"حشرة العصا" لا تنتهى حياتها بالموت بل تُؤكل لتبدأ حياة جديدة

12:17 م | الأربعاء 30 مايو 2018

تدور دورة الحياة بالتهام كائنات لكائنات أخرى من أجل الحصول على قوت يومها، ولكن بالنسبة لحشرات "العصا" فإن التهامها لا يُعد نهاية المطاف، بل بداية حياة جديدة.

فقد اكتشف العلماء أن بيض حشرات "العصا" داخل أجسامها ينجو ويبقى على قيد الحياة عند التهام طائر للحشرة نفسها، ويمر من عملية الهضم بسلام، ولأن نوع هذه الحشرات لا يسافر بنفسه أبدًا -على عكس الطيور- فإن التهام الحشرة يساعد بيضها على السفر من مكان لآخر، وهو ما يسهم في انتشار نوع الحشرات في مساحات شاسعة، وبالتالي بقاء نوعها على الأرض وعدم انقراضها، بحسب "دايلى ميل".

وقال الباحثون المسؤولون عن الدراسة الجديدة في جامعة كوبا "المثير للدهشة إن بيض حشرات العصا يخرج مع فضلات الطائر ويفقس بنجاح في وقت لاحق، هذا يعني أن الطيور تلعب دورًا أساسيًا في عملية انتشار الحشرات".

ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تتطلب أيضًا أن تكون الظروف صحيحة تمامًا حتى يظل البيض على قيد الحياة ويفقس، وتستطيع إناث حشرة العصا أن تنتج بيضًا صالحًا للحياة دون إخصاب من الذكر، وبعد وضع البيض على الأرض وفقسها، تبحث حشرة العصا الجديدة عن النباتات لإطعام نفسها بنفسها.

وفي هذه الدراسة، أطعم الباحثون بيض حشرة العصا إلى طائر البلبل بني الأذن وهو طير معروف بأنه أحد المفترسين الرئيسيين بالنسبة لحشرة العصا.

وشملت التجربة 3 أنواع من حشرات العصا، وبعد أن تم أكلها وجد الباحثون أن ما بين 5 إلى 20 % من البيض يخرج سليمًا.

أجابت هذه التجربة عن سؤال حير العلماء منذ زمن، وهو كيف لهذه الحشرات أن تتواجد في مساحات شاسعة متفرقة على الرغم من أنها لا تستطيع الترحال بنفسها.

ويقول البروفيسور "كينجي سويتسوجو"، من كلية الدراسات العليا للعلوم في جامعة كوبا، إن الخطوة التالية لهم هي تحليل البنية الوراثية لحشرات العصا.

ويعد شكل حركة العصا من التمويهات الطبيعية الأكثر فاعلية على الأرض، وتتمتع بقدرة تمويهية أخرى بجانب مظهرها الخارجي، فهي تتلون أيضا بلون البيئة المحيطة بها.

وهناك وسائل تمويهية أخرى تتبعها تلك الحشرات للهروب من أعدائها، مثل اختلاق الموت أو أحد أطرافها للحيوان المفترس حتى تستطيع الهروب، وسرعان ما تنمو لها ساق أخرى.