أطباء النفس يحذّرون من التخمة الإعلانية فى رمضان: كارثة

كتب: جهاد مرسى

أطباء النفس يحذّرون من التخمة الإعلانية فى رمضان: كارثة

أطباء النفس يحذّرون من التخمة الإعلانية فى رمضان: كارثة

شاء أم أبى، يتعرّض المشاهد يومياً لجرعة مكثّفة من الإعلانات، ويسقط فريسة لأفكار وسلع مختلفة تحاول جذبه بشتى الطرق، وتنال من تركيزه ومشاعره، بما تحمله أحياناً من مضامين سلبية، مثل التبذير، العنف، الكآبة، وغيرها. اضطرابات نفسية كثيرة كشفها لنا أطباء نفسيون تلحق بالمشاهد أيضاً فى ظل التّخمة الإعلانية، التى انطلقت مع بداية شهر رمضان، تستدعى وضع حد زمنى لمتابعتها، وتقنين عددها ومدتها.

 

«تُشعر المشاهد بالتشتت والدونية»

عبّر الكاتب الساخر أحمد رجب فى كتابه «نص كلمة» عن تأثير الإعلان على المواطن من خلال تصور الإعلانات وكأنها تطارد المواطن، ثم زاد الجرعة الكوميدية بتصوير المواطن، وهو يطارد الإعلانات، الأمر الذى يراه الدكتور هاشم بحرى، استشارى الطب النفسى، دليلاً على التأثير السلبى للإعلانات على المواطن.

شركات الدعاية باتت تشترى حياة المشاهد، وترسم له مستقبله، أين يعيش وكيف يستثمر حياته بشكل بعيد كثيراً عن واقعه، وهنا يشعر المشاهد بالدونية والغضب.

أشار «بحرى» إلى أن المعدل المقبول لتعرّض المشاهد للإعلان هو ١٨ دقيقة لكل ساعة دراما، وفقاً لما خلصت إليه إحصائية حديثة، على عكس الواقع، فنحن نشاهد ١٨ دقيقة دراما لكل ساعة إعلانات، مما يؤدى إلى التشتت: «إذا كان الشخص ينوى التبرّع بجزء من ماله سيُصاب بالحيرة، فى ظل جمعيات كثيرة تستقطبه وتطلب تبرعات للفقراء».

 

«تُصيب الأطفال بالخوف والفزع»

ينصح الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى، بألا يشاهد الأطفال دون سن السنتين التليفزيون إطلاقاً، خصوصاً الإعلانات: «بيحفظوا الإعلانات وبيكرروها حتى إن كانوا لا يفهمونها، وأحياناً تصيبهم بالخوف إذا احتوت على بعض المضامين أو الصور المؤلمة، مثل إعلان عن أطفال أصيبوا بحروق عُرض العام الماضى».

تأثير الإعلانات السلبى على الطفل دفع الاتحاد الأوروبى إلى التوجّه نحو حظر بث الإعلانات التجارية فى برامج الأطفال، نظراً لما تجره من انعكاسات سلبية عليهم.

وأشار «فرويز» أيضاً إلى أن الشخص الذى يعانى من أى اضطراب نفسى، مثل الشخص الناقم أو الحاسد أو الغاضب، هو الأكثر تأثراً سلباً بالجرعة المكثفة من الإعلانات.

 

«تؤدى إلى الإحباط والاكتئاب»

لا يقدر المخ كثيراً على ملاحقة الأفكار المتولدة داخله من كم الإعلانات المتلاحقة، وهنا يحدث ارتباك شديد به وبالجهاز العصبى، فى رأى الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، خصوصاً إذا حملت الإعلانات مضامين متناقضة: «أشخاص ينعمون بمزايا الكومباوندز، وآخرون يحلمون بوصلة ماء».

يصاب العديد من المواطنين أيضاً بالاكتئاب، بسبب مشاهدة مرضى السرطان ومعاناتهم بشكل مكثف كما يحدث فى رمضان، وقد يصاب من يعانون من الوسواس بكآبة شديدة، خوفاً من ملاقاة المصير نفسه.

الهجوم العشوائى للإعلانات أيضاً على المخ والجهاز العصبى، خصوصاً الإعلانات الاستهلاكية تجعل المشاهد أيضاً، يشعر بعدم المصداقية: «منتجعات ومتنزهات ومدن جديدة، بما تحمله من مظاهر رفاهية، ومواطن يكافح من أجل لقمة العيش».


مواضيع متعلقة