العمل 4 ساعات.. والاستشاريون يحمّلون شباب الأطباء المسئولية

كتب: محمد مجدى

العمل 4 ساعات.. والاستشاريون يحمّلون شباب الأطباء المسئولية

العمل 4 ساعات.. والاستشاريون يحمّلون شباب الأطباء المسئولية

لا تزال المستشفيات والوحدات التابعة لوزارة الصحة، والبعيدة عن ديوان الوزارة، مرتعاً للغياب وعدم الانضباط فى رمضان، حيث كشفت جولة «الوطن» على عدد من المستشفيات، سواء المستشفيات العامة أو التابعة لهيئة التأمين الصحى، تأخر العاملين بالمستشفيات لمدة تتجاوز نصف ساعة بعد موعد بدء العمل، ومغادرتهم أماكن عملهم فى فترات تتراوح بين نصف ساعة وساعة قبل موعد انصرافهم، ليكون متوسط عملهم الفعلى بين ثلاث ساعات ونصف الساعة، وأربع ساعات، بدلاً من 5 ساعات حسب مواعيد العمل الرسمية فى رمضان، وسط متوسط نسبة غياب وتأخيرات تقترب من 35%، وشهد عدد من المستشفيات والوحدات الصحية عدم انضباط مواعيد العمل، إلا أن ضعف إقبال المواطنين عليها مقارنة بالأيام العادية جعل غيابهم غير ملحوظ.

وشهدت المستشفيات تأخر الاستشاريين عن موعد عملهم لفترة وصلت حتى الثانية عشرة ظهراً، مثلما حدث مع الدكتور «ع. ا»، الاستشارى بمستشفى مدينة نصر للتأمين الصحى، حيث وجد نواب الأطباء فى مكان عملهم بمواعيدهم المقررة، ليكشفوا على المرضى، ويضعوا تشخيصاً مبدئياً، ليتم تصفية الحالات السهلة لتغادر، وهى تُقارب 75% من الحالات، لتبقى نحو ربع الحالات ليكشف عليها الاستشارى فى فترة زمنية لا تتجاوز ساعتين أو ثلاثاً يوجد فيها بمقر المستشفى.

{long_qoute_1}

«مدينة نصر للتأمين» لم يكن المستشفى الوحيد الذى يشهد ذلك، لكن أغلب المستشفيات العامة والحكومية تعمل بهذا النظام، لكن وجود الأطباء النواب يجعل الأمر يمر دون ملاحظة. وعن سر غياب وتأخر «الاستشاريين»، قال مصدر بـ«مستشفى مدينة نصر»، إن الطبيب يأخذ مبلغاً مالياً ضئيلاً، لا يزيد على جنيهين لكل حالة، وهذا لا يشكل دخلاً جيداً له رغم مستواهم العلمى وخبراتهم، خاصة أن هؤلاء الأطباء عادة ما يكونون منتدبين من الجامعات للعمل بعض الأيام بتلك المستشفيات.

أما فى مستشفى الزاوية الحمراء العام، الشهير باسم «مستشفى جيهان»، ففور الاقتراب منه يمكن رصد مشكلة فى «مكافحة العدوى»، مع تكسر معظم الزجاج الخاص بنوافذ غرف مبنى «الأقسام الداخلية»، ما يجعل المواطن يعانى من ارتفاع درجة الحرارة خلال رمضان، مثلما حدث خلال الأسبوع الأول منه، وهو ما أرجعته مصادر لضعف المبالغ المخصصة للمستشفى. ورصدت «الوطن» انتظام الخدمة الطبية المقدمة بالمستشفى، وسط دفع المواطن جنيهين فقط ليكشف بعدها فى العيادة الخارجية المخصصة له، ويتلقى العلاج بالمجان، لكن قلة وجود المرضى دفع ممرضات لقراءة القرآن خلال مواعيد عملهن، وأخريات للنوم، مثل مسئولة صرف الأدوية فى صيدلية العلاج على نفقة الدولة، فى ظل انتظام العمل فى الصيدلية الأخرى المجاورة لها. وعن متوسطات الغياب داخل الوحدات التابعة لـ«الصحة»، قالت مصادر إنها تختلف حسب مكان العمل، موضحة أن الأماكن التى يتم رصد الحضور والانصراف فيها عبر «البصمة»، مثل ديوان عام الوزارة، ومكتب وزير الصحة، وغيرها من الإدارات الرئيسية تناهز نسبة الحضور فيها 90%، رغم سفر الوزير لجينيف، خلال أول أيام رمضان، أما المكاتب التى لا تزال تعمل بـ«دفتر الحضور والانصراف»، فهى الأقل حضوراً وانضباطاً.

وسجلت الوزارة نسب الغياب والتأخيرات فى أول أيام رمضان وتراوحت بين 30 و35%، حيث أكدت المصادر أن أسوأ نسب غياب تشهدها الوحدات الصحية بالمحافظات البعيدة، حيث تصل 50%، أما الإدارات الرئيسية فتراوحت نسب الغياب والتأخيرات فيها بين 20 و25%، بينما مديريات الشئون الصحية بين 15 و20%.

{long_qoute_2}

من جانبه، أكد الدكتور خالد مجاهد، متحدث وزارة الصحة، أن الوزارة تسيّر فرق تفتيش على مختلف الوحدات التابعة لها، وترصد مدى الانضباط فى الحضور والعمل، مشيراً إلى أن المتغيبين يتم خصم مبالغ مالية من رواتبهم، مع اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مخالفاتهم، خاصة حال تكرار ظاهرة الغياب، لافتاً إلى حرص الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، على ميكنة العمل بكل وحدات الصحة، لتحقيق مزيد من الانضباط فى الحضور والانصراف.


مواضيع متعلقة