«أبوالريش».. أرواح آلاف الأطفال معلقة على مساهمات أهل الخير

«أبوالريش».. أرواح آلاف الأطفال معلقة على مساهمات أهل الخير
- أهل الخير
- الأشعة المقطعية
- الأطفال المرضى
- البنك الأهلى
- التبرع بالدواء
- التواصل الاجتماعى
- الدور الأول
- السيدة زينب
- الشهر الأول
- العيادات الخارجية
- أهل الخير
- الأشعة المقطعية
- الأطفال المرضى
- البنك الأهلى
- التبرع بالدواء
- التواصل الاجتماعى
- الدور الأول
- السيدة زينب
- الشهر الأول
- العيادات الخارجية
زحام واضح يراه الناظر من بعيد فى طريقه إلى بوابة استقبال مستشفى أبوالريش بمنطقة المنيرة فى «السيدة زينب» بالقاهرة، يزداد المشهد زحاماً كلما اقتربنا من المكان. هناك عشرات الأمهات والآباء يحملون أطفالهم، بعضهم لم يتجاوز الشهر الأول من عمره، وآخرون فى سنوات الحياة الأولى، جاءوا من مناطق مختلفة طلباً للشفاء لأبنائهم، فالمستشفى الأشهر فى مصر لعلاج الأطفال بالمجان نجح عبر السنوات الماضية رغم قلة الميزانية فى أن يمحو دموع الأطفال الفقراء، وينقذهم من الأمراض التى تفتك بأجسادهم الصغيرة فأضحى وجهة لكل أسرة بسيطة يعانى طفلها من المرض.
فى مكتب إدارة التبرعات بالدور الأول من المستشفى، تجلس موظفة تستقبل المتبرعين -إن وُجدوا- ومعها كشوف مدون بها احتياجات المستشفى من الأدوية والمستلزمات الطبية والأجهزة المستخدمة بوحدة الكلى وزرع النخاع وعلاج الأورام وغيرها من الأقسام، موظفة مكتب التبرعات بالمستشفى، قالت عن كيفية التبرع إنها تُخير المتبرع بين التبرع المادى فى خزينة المستشفى والتبرع العينى المتمثل فى شراء المستلزمات الطبية كالقطن والسرنجات والجوانتى الجراحى المعقم... وغيرها.
{long_qoute_1}
وفى مكتب خزينة «أبوالريش»، يجلس رجل خمسينى، وأمامه متبرعة اختارت دفع مبلغ من المال ووضعه فى حساب المستشفى.
دار بينهما حوار حول القسم الذى ترغب المتبرعة فى التبرع بأموالها لصالحه، «صدقة جارية أم شراء أدوية أم المساهمة فى شراء جهاز الأشعة المقطعية باهظ الثمن»، لترد عليه الفتاة العشرينية باختيارها المساهمة فى شراء جهاز الأشعة المقطعية الذى يُحمِّل المستشفى نفقات كثيرة ويحتاج إلى دعم المتبرعين.
خارج أسوار المستشفى، وعلى بعد مسافة قصيرة من «أبوالريش للأطفال»، يقع مستشفى «أبوالريش اليابانى للأطفال» فى شارع على باشا إبراهيم. المشهد من الخارج لا يختلف كثيرا عن السابق، فالأهالى الوافدون للمستشفى يبدو على ملامحهم إرهاق السفر فهم مقبلون من مناطق بعيدة، على «سُمعة المستشفى»، حسب قولهم، وأمام بوابة الاستقبال الرئيسية يقف رجال الأمن المكلفون بإرشاد الزائرين.
فى مكتب التبرعات يجلس عدد من الموظفات يستقبلن المتبرع ببشاشة ويُجِبن على أسئلته الخاصة بآلية التبرع والنواقص التى يحتاجها المستشفى.
وحسب إحدى الموظفات، فإنه حال الرغبة فى التبرع العينى بشراء بعض المستلزمات الطبية أو الأدوية التى يحتاجها المستشفى يشترط أن تمتد صلاحية المستلزمات عاماً كاملاً، علماً بأن التبرع بالدواء يتم تسليمه للصيدلية الخاصة بالمستشفى، والتبرع المادى يكون فى خزينة إدارة التبرعات.
«جهاز تنفس صناعى، منظار حنجرى، تروللى نقل مريض».. أجهزة تتضمنها قائمة احتياجات مستشفى أبوالريش اليابانى التى حصلت عليها «الوطن»، وحسب قول الموظفة الإدارية بإدارة التبرعات فإن «الراغب فى التبرع بتكلفة جهاز كامل يخبر الإدارة، والمستشفى يتولى الاتفاق مع الشركة المتعاقد معها لإتمام الأوراق اللازمة لإحضار الجهاز وبعد تحديد المبلغ المطلوب يدفع المتبرع المبلغ لخزينة المستشفى وتتولى هى شراء الجهاز».
{long_qoute_2}
يعالج المستشفى اليابانى ما يقرب من 2000 حالة يومياً، أى نحو مليون طفل سنوياً، فضلاً عن إجرائه 15 ألف عملية وألف قسطرة سنوياً، وفقاً للدكتورة رانيا حجازى، مديرة «أبوالريش اليابانى»، وهو ما أرجعته لتميزها بوجود العيادات الخارجية والقسطرة القلبية والعمليات، وأكبر عدد من غرف العناية التى تصل طاقتها إلى 128 سريراً، فضلاً عن 400 عادية أخرى، لافتة إلى أن جزءاً كبيراً من دورة العمل بالمستشفى قائم على التبرعات، ورغم ذلك ما زال بحاجة للمزيد من التبرع والدعم لتغطية ما يقرب من نصف احتياجاته، على حد قولها.
الإعلانات هى الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيراً لحل أزمة قلة التبرعات، وأكدت الدكتورة رانيا حجازى أن تنفيذها ونشرها يؤثر بشكل رهيب، على حد وصفها، فى ضخ مزيد من التبرعات لمساعدة المرضى والمستشفى، لكن «أبوالريش» غير قادر على تنفيذ ذلك لعدم توافر جزء بالميزانية، كونه مستشفى جامعياً وميزانيته لا تكفى مستلزماته فى الأساس.
وشرحت «حجازى» سبل التبرع لمستشفى «أبوالريش»، التى تتنوع بين أرقام حساب مخصصة فى البنك الأهلى على رقم 2222، أو رسالة على 6501، أو تبرعات نقدية للجنة الزكاة بالمستشفى أو بنك ناصر الاجتماعى، فضلاً عن التبرعات العينية التى تتم وفقاً لتحديد رؤساء الوحدات للأجهزة اللازمة، بمواصفات معينة دون تحديد ماركة بعينها، ثم إدخالها المخازن بإيصال رسمى، إضافة إلى الأدوية الناقصة بالمستلزمات والمستهلكات والتى يتم تحديدها كل 3 أيام.
المستشفى بحاجة ماسة للتبرع، الذى يتم من خلال الأشخاص، ووسائل الإعلام التى عليها الاهتمام بذلك الأمر من خلال تذكير المواطنين به طوال الوقت، حتى يتمكنوا من المساهمة فى علاج آلاف الأطفال المرضى الذين يمثلون مستقبل البلاد، فى رأى مديرة «أبوالريش»، حيث تأمل فى خدمة 3000 طفل يومياً، لحمايتهم من الموت والمرض.
وحاول العديد من الشخصيات البارزة والممثلين الإسهام ودعم المستشفى، على حد قول «حجازى»، لافتة إلى أنه منذ زيارة رئيس الجمهورية الأسبق المستشار عدلى منصور للمستشفى وطلبه دعمه، قبل عام ونصف العام، أحدث ذلك لديهم فارقاً ضخماً وملحوظاً، مضيفة أن العديدين قدموا مبادرات فردية لدعم المستشفى والتبرع له من خلال إنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
وفاء فتحى، إحدى المتبرعات بانتظام للمستشفى، بعد مرض نجل صديقتها الشديد منذ عدة أعوام، الذى لم يجد علاجاً سوى بمستشفى «أبوالريش اليابانى»، وكان ذلك الدافع وراء حرصها المستمر على التبرع للمستشفى، ولذلك قررت منذ ذلك الحين تخصيص أموال على فترات والتبرع بها فى الحساب المخصص بالبنك الأهلى.
«لما رُحت ولقيت فيه أطفال كتير جداً مرضى وإمكانيات ضعيفة والدكاترة شاطرين، ده وجع قلبى قوى ومن ساعتها قررت أنى مش هتبرع غير ليها».. بهذه الكلمات وصفت السيدة الخمسينية الشعور الذى غمرها حينذاك، ودفعها للاتفاق مع أقاربها لتقديم مبالغ إلى المستشفى ومحاولة المساعدة فى علاج آلاف الأطفال.
صورة من قائمة احتياجات المستشفى من المستلزمات
أخرى من احتياجاته للأجهزة الطبية