بريد الوطن| المجد لعربة الفول
بريد الوطن| المجد لعربة الفول
المجد لعربة الفول، هذا الاختراع العبقرى المصرى الفذ الذى تأتينا من خلاله رسالة يومية أثناء ممارستنا طقس الإفطار المقدس فى محرابه، والذى يتجرد فيه كل الداخلين إلى محراب العربة من ذواتهم، فتختفى المراكز والرتب والألقاب، فلا فرق بين ضابط وعامل، دكتور وفلاح، جلباب وبدلة، مسيحى ومسلم، الكل واحد، الكل إنسان جاء يلبى نداء الغريزة التى توحد الوزير والغفير فى حرم العربة. حالة من المحبة والتسامح وإنكار الذات نحياها يومياً أثناء ممارستنا لهذا الطقس الذى تتطهر فيه نفوسنا فنتصالح معها ومع غيرنا، فسبحان من وضع سره فى أضعف خلقه، فهذه العربة البسيطة تشير لنا يومياً لمفتاح سعادتنا ونهضتنا وهو تلك الروح التى تحيط بالعربة من محبة وسلام وتقبُّل للآخر وإنكار للذات. لكن للأسف قليلون هم المتدبرون، فبمجرد انتهاء الطقس المقدس نتخلى سريعاً عن روح العربة فنخلعها ونرتدى ذواتنا الدنيوية الفانية، فنعود للتكبر والتحقير من الغير والشجار على توافه الحياة الزائلة، فهيا نتحلى بروح العربة فى شوارعنا ومنازلنا وأعمالنا، ففيها كل الخير لنا، فلا تقدم لمجتمع لا يؤمن بالاختلاف ولا يؤمن بأن المحبة والتسامح وقبول الآخر هى الأساس لبناء كل مجتمع متحضر، فليبدأ كل منا بنفسه فيستحضر روح العربة مع أسرته وجيرانه وأصدقائه، يقدم المساعدة دون انتظار مقابل، ينصح دون أن يجرح، يرتقى بأسلوب حواره ويتقبل الاختلاف باحترام، ولا يستهين أحد منا بدوره.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون - منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
