لمبنة مسرح مصر
- أحمد زكى
- أذان المغرب
- أشرف عبدالباقى
- أعمال سينمائية
- أغانى المهرجانات
- الحساب الفلكى
- الشركة القابضة
- الصحف القومية
- العالم الآخر
- الفيلم القصير
- أحمد زكى
- أذان المغرب
- أشرف عبدالباقى
- أعمال سينمائية
- أغانى المهرجانات
- الحساب الفلكى
- الشركة القابضة
- الصحف القومية
- العالم الآخر
- الفيلم القصير
فى البدايات الأولى لفريق الموهوبين، الذى تبناه الأستاذ أشرف عبدالباقى، كانت التجربة تبشر بعودة المسرح المحترم والكوميديا الخالية من الهلس والعبط و«زغزغة» الجماهير، وتفاعل المشاهدون مع الفرقة الشابة فى المسرح وعلى شاشة التليفزيون، وبرز منها نجوم عديدون تحولوا بعد فترة قصيرة إلى بطولات فردية وجماعية فى أعمال سينمائية وتليفزيونية مع احتفاظهم بالعمل فى مسرح أشرف عبدالباقى.
لم تكن الأعمال الأولى لهذه الكوكبة من الشباب الموهوب تقترب من المفهوم الحقيقى للمسرح، فهى عبارة عن اسكتشات قصيرة تعتمد على خفة دم الممثلين والممثلات أكثر من اعتمادها على نصوص حقيقية متماسكة فنياً، ولكن الجمهور تقبل هذه الحالة واكتفى بالضحك مع هؤلاء الشباب وقضاء وقت طيب مع ما يقدمونه من أعمال خفيفة تعتمد حيناً على ما يجود به النص وأحياناً على الإمكانيات الشخصية لأعضاء الفرقة.
ولم تشهد المواسم الأولى لمسرح مصر أية تجاوزات فنية سوى تلقائية الأداء مما يسمح بالخروج عن النص أحياناً والإطاحة بالحائط الرابع أحياناً أخرى والارتجال الذى يفجر ضحكات الجمهور حين ينسى أحد الممثلين شيئاً من الحوار سواء كان ذلك النسيان حقيقياً أو مفتعلاً.
فى الموسمين الأخيرين من عروض مسرح مصر بدأ الأستاذ أشرف وفريقه الموهوب فى التحول من الأداء المعقول إلى الأداء اللمباوى، صارت المسرحيات والاسكتشات تعتمد فى إضحاك الجماهير على السخرية من أشخاص أو أحداث، وانضم أشرف عبدالباقى نفسه لهذه الموجة التدهورية من خلال أغانى التيترات أو الفواصل التى يقول فيها كلاماً بلا معنى مثل «قولوا عا» أو «سيد يا سيد»، فضلاً عن ظهوره فى نهاية كل عمل من الأعمال لإلقاء المواعظ التى يعتبرها ملخص المسرحية أو الهدف الذى صنعها المؤلف من أجله! صحيح أن مدرسة اللمبى لا تتضمن مثل هذه المواعظ، وصحيح أيضاً أن هذه الظاهرة لا تجدها إلا فى مسرح المقاولات الذى ساد فترة الانفتاح، ولكن أشرف عبدالباقى قد يبرر مواعظه بضعف النص أو الرغبة فى مساعدة الجمهور على اكتشاف الهدف من المسرحية التى تنتهى أحداثها عادة دون مبرر درامى مفهوم لغالبية المشاهدين الذين يكتفون بالضحك دون الحاجة لمتابعة الأحداث أو الوقوف كثيراً أمام التماسك الفنى للعمل الذى يشاهدونه.
فى المسرحيات المعروضة خلال الموسم الحالى نشاهد الأداء اللمباوى فى الإيحاءات الجنسية وفى الملابس الحريمى التى يرتديها كثير من شباب الفرقة فى العديد من المسرحيات وفى المبالغة التى يحرص عليها معظم الممثلين والممثلات خلال أداء أدوارهم وفى كثرة التداخل مع الجمهور أثناء العرض.. إلخ.
أضاف الأستاذ أشرف المزيد والمزيد من العناصر اللمباوية خلال النصف الأول من عروض هذا الشهر، ازدادت الإيحاءات الجنسية حتى صارت مقرفة «خاصة فى العمل المعروض مساء الخميس الماضى»، وازداد الخروج عن النص بمشاركة «أشرف» نفسه، وتضاعفت الصفعات والضرب على القفا بين الممثلين، وتضاعفت حركات التهريج الصافى الذى لا يتضمن أى نوع من الدراما، وقبل ذلك بيوم واحد كان الأستاذ أشرف قد أضاف مساعدات تهريجية جديدة حين وضع أحد الممثلين فى آلة تشبه الرافعة وأخذ يصعد ويهبط به دون أدنى سبب فنى أو فكاهى أو أى شىء سوى انتزاع ضحكات الجانب الأهطل من السادة المشاهدين.
هذا الأداء اللمباوى لم يتوقف عند حدود مسرح مصر، ولكنه امتد من المسرح مع نجومه إلى المسلسلات الرمضانية التى يعمل بعضهم فيها، الأستاذ على ربيع تفوق على اللمبى نفسه فى المسلسل الذى يقوم ببطولته تحت عنوان «سك على إخواتك» واحتشد ذلك العمل -حتى الآن- بكل أنواع المبالغة فى الأداء والعبط فى الحوار، والتمادى فى افتعال مواقف لا علاقة لها بالكوميديا من قريب أو بعيد، واستخدام لهجة غريبة لا تفهم منها هوية الأستاذ على، والابتعاد شبه الكامل عن المنطق فى غالبية المشاهد والأحداث.
ويتكرر هذا الأداء اللمباوى فى كل المسلسلات الكوميدية الأخرى سواء التى يشارك فيها شباب مسرح مصر أو الخالية منهم.
وتصل قمة المسخرة فى تلك الأعمال عند شىء يدعى «30 ليلة وليلة»، وهذا الشىء لا علاقة له بأى نوع من الفنون، فلا هو دراما ولا هو كوميديا ولا هو نقد اجتماعى ولا هو نقد سياسى ولا هو فيلم ولا هو مسرحية ولا هو اسكتش ولا هو طقطوقة ولا هو أى شىء له أى معنى، وإن كنت لا تصدق هذا الكلام عليك بالرجوع إلى حلقة 15 رمضان، ولن تحتاج إلى مشاهدة حلقات أخرى للتأكد من المستوى بالغ التدنى لهذا الشىء الرمضانى الغريب.
هناك أيضاً شىء مماثل يشارك فيه الأستاذ سعد الصغير، وشىء ثالث اسمه «خفة يد»، وشىء رابع وخامس وسادس.. إلخ، وكلها للأسف لا تستحق العرض ولا تستحق النقد أو حتى الشتيمة.
المهم فى هذا السياق أن الأستاذ على ربيع يقول فى الصحف إن مصر كلها فرحانة جداً بالمسلسل بتاعه الذى حقق نجاحاً مذهلاً وتفوق على كل الأشياء الأخرى.
اللمباوية ليسوا فقط فى التليفزيون، فهناك كاتب كبير تقمص شخصية اللمبى وقال فى إحدى الصحف القومية إن نادى ليفربول خسر بطولة أندية أوروبا لأن المصريين تركوا صلاة القيام لمشاهدة مباراته مع ريال مدريد. وهناك فريق من المحامين والمواطنين عشاق مصر قرروا رفع دعاوى قضائية مستعجلة ودولية ضد اللاعب الإسبانى الذى تسبب فى إصابة محمد صلاح.
وفى وزارة التموين قال السيد الوزير إنه مالوش دعوة بالفرسان الثلاثة أو الأربعة الذين تم ضبطهم فى قضية رشوة مليونية، وذلك رغم أن أحدهم مستشاره السياسى والثانى مستشاره الإعلامى والثالث رئيس الشركة القابضة، ورغم أن نفس السيد الوزير رفض تحويل قضية فساد مليارية تخص وزارته إلى النيابة كما تقول مصادر مجلس النواب.
وفى الإسكندرية قرر أحد اللمباوية تقديم موعد الإفطار رحمة بالناس وأذاع أذان المغرب ومدفع الإفطار فى إذاعة الإسكندرية قبل موعده فى القاهرة، وقبل ذلك قال لمباوية آخرون إن الحساب الفلكى غلط، وإن رمضان هذا العام حل شرعاً قبل موعده الحكومى بعدة أيام.
وفى مجال الإعلانات التليفزيونية الوحشية أبدع إخواننا اللمباوية فى صنع إعلان ملابس داخلية على أنغام موسيقى وأغانى المهرجانات، وأبدعت شركة أخرى من نفس النشاط فى صنع إعلان آخر قد يدفعك لمقاطعة هذه الماركة من الملابس حتى لو كنت زبوناً دائماً لها منذ بدايتها الأولى. الحسنة الوحيدة فى إعلانات هذا العام هى الفيلم القصير الذى شارك فيه عدد من الفنانين فى ذكرى الفنان الأستاذ أحمد زكى، والحسنة الوحيدة فى المسلسلات هى مصرع أو موت عدد كبير من الأبطال والكومبارس خلال الأحداث مما يبشر بعدم وجود أى أجزاء أخرى إلا فى العالم الآخر.