مدير علاج «الإدمان» بـ«الصحة»: تعاطى المخدرات يرتفع بنسبة 500٪ خلال العيد

كتب: محمد مجدى

مدير علاج «الإدمان» بـ«الصحة»: تعاطى المخدرات يرتفع بنسبة 500٪ خلال العيد

مدير علاج «الإدمان» بـ«الصحة»: تعاطى المخدرات يرتفع بنسبة 500٪ خلال العيد

أكدت الدكتورة رغدة الجميل، مدير علاج الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، الجهة المنوط بها علاج الإدمان بوزارة الصحة والسكان، أن تناول المواد المخدرة فى الأعياد يرتفع بنسبة من 200 إلى 500% مقارنة بالأيام العادية، وذلك بسبب اعتقاد البعض بارتباطها بالسرور والبهجة، موضحة أن هذا الأمر منافٍ للحقيقة، ويسبب أضراراً جسدية ونفسية خطيرة على المواطنين، ومن ثم يجب الإقلاع عن تناولها، حتى لو كان استخدامها «تفاريح»، حسبما يصفها البعض.

{long_qoute_1}

وأضافت مدير علاج الإدمان بـ«الصحة»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أنهم جاهزون لاستقبال أى حالات راغبة فى الحماية من تناول المخدرات فى العيد، دون تحمل تكلفة إضافية عليهم، مشيرة إلى أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، يتحمل تكلفة علاج أغلب الحالات الراغبة فى الإقلاع عن الإدمان بالمجان.. وإلى نص الحوار:

من الشائع بين الشباب تناول بعض المواد المخدرة، يوم «الوقفة» وخلال أيام العيد.. كيف ترون تلك الظاهرة؟

- تناول المخدرات فى العيد، ويكون يوم «الوقفة»، هو من أعلى معدلات خطورة تناول المخدرات خلال العام، لأن الشوارع لا تكون «زحمة»، والأجواء تكون هادئة، مع عدم وجود التزام اجتماعى لدى من يتناولونها.

وما مستويات الخطورة التى تحدثت عنها؟

- اهتمامنا بفترة العيد يكون له 3 مستويات، أولها المرضى الذين يعالجون لدينا بالمستشفيات، ووقتها نؤجل مواعيد خروجهم خلال العيد، ونزيد من فترة تأهيلهم، لأن العيد بالنسبة لهم هو موقف عالى الخطورة.

أما المستوى الثانى؛ فهم من أنهوا علاجهم من الإدمان، وخرجوا بالفعل، وهنا ننصحهم بالدخول للمستشفى للحماية من الانتكاس.

{left_qoute_1}

وما احتمالية تناول المخدرات بشكل أكبر خلال فترة العيد مقارنة بالأيام العادية؟

- معدل الخطورة يصبح أعلى بضعف إلى 5 أضعاف المعدلات العادية، بسبب الارتباط الشرطى لتناول المواد المخدرة عند البعض؛ فـ«المخ يترجم فكرة الاحتفال لتناول المخدرات»، وبالنسبة للمتعافين من الإدمان تكون تلك النسبة كبيرة فى أول 6 أشهر للإقلاع عن تناول المخدرات، وكلما زادت فترة «التبطيل» وزادت خبرات التعافى يكون الوضع أفضل.

وكيف تصنفون من يتناول المخدرات خلال فترة الأعياد فقط؟

- هم «متعاطون»، وليسوا «مدمنين»، وهم من يتناولونها كـ«تفاريح»، مثلما يُشاع أو يقال، وهم من يتناولونها فى فترات متباعدة مرتبطة بذكرى مثل العيد، ونؤكد أنها خطوة أساسية لـ«الإدمان»، لأنها تحول الإنسان لأن يكون «ميقدرش نفسياً يكون فى مناسبة، إلا وياخد مخدرات».

{long_qoute_3}

كيف تكون مشاعر من يتناول المخدرات على سبيل «التفاريح»؟ وما الآثار السلبية لذلك؟

- إنها تُشعره بهدوء ظاهرى، لكنه لا يدرك أن ما يحدث له بعدها من إرهاق وسوء فى المزاج يكون بسببها، فهى تُغير من كيمياء المخ وآليات عمل بعض المراكز الموجودة به والمسئولة عن الإحساس بالمتعة أو الراحة، ولو أخذها الفرد مرة أخرى ستكون الكمية التى يتناولها غير مرضية له، وتزيد تدريجياً حتى يتحول لـ«مدمن».

وكيف تتم توعية الشباب بخطورة «المخدرات»؟

- نقول إنها تخسرهم كل شىء؛ فالمخدرات ستسيطر عليهم، وتكون أولوية أولى لهم، وستسبب خسائر نفسية، وجسدية، وتجعلهم يخسرون أهلهم، وأصدقاءهم، وأقاربهم، وتتحول حياتهم لجحيم، وتصبح كلها مشاكل، وسلوكيات خاطئة، ويصبحون فاقدين للسيطرة على أنفسهم، ولا يستطيعون أن يعيشوا دون المخدرات.

وما الفئات العمرية الأكثر عرضة لتناول المخدرات فى العيد؟

- تبدأ من عمر 12 عاماً بعدما كانت تقديراتنا قديماً 15 عاماً، أى إن المعدل العمرى لتناول المواد المخدرة انخفض لـ3 سنوات، أما تناول «السجاير» فوصل لـ10 سنوات.

وهل تختلف المواد المخدرة المتعاطاة حسب الفئات العمرية المختلفة؟

- نعم؛ فذوو السن الصغيرة يفضلون «الحشيش، والفودو، والاستروكس»، والأكبر عمراً يلجأون للبانجو، والهيروين، والترامادول، والكيماويات، وما يُسمى بـ«المخدرات الصينى»، وهى «مخدرات مضروبة».

{long_qoute_2}

ظهر حديثاً تناول «الفودو» و«الاستروكس».. هل هى أكثر ضرراً أم باقى المخدرات التقليدية؟

- هى كارثة كبيرة نواجهها حالياً، فهى تعتبر مادة واحدة، لكنها تخلط بمواد ومركبات أخرى، وكل فترة يتم عمل تركيبة جديدة، وهى تؤثر على الحالة العقلية، وتجعل الإنسان غير قادر على السيطرة على نفسه، وغير واعٍ.

وهل هى التى يتناولها الشباب الآن أكثر، أم الحشيش؟

- هى الأكثر لأنها أرخص من الحشيش، ومتاحة بشكل أكبر مقارنة بـ«الحشيش والبانجو».

وأيهما أكثر ضرراً؟

- الفودو والاستروكس أكثر ضرراً من الحشيش والبانجو.

نسمع حديثاً عن خلط المواد المخدرة بأشياء أخرى.. ما صحة ذلك؟

- نعم، يتم خلطها بكل شىء تتخيله بهدف زيادة الكمية فى أقل وقت، بتكلفة أقل، وربح أكبر، ومن ثم فإن تلك المخدرات المخلوطة يكون تأثيرها الأسوأ على الإطلاق، ومن بينها المخدرات المهربة الجديدة التى تُسمى بـ«الصينى»، وهى غير مقبلة من الصين، لكنها سميت كذلك، وهى مواد تخلط عليها مهدئات.

وما إمكانية حدوث «زيادة جرعة» فى فترة العيد؟

- تصل للضعف، بنحو 200% عن الأيام العادية.

وماذا يفعل المتعاطى لو حدث له «زيادة جرعة»؟

- نحن نعمل كـ«طوارئ» فى الأعياد فى مستشفيات الصحة النفسية وعلاج الإدمان؛ فنعالج بعض الحالات، والأخرى يكون من الأفضل لها تحويلها لمراكز السموم، وهى تعالج المتعاطى حسب حالته.

وهل تكون هناك آثار قانونية مترتبة على قدوم المتعاطى للمستشفى؟

- نحن نحافظ على سرية المريض، ولا توجد أى آثار قانونية، إلا لو كان هناك شبهة جنائية، ونضمن معاملة المواطن باحترام، وإنسانية حتى يتلقى الخدمة التى يحتاجها.

وما التكلفة المادية التى سيتحملها المواطن؟

- ثمن تذكرة الطوارئ، التى تتراوح بين 5 و10 جنيهات حسب المستشفى، وسيأخذ المواطن بعدها العلاج كله بالمجان.

وما النصائح التى تقدمونها للمعرضين لتناول المخدرات خلال العيد؟

- يتم عمل «خطة طوارئ» لهم، بحيث يكون ممنوعاً نزولهم للشارع وحدهم، ولو جاءت لهم لهفة للمخدرات يتم الاتصال بالطبيب المعالج، أو المشرف على العلاج، وحينها يساعدهم فى عمل خطة لكيفية مواجهة المخدرات، و«إزاى ميضعفش».

مثل ماذا؟!

- تناول المخدرات فى الأعياد يكون له «ارتباط» بأشياء، وأشخاص، وأوقات، وأماكن، وتكون نسبة خطورة التناول 25% بالارتباط الزمنى، ومن ثم يتم إبعاد باقى العناصر عنه، من حيث «ميمسكش فلوس»، ولو لديه سيارة لا يركبها بمفرده لأنه سيتجه لطريق شربه للمخدرات، بالإضافة لبقائه فى الأماكن التى لن يتناول فيها المواد المخدرة، مع عمل أنشطة بديلة له.

وننصح الأسر التى تعلم بأن أحد أفرادها يشرب مخدرات، بالاهتمام بخروج هذا الشخص مع الأبناء، والزيارات الاجتماعية، ودعمه، ليشعروه أن وجوده بجانبهم «فارق فى حياتهم»، ومن ثم يكون هناك رد فعل جيد عليه، وعلى تقدم حالته.

وهل لهذا الدعم النفسى أثر على المواطن؟

- بالتأكيد؛ فالصورة النمطية عن نفسه ستتغير؛ فمثلاً مسلسل «تحت السيطرة» حينما عرض صورة مراهق «مبسوط وروش»، زادت نسبة المراهقين الذين جربوا تعاطى المخدرات بحثاً عن هذه الحالة.

ماذا عن «الترامادول»؟

- كيميائياً هى نفس مادة «البودرة»؛ فالفارق أن إحداها صناعية، والأخرى طبيعية، وفى طريقة التعاطى لكل منهما، لكنهما تعملان بالتأثير فى نفس المنطقة من المخ؛ فهى نفس الكيميا، ولها نفس أعراض الانسحاب.

ماذا عن مادة «الاكستاسى» التى يتعاطاها البعض؟

- هى نوع من أنواع المهلوسات، التى تدخل على مراكز معينة فى المخ بعد تناولها، وتفصلها عن الواقع؛ فيكون الإنسان «صاحى وواعى»، لكنه يرى أشياء غير موجودة، مثل الصراصير، ويتحرك على أنه راكب سيارة ويركب، وينزل، وهو لا يركب شيئاً، وتكون كل حواسه الخمس مستثارة، وترى أشياء غير موجودة.


مواضيع متعلقة