بريد الوطن| النزازة.. وبقايا أيامنا التى ولت

بريد الوطن| النزازة.. وبقايا أيامنا التى ولت
لم يتبق منها سوى ذكرى فقط والاسم، تجدد الأرض لنا ذكرى للنزازة كل فترة بنزها المياه على سطحها لتجدد ذكراها أو ليسأل الأطفال عن سبب هذه المياه التى تنزها (تخرجها الأرض) من تحتهم، لتصبح بركة من المياه، فيحكى الآباء لهم عن قصة هذه النزازة، هذه المنطقة التى تسمى فى إحدى قرى الصعيد بمنطقة النزازة.
كانت النزازة منذ سنوات عديدة عبارة عن بركة صغيرة من المياه يغطيها بعض الهيش تتشابه بالملاحات، وتحاط بمجموعة قليلة من المبانى يسكنها بعض أهل القرية، أحياناً تراها كمقلب للنفايات والزبالة، وتراها مكسوة بالرمال مجتمعين فيها الرجال العجائز يلعبون السيجا (شطرنج الصعيد) فى دورة ترفيهية والأطفال يشجعون كأنهم فى أولمبياد أثينا، وأحياناً أخرى تراها كملعب لكرة القدم وتقام الدورات مشاركة فيها جميع مناطق القرية. وتبدأ بالليل الذكر والصلاة على النبى فى هذه الساحة الرفاعية المقامة لذكر النبى والمدح. عند انقطاع المياه فى القرية تنطلق مسيرات من الأطفال والنساء لملء الماء من هذه الحنفية الموجودة فى هذه المنطقة حيث إنها لا تخلو من المياه نظراً لمنسوب الأرض المنخفضة ويتم تنظيم العملية بشىء من الترتيب والنظام، منذ سنوات لا يخطر ببال أحد أن يتم بناء مساكن ومبان، ولكن بعد زيادة السكان بُنيت المبانى على هذه البركة بعد وضع حصيرة من الخرسانة الأسمنتية، أصبحت الآن كأنها مدينة على طراز حديث وشوارع.
عمرو أبوالعطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com