«هولندية» تنقذ الخيول من الموت بـ«قليل من الطعام»

كتب: سماح عبدالعاطى وأحمد منعم

«هولندية» تنقذ الخيول من الموت بـ«قليل من الطعام»

«هولندية» تنقذ الخيول من الموت بـ«قليل من الطعام»

من بعيد يأتيها صوت سائق «حنطور» يناديها باسمها، يسألها فى صوت رقيق إن كانت ستركب معه كما فعلت بالأمس، تعتذر له باضطرارها الذهاب للبر الغربى لمقابلة صديقة لها، يهم السائق بالتحرك فتستمهله قليلاً ريثما تدس يدها فى حقيبتها وتستخرج منها ورقة نقدية من فئة العشرة جنيهات وتعطيها له، طالبة منه فى «عربية» مكسرة أن يطعم بها حصانه الهزيل. اعتادت إيلى دى هوس على التعامل مع سائقى «الحناطير» فى الأقصر مثلما اعتادوا هم أن يشاهدوها كل صباح تتمشى على كورنيش النيل فى مدينة الأقصر معتمدة على عصاها الخشبية، هولندية هى، تعيش فى مصر منذ عام مضى، تقول إنها تعمل مع صديقتها الدكتورة آن كرفتنج على تنمية أوضاع المصريين الذين يعملون فى السياحة بمدينة الأقصر، والأهم العمل على إنقاذ الخيول التى تجر الحناطير من خطر الموت المحدق بهم، بعد أن زاد هزالهم من قلة الأكل. «هناك فجوة كبيرة بين الأجانب الذين يعيشون فى الأقصر وبين سائقى الحناطير» تتحدث «إيلى» عن الأزمة التى قد تنشأ عند التعامل مع سائقى «الحناطير»، تضيف قائلة إنها تعمل على أن تتقرب منهم حتى تستطيع أن تساعدهم فى إطعام خيولهم بالتواصل مع مستشفى «بروك» الموجود فى لندن، والحصول منه على دعم مادى يستخدم فى تقديم الرعاية الصحية المجانية للخيول التى تكاد تموت جوعاً، وكذلك تقديم الطعام مجاناً. تقول «إيلى» إن مستشفى «بروك» مؤسسة خيرية فى المقام الأول معنية بصحة الحيوانات، وبما أن الخيول تقع فى دائرة اختصاصها، تأمل «إيلى» أن تصلها موافقة المستشفى على إطعام 340 حصاناً، هى جملة عدد الخيول التى تجر العربات، والحاصلة على رخصة، إذ إن هناك عربات ليس لها رخصة. تضيف «إيلى» قائلة إن سائق «الحنطور» يحتاج ما بين 5 إلى عشرة جنيهات كل يوم لإطعام حصان واحد، أو للإبقاء عليه حياً، وفى نفس الوقت هو فى حاجة لنقود أخرى من أجل إطعام أسرته، وهى ترى سائقى «الحناطير» كل يوم لا يستطيعون الانتظار، فيتحدثون معها عندما يشاهدونها قائلين: «رجاء أعطونا بعض المال لأن الخيول فى حاجة للطعام»، وهى كما تقول تود لو أنها أطعمت الخيول، لكنها لا تستطيع أن تطعم 340 حصاناً يومياً لأنها لا تملك المال لذلك، غير أنها تعتقد أن مستشفى «بروك» يستطيع تقديم الغذاء لهم، فى حين سيقتصر عملها على تنظيم الأمر، حتى تضمن، كما تقول، أن يقدم سائقو الحناطير الطعام فعلاً لخيولهم، ولا يبيعونه فى السوق. وفى النهاية، تتمنى «إيلى» أن يسير المشروع كما تمنت له، فيتم إنقاذ الخيول قبل أن تموت، إذ لو حدث ذلك فسوف تنشأ مشكلة جديدة تماماً، وهى كيفية توفير الطعام لأسر أصحاب «الحناطير» الذين ماتت خيولهم، فأصبحوا عاجزين عن الكسب. أخبار متعلقة «الوطن» ترصد مأساة «عاصمة العالم القديم»: معابد مهجورة.. فنادق خاوية.. وأحوال ناس «تصعب ع الكافر» سائقو الحناطير: «لما نلاقى ناكل.. نبقى نأكَّل الخيول» السوق السياحى.. «فين أيام البيع والشرا» فى المعابد.. مرشدون بلا سياحة الفنادق والبواخر العائمة.. قليل من الزبائن كثير من المديونيات المراكبية: «بناكل ونشرب بس اللى جاى مش مكفى اللى رايح» المقاهى والمطاعم «مفتوحة على الفاضى»