جمال عنايت: مغادرة «أوربت» أكبر غلطة.. وتجربتى مع «التحرير» لم تكن سارة أبداً

11:07 م | الخميس 07 يونيو 2018

تعرضت لمواقف عدة فى حياتى المهنية خضت خلالها تجارب مختلفة وقابلت بسطاء وملوكاً ورؤساء، وحزنت بعض الشىء حينما خذلنى البعض ممن وثقت بهم وخانوا تلك الثقة وغضبت حينما منحت البعض الآخر قدراً من المسئولية ولم يكونوا على قدرها، خضت معارك سياسية عدة دافعت خلالها عن رأيى وتمسكت به ولم أتراجع أو أندم على قرار أو اختيار أو معركة خضتها خلال تاريخى سوى قرار واحد كان بمثابة الغلطة الكبرى فى مسيرتى المهنية وحقيقى ندمان عليها، وهو قرار مغادرتى قناة «أوربت»، بيتى الأول، بعد سنوات من العمل كنا فيها أول من أسس فكرة البرامج الحوارية فى مصر، واستمرت مسيرة العطاء هذه سنوات حتى رضخت لضغط الأصدقاء لترك القناة المشفرة من أجل قناة أخرى مفتوحة للجمهور، وكان الرأى وقتها أن للقنوات المفتوحة قاعدة جمهور أكبر وأكثر، وأن المحاذير هناك أقل.

واكتشفت بعد تجربتى فى قناة «التحرير» أن تلك القاعدة التى رددها البعض حتى أصبحت كأنها حقيقة بأن القنوات المفتوحة أكثر انتشاراً من المشفرة، غير صحيحة جملة وتفصيلاً، فهناك قنوات مشفرة وتتمتع بنسب مشاهدة عالية، وقنوات مفتوحة ولا يشاهدها أحد، بل وأكثر من ذلك، ما بين الخروج من المشفر للمفتوح والعودة مرة أخرى، اكتشفت أن بعض القنوات المفتوحة أكثر تشفيراً من المشفر، وبالتالى أشعر بأننى أكثر راحة فى العودة لقنوات «أوربت» لأننى أعرفهم وقضيت معهم معظم حياتى المهنية تقريباً.

«أوربت» بالنسبة لى «بيت العيلة» الذى ولدت فيه منذ أن كنت معدا شابا ورئيس تحرير لمدة 11 عاماً لأول برنامج توك، ما ساعدنى لأكون فى أول طريق الاحتراف والشهرة، ليستمر البرنامج الذى استضاف رموز الفن والأدب والسياسة من كافة أنحاء الوطن العربى وكذلك الرؤساء، مثل معمر القذافى والملك حسين، وها نحن من جديد نعود له، أما فى قناة التحرير، فكنت حين انضممت لها لمدة عام مثل السمكة التى خرجت من الماء ولم أستطع التأقلم وكانت بالنسبة لى مغامرة طائشة وتجربة غير سارة بالمرة، لذا فحينما عرض على العودة لقناة «أوربت»، الأقرب إلى قلبى، لم أتردد للحظة.

الإعلامى جمال عنايت