هنا شيحة: الكوميديا أصعب منطقة فى التمثيل ونصيحة «خان» وراء تقديمى «أرض النفاق»

كتب: نورهان نصرالله

هنا شيحة: الكوميديا أصعب منطقة فى التمثيل ونصيحة «خان» وراء تقديمى «أرض النفاق»

هنا شيحة: الكوميديا أصعب منطقة فى التمثيل ونصيحة «خان» وراء تقديمى «أرض النفاق»

نجحت فى بناء مسيرة مهنية مميزة لها على مدار السنوات الماضية، وتركت بصمة واضحة لها على الخريطة الفنية، لتواصل التحدى هذا العام بتعاونها مع الفنان الكوميدى محمد هنيدى فى أول أعماله بعد غياب طويل عن الساحة الدرامية، بمسلسل مأخوذ عن رواية «أرض النفاق» للكاتب الكبير يوسف السباعى، التى سبق وقدمها المخرج فطين عبدالوهاب مع فؤاد المهندس وشويكار.

هنا شيحة تكشف فى حوارها لـ«الوطن»، عن سبب تحمسها لتقديم دور «جميلة» فى مسلسل «أرض النفاق»، والصعوبات التى واجهتها فى العمل عليه، فضلاً عن المقارنة التى يعقدها المشاهدون بين المسلسل والفيلم الذى تم إنتاجه عام 1968، بالإضافة إلى خطواتها المقبلة نحو البطولة المطلقة، وإلى نص الحوار.

{long_qoute_1}

 

ما ردود الفعل التى تلقيتها على المسلسل حتى الآن؟

- بالرغم أننا ما زلنا نصور المشاهد المتبقية من المسلسل حيث أمامنا ما يقرب من 10 أيام للانتهاء بشكل كامل، ولكنى كنت حريصة على متابعة رود فعل المشاهدين وبرغم أننا نحن ما زلنا فى البداية إلا أن ردود الفعل مبهرة على مواقع التواصل الاجتماعى، مع أن المسلسل يعرض على القنوات العربية فى السعودية وعمان، بالإضافة إلى المنصات الإلكترونية، ولكن شريحة كبيرة من الجمهور حريصة على متابعة العمل ويبحثون عن ترددات القنوات العربية حتى يتمكنوا من مشاهدته.

هل ترين أن المسلسل تضرر بعدم العرض على القنوات المصرية بشكل كبير؟

- «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»، على العكس عدم عرض المسلسل على الفضائيات المصرية جعل فئة كبيرة من المشاهدين تريد متابعة المسلسل بشكل أكبر.

تلقيت عروضاً عدة للمشاركة فى الموسم الرمضانى، ولكنك فضلت الوجود بـ«أرض النفاق»، لماذا؟

- هناك أسباب كثيرة حسمت الأمر بالنسبة لى، كان أولها التعاون مع الفنان الكوميدى محمد هنيدى بعد غيابه عن الساحة الدرامية سبع سنوات، بالإضافة إلى المسلسل نفسه الذى كان له عامل كبير فى موافقتى عليه، فهو مأخوذ عن نص روائى مهم لأديب كبير بحجم يوسف السباعى، والدويتو مع «هنيدى» كان مشجعاً، فالجمهور ينتظر ما الذى سيقدمه بعد العودة، وما الذى سأقدمه بالتعاون معه، ورغم أن الأمر يبدو مخيفاً بالنسبة لى ولكنها تجربة مختلفة وباب جديد أطرقه، وشخصية لا تتشابه مع أى شىء قدمته من قبل.

أنا أفضل تقديم عمل واحد فقط فى رمضان، حتى أستطيع التركيز عليه ليخرج بشكل جيد، بخاصة أن الأمر يتطلب جهداً كبيراً فى وقت صعب، بالإضافة إلى كونى أماً وأرغب فى منح أسرتى حقها، الوقت يكون ضاغطاً بالنسبة لى، وأن أقدم عملاً واحداً مميزاً أفضل من تقديم عملين أو 3 أعمال دون مستوى.

على مدار الأعوام الماضية قدمت مجموعة من الأدوار المتميزة والصعبة، فهل قررت التمرد على تلك النوعية هذا العام؟

- طوال مشوارى كنت أريد التمثيل فى مناطق مختلفة، وتقديم أدوار بعيدة عنى، وحظى كان جيداً فى الأدوار التى تعرض علىّ، فأغلبها يحتوى على مساحات تمثيلية عنيفة، أو شخصيات مركبة ولديها صراعات متداخلة، وهو أمر يستفزنى كممثلة، ولكن هناك نصيحة قالها لى المخرج الراحل محمد خان عندما كنت أصرح له طوال الوقت عن رغبتى فى تقديم شخصيات قوية أو معقدة لها عمق ولها أبعاد مختلفة، ووقتها شرح لى أن تلك الأدوار بالطبع مهمة فى مشوارى كممثلة والنجاح فيها له طعم، ولكن على الجانب الآخر هناك أدوار جيدة يجب أن أقدمها سواء الكوميدية منها أو الرومانسية، لأنها أيضاً لها طعم مختلف فى النجاح، وقال لى إننى يجب أن أجرب كل شىء فى التمثيل، وتلك النصيحة كانت حاضرة فى ذهنى عندما حدثنى المنتج جمال العدل والفنان محمد هنيدى بشأن المسلسل، وكان لدىّ خوف من المشاركة فى «أرض النفاق».

{long_qoute_2}

ولكنك قدمت من قبل بعض التجارب الكوميدية، هل كان الأمر مختلفاً؟

- أتعامل طوال الوقت مع أى عمل باعتباره الأول لى، ويكون هناك خوف بداخلى كأنها المرة الأولى التى أقف فيها أمام الكاميرا، الأمر ليس له علاقة بالأعمال التى قدمتها من قبل، فكل دور يعد حالة وتحدياً مختلفاً عن غيره، قد يكون الجهد المبذول متساوياً، من حيث العمل على الشخصية وإتقانها، ولكن الكوميديا من أصعب المناطق فى التمثيل ويجب أن يكون الممثل يقظاً دائماً للحفاظ على الخط بين «الاستظراف» والكوميديا، وقدمت بالفعل عدداً محدوداً من تلك النوعية من المسلسلات على فترات متباعدة، كان منها «7 شارع السعادة» مع أشرف عبدالباقى، وكان من التجارب التى استمتعت بها، بالإضافة إلى تجربة «بيت العيلة»، مع ممثلات يحترفن الكوميديا، ولكنى لا أستطيع أن أصنف نفسى ممثلة كوميدية.

لماذا حرصت على عدم مشاهدة فيلم «أرض النفاق» بعد توقيعك عقد المسلسل؟

- لم أشاهد الفيلم من قبل، ولكن بعد التعاقد على المسلسل طلبوا منى مشاهدته، ولكنى رفضت ذلك وتخوفت من المشاهدة تماماً، على الرغم من أننى قمت بتحميل الفيلم عبر الإنترنت، قد أشاهده بعد انتهاء المسلسل، لأننى أخشى أن تترسخ تفاصيل شخصية «جميلة» بالطريقة التى قدمتها شويكار فى ذهنى بشكل لا إرادى، فمعطيات الدور الذى عملت عليه تختلف عن تلك التى قُدمت للفنانة شويكار، أنا عادة لا أحصل على مرجعية دور أقدمه، من ممثلين قدموا مثله من قبل، فالنص هو المرجع بالنسبة لى، وإذا لم يمكننى الورق من مشاهدة كل التفاصيل الخاصة بالشخصية التى من المفترض أن أحولها إلى حقيقة من لحم ودم، يعنى ذلك أن السيناريو به مشكلة.

بشكل لا إرادى تحدث مقارنات طوال الوقت بين المسلسل والفيلم المأخوذ عن رواية «أرض النفاق»، كيف ترين الأمر؟

- أرى أن هذه المقارنة ظالمة، هل يمكن مقارنة فيلم قوامه ساعة ونصف الساعة بمسلسل مكون من 30 حلقة، فالمسلسل عمل فنى مختلف تماماً عن الفيلم، فنحن نلعب على التيمة أو الفكرة الأساسية ولكن بشكل مختلف عما تم تقديمه، فؤاد المهندس وشويكار خارج المقارنة، بالإضافة إلى أن كل ممثل له نكهة خاصة مختلفة عن الآخرين، وعلى الجانب الآخر الرواية بها مساحة كبرى ومناطق مختلفة عما تم تقديمه فى الفيلم، فضلاً عن اختلاف العصر والتناول، فنحن فى 2018 بينما الفيلم تم تقديمه فى الستينات، وبشكل شخصى أقول «ماتظلمونيش بالمقارنة مع شويكار، لأنها ممثلة جبارة وكانت ملكة الكوميديا».

ولكن البعض يقول إن إعادة تقديم عمل مرة أخرى، يعنى إفلاساً فكرياً لصناع الدراما أو السينما وعجزهم عن تقديم أفكار جديدة ومختلفة، ما رأيك؟

- مبدئياً من يردد ذلك لا يفهم بشكل واضح معنى الدراما، فالتيمات الدرامية ثابتة ومعدودة على الأصابع، ولم تتغير على الإطلاق، قصص الحب أو الصعود متشابهة بالنسبة للتيمة الأساسية، ولكن ما يميز قصة عن الأخرى الشخصيات والخطوط الدرامية المتشابكة أو المتوازية، وفى النهاية الفرق هو كيفية تناول القصة من خلال رؤية المخرج ووجهة نظره، بالإضافة إلى أداء الممثلين، وغيرها من العناصر المهمة مثل الديكور والملابس والموسيقى.

العمل الفنى مختلف لأنه وجهة نظر المجموعة التى تقدمه، والرواية قابلة للتقديم بأكثر من شكل، فمسرحيات شكسبير ثابتة طوال الوقت فى لندن ولكن فريق العمل هو الذى يتغير كل خمس سنوات، دائماً هناك وجهة نظر جديدة أو زاوية مختلفة مثل «الملك لير» التى قدمها يحيى الفخرانى أكثر من مرة سواء على المسرح أو فى عمل درامى، ما دام الموضوع ثرياً وبه مساحة مختلفة يمكن تقديمه أكثر من مرة، وعلى الجانب الآخر الفيلم به جزء محدود فلم يتناول سوى حبوب الشجاعة والنفاق والصراحة، ولكن فى المسلسل هناك مساحة أكبر لتقديم العديد من القصص والشخصيات والأحداث الدرامية.

يرى البعض أنك تتخذين خطوات ثابتة فى مشوارك الفنى، هل يعنى ذلك أن هناك مؤشرات حول خوضك تجربة البطولة المطلقة؟

- كل خطوة لها وقتها، أنا فى الوقت الحالى أحرص على اختيار الدور الذى أقدمه بعناية شديدة، حتى يحسب فى رصيدى كفنانة، وحتى أقدم طوال الوقت شيئاً جديداً عما قدمته سابقاً، فالمنافسة أصبحت بينى وبين نفسى، وفى النهاية الظروف المحيطة هى التى ستحكم شكل الموضوع، فالوضع الآن له شكل مختلف وهو دويتو مع محمد هنيدى، فأنا أفضل تقديم عمل جيد ومميز مع مجموعة من الفنانين على أن أقدم عملاً ضعيفاً بمفردى، ولا بد أن يكون هناك شركة إنتاج قوية تساندنى فى ذلك، حالياً هذا الأمر لا يشغلنى وهى خطوة تتطلب وقتاً مناسباً.

الشىء الوحيد الذى يشغل بالى دائماً هو الاهتمام بدورى، والشخصية التى أقدمها والعمل مع مجموعة مميزة فقط، وأعتقد أنى كنت موفقة فى ذلك وطوال الوقت محظوظة بالعمل مع ممثلين وصناع دراما وسينما مميزين.

 

«هنا» مع «هنيدى» فى كواليس «أرض النفاق»


مواضيع متعلقة