أوراقهم تحكـي| "إمام الدعاة" يروي ذكرياته مع الكُتاب ومحاولات هروبه منهم

أوراقهم تحكـي| "إمام الدعاة" يروي ذكرياته مع الكُتاب ومحاولات هروبه منهم
- أكبر علم
- القرآن الكريم
- القرن العشرين
- جمال عبدالناصر
- فئات الشعب
- كتاب الله
- أحداث
- الشيخ الشعراوى
- فطور وسحور
- أكبر علم
- القرآن الكريم
- القرن العشرين
- جمال عبدالناصر
- فئات الشعب
- كتاب الله
- أحداث
- الشيخ الشعراوى
- فطور وسحور
استطاع أن يجمع بين حب كل فئات الشعب، البسطاء والأغنياء، المتعلمين وغير المتعلمين، وأطلق عليه، إمام الدعاة بعد أن أصبح أحد أكبر علماء الدين ومفسري القرآن الكريم في القرن العشرين.
في كتاب يحمل اسم "مذكرات إمام الدعاة" وكتبه محمد زايد نقلًا عن روايات الشعراوي نفسه بكلماته، يتذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي عندما ذهب به والده إلى كُتاب سيدنا أول مرة في كتاب القرية وطفولته في الريف، كاشفًا عن أسمائه الثلاثة التي كانوا ينادونه لها.
ويروي "إمام الدعاة" أنه كان اسمه الحقيقي محمد واسم آخر وهو أمين كما أسمته جدته من أبيه، ولكنه كان يحب أن يناديه بـ"وله" أي ولد.
عايش "الشعراوي" أحداث ثورة 19 في طفولته ويقول: "كانت أحداث ثورة 19 تمر أمام عيوننا، أناس من مختلف الطبقات والطوائف، كبير وصغير، فقير وغني، متعلم وجاهل، كلهم تأخذهم عملية وطنية واحدة"، في مشهد وصفه بـ"حمى وطنية" اجتاحت الجميع.
ومرَّت السنين وحكم إسماعيل صدقي البلاد وألغى دستور سنة 1923، وعمل دستور سنة 1930، وزيَّف الانتخابات، ووجدت قريته دقادوس تعبيرًا عن وطنيتها بأنه يجب أن تقاطع الانتخابات، وبالفعل قاطعت الانتخابات، وأصبح يوم إضراب، ويقول الشعراوي: "حتى نحن الصغار منعونا من الخروج"، وعندما بلغ الخبر المديرية، أرسلت كتيبة لتخرج الأهالي من بيوتها، ومن يومها، أنشأ صدقي شيئًا عرف بـ"هجانة"، يأتون إلى القرية بعد صلاة العصر ولا يخرجون منها إلا مع طلوع الشمس في اليوم التالي.
كان لكتاب الله نصيبًا من مذكرات الشعراوي، الذي وصفه بثلاث سمات والأولى أنه ليس القرآن كأي كتاب آخر، والسمة الثانية أنه يقرأه بشكل خاص، أو الثالثة أنه يكتب أيضًا كتابة خاصة، ففيه ألفاظ مكتوبة كتابة على غير القاعدة، إضافة إلى أنه كلام الله المعجز.
يجيب الشعراوي في مذكراته على تساؤل: "لماذا يقتل المسلمون بعضهم ويحرقون زرع بعضهم، بينما غيرهم متقدمون وليس لديهم مشكلات؟" كما أخبره والده بأن الشيطان اطمأن على الفاسدين، فهم مأواهم النار، أما الصالحون فإن الشيطان يظل متنبهًا إليهم، محاولًا معهم، إذن الشيطان لا يأتي إلا للصالح، أما الفاسق فالشيطان مطمئن عليه.
يواصل "إمام الدعاة" سرد ذكرياته في فترة الطفولة، واعترف أنه أجهد والده، فكثيرًا ما كان يهرب من الكُتَّاب، حتى إنه وضع ذات مرة كميات كبيرة من الشطة في عينه ودلَّكهما بالطماطم، لكي تتورم حتى يتم رفضه من الالتحاق بالأزهر.
"هل الفن حرام" تساؤل طرحه "إمام الدعاة" بعد أن شاهد أول فيلم سينمائي مصري مع أصدقائه، وهو فيلم (زينب)، إضافة إلى قراءة كتاب "حياة محمد" وكتاب للمرحوم أحمد شوقي كان عنوانه "أسواق الذهب" وأخذ هو وأصدقائه الأزهريون يبحثون في معنى كلمة فن أولًا، حتى لا يفقدوا أزهريتهم في سبيل الشعر.
وتبين أن كلمتي فن وفنان مأخودتان من الحمار الوحشي، بمعنى أن الفن يجمل كل شيء لكي يروق في المنظر، حتى منظر الحمار الوحشي البعيد عن كل جمال، وانتهوا إلى أن الشعر في حد ذاته ليس حرامًا، لكن المهم في أي مجال نستخدمه.
ويروي أحد المواقف التي تعرض لها، أثناء توليه مديرًا للأزهر، حيث جاءوا بصورة لجمال عبدالناصر، وهو يصلي، ووضعوها في مكتبه، ووجدوا أن هذا يكون مناسبًا، وطلبوا من الشعراوي أن يكتب كلمتين تحت الصورة فكتب: "غدًا تتوارى في سراديب من مضى ويمضي الذي يأتي لسردابكم حتما"، ما أصاب الجميع بالخوف من واقع الكلمات.
يقول الشعراوي إن من تنبأ بمستقبله المبهر شخص غريب التقاه والده أمام الجامع ذات يوم وأحضره معه إلى المنزل لأنه كان مجهدا وقال له ذات مرة "إن شاء الله سوف ترزق بعالم، ولم يكن يعرف أن والدته حامل، كما رأى خال والده متولي الشعراوي رؤية مبشرة تنبئ بمولود جديد عالم ذي شأن عال".