداث العنف، ولكن بين الإنجليز والروسيين هذه المرة على خلفية النزاعات السياسية الاخيرة بين الدولتين.


مواضيع متعلقة