الطريق إلى «رابعة» مسدود مسدود.. وعلى المتضرر السير عكس الاتجاه

كتب: أحمد الشمسى

الطريق إلى «رابعة» مسدود مسدود.. وعلى المتضرر السير عكس الاتجاه

الطريق إلى «رابعة» مسدود مسدود.. وعلى المتضرر السير عكس الاتجاه

خريطة للمعاناة، كاد يرسمها صيدلى أربعينى، حين قرر اصطحاب أفراد أسرته الأربعة من الدقى إلى العاشر من رمضان، اتخذ الرجل كوبرى 6 أكتوبر، مستغلا هدوء حركة السير فى رابع أيام العيد ومتجنبا طريق المظاهرات «الواحد مش ناقص وأنا معايا عيال صغيرين»، ساعة واحدة أو أقل استغرقها محمد قاسم قبل أن يصل إلى نهاية الكوبرى فى الطريق المؤدى إلى ميدان رابعة العدوية، هنا بدأت مأساته؛ فقد هاجمه زحام غير مبرر، دعا مجموعة من السيارات إلى اتخاذ الطريق العكسى على الكوبرى، ما أدى إلى زيادة الازدحام أكثر «كنا واقفين مش عارفين إيه اللى موقّف الطريق بالشكل ده.. افتكرناها مظاهرة، وكل ما نسأل أى سواق راجع يقولنا مقفولة». اقترب الليل من انتصافه ومعه تدق ساعة الحظر، كان السائقون يلهثون فى محاولة العودة إلى بيوتهم بأقصى سرعة ممكنة، فى الوقت الذى اتخذ فيه «قاسم» الطريق المؤدى إلى الحى السادس بمدينة نصر، ليفاجَأ بقوات الجيش قد أحكمت من جهتها إغلاق المنطقة، خاصة محيط مبنى أمن الدولة الكائن هناك.. منفذ وحيد وجده «قاسم» لا يعرضه لمساءلة «شفت عربيات بتطلع على الرصيف وبتمشى فى طريق قاعة المؤتمرات»، لم يخشَ «قاسم» من تعثر سيارته القديمة المتهالكة على الرصيف؛ فمع زحام السيارات خلفه، كان ذلك هو طريق العودة الوحيد إلى منزلهم فى العاشر من رمضان «الجيش طبعا كان قافل الطريق لميدان رابعة بالضبة والمفتاح»، رأى على مرمى البصر مجموعة من الشباب يضعون قوالب الطوب أسفل الرصيف، من أجل أن يتسنى لقائدى المركبات العبور بأمان إلى الجهة الأخرى «الواحد حاسس إنه بيعبر خط بارليف»، قوات الجيش لم تضع حلولا أمام قائدى السيارات، إما الذهاب عكس الاتجاه أو تخطى ذلك الرصيف العالى، «الاختيار التانى بالنسبة ليا كان أنجز» قالها «قاسم» وهو يصعد بسيارته الرصيف آسفا على الخروج من أساسه «مالها قعدة البيت؟!».