طبلة أم هاشم.. قصة 35 عاما لـ"مسحراتية إمبابة" بعد وفاة زوجها

كتب: عبدالله عويس

طبلة أم هاشم.. قصة 35 عاما لـ"مسحراتية إمبابة" بعد وفاة زوجها

طبلة أم هاشم.. قصة 35 عاما لـ"مسحراتية إمبابة" بعد وفاة زوجها

قبل 35 عاما، كانت "أم هاشم فوزي" تجلس في منزلها، تعد وجبة السحور لنفسها ولأولادها الـ5، وتنتظر عودة زوجها بطبلته، التي ينبه الناس بالنقر عليها لاقتراب دخول الفجر، وبوفاة "المسحراتي"، أخذت الأرملة منه ذلك الدور في أيام رمضان.

وضعت خطة لنفسها بإعداد وجبة السحور مبكرا قبل أن تنطلق في الشوارع، لتكون أحد أبرز الـ"مسحراتية" في منطقتها، ورغم بلوغها الـ63 من عمرها، إلا أنها لا تكل عن العمل مع حلول الشهر الكريم من كل عام.

عقارب الساعة تقترب من الـ12 قبل ساعات من السحور، تجهز السيدة ملابسها، وتحمل الطبلة والجِلدة، ثم تنطلق في رحلة تمتد لساعتين ونصف، قبل أن تعود لمنزلها مرة أخرى.

صوتها المبحوح، ومشيتها البطيئة، وجلبابها البلدي.. أمور تميز "أم هاشم" عندما تراها قادمة من بعيد، ويعرفها سكان شارع الوحدة بإمبابة من أحدها، تسير دوما برفقة أطفال أو زوجة ابنها، لمساعدتها أثناء الحركة والتنقل من شارع لآخر: "جوزي كان راجل على باب الله، ولما كان رمضان يِهِلّ، يجهز الطبلة والجلدة ويبدأ جولته، ولما مات، قلت مش هقطع شغلانته دي، وبقيت أنا أنزل"

تحكى السيدة التى عملت 35 عاما في تلك المهنة، وقابلت فيها كثيرا من المواقف، بدءًا من المعترضين على عمل "سيدة" بتلك المهنة، مرورا بمحاولة أبنائها منعها من العمل أحيانا: "بس أنا بأعتبر جزء من ده، ثواب عند ربنا، وحسنة ممكن تجيلي في نفس الوقت، فَـ لِيه أقطعها وأمنعها عني".

تطل طفلة صغيرة من أحد الشبابيك، فتُخبر أم هاشم بـ"اسمها، واسم شقيقتها" لتنادى عليها وهي تقرع على الطبلة، فتبتسمان ويلقيان لها بعض النقود: "أنا مش بقول لحد هات حاجة، عشان كده عيب، اللي عايز يدي حاجة ماشي، واللي مش عايز براحته".

"الطبلة دي جبتها من الموسكي بـ50 جنيه، وعملت أنا حِتِّة خشب للجلدة، وبَلِفّ من الساعة 12 لحد 2 ونص، وأروح أتسحر وأنام"، قالتها وهى تتحرك تجاه بعض الشوارع الرئيسية والفرعية في منطقتها، وصياحها يدوي في المكان.

زوَّجَت السيدة، التي تتقاضى 320 جنيها معاشا، أولادها الخمسة، كما أن ابنتها عادت للعيش معها بعد وفاة زوجها، وتساعدها حاليا في شؤون المنزل الذي يسكن فيه ابنها وزوجته وأولادهما الـ5: "ابني شغال على فَرْشة شاي واللي جاي على قد اللي رايح، فمينفعش أبدا أقعد".


مواضيع متعلقة