صحابة الرسول| عبدالله بن مسعود الرجل النحيف صاحب أثقل قدم يوم القيامة

كتب: محمد متولي

صحابة الرسول| عبدالله بن مسعود الرجل النحيف صاحب أثقل قدم يوم القيامة

صحابة الرسول| عبدالله بن مسعود الرجل النحيف صاحب أثقل قدم يوم القيامة

لُقب بـ"فقيه الأمة" وكان واحدا من أوائل المهاجرين الذين هاجروا الهجرتين وصلى على القبلتين، وأول من جهر بقراءة القرآن الكريم وتولى قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر.

 

كان عبدالله بن مسعود، الصحابي الجليل رجلا نحيفا قصيرا، وكانت قدمه تتعرى إذا صعد النخل لجلب التمر لرسول الله، وذات مرة ضحك الصحابة لدقة ساقيه، فقال الرسول: "لَرِجْلُ عبدالله أثقل في الميزان يوم القيامة مِن جبل أُحُد"، وهو صاحب نعل رسول الله وكان حسن الصوت وذلك حين كان يتلو القرآن، وإذا هدأت العيون قام فسمع له دويٌ كدوي النحل.

 

وعن قربه لرسول الله قال المؤرخون إنه ما كاد ليعلن إسلامه حتى بدأ عهدا مع نفسه وهو القرب من الرسول فكان كما قال أبو موسى الأشعري "لقد رأيت رسول الله وما أرى ابن مسعود إلا من أهله"، وقال القاسم بن عبد الرحمن "كان ابن مسعود يُلبس رسول الله نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلها في ذراعيه وأعطاه العصا، فإذا أراد رسول الله أن يقوم إلى نعليه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله، وكان يوقظ رسول الله إذا نام ويستره إذا اغتسل وكان صاحب سواكه ووسادته ونعليه".

 

حظي ابن مسعود بمكانة عالية عند الرسول وربه، وعن سعد بن أبي وقاص قال: "كنا مع رسول الله ونحن ستة فقال المشركون اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا وكنت أنا وابن مسعود وغيرنا، فوقع في نفس النبي ما شاء الله وحدث به نفسه فأنزل الله تعالي (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي)".

 

أخذ ابن مسعود من الرسول 70 سورة وكان الأكثر شغفا بالقرآن حتى عُرف بأنه أول من جهر بالقرآن بمكة، وقال: "من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد"، وشهد له علي بن أبي طالب حينما قال: "لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرَّم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة"، وعن الشيخين في صحيحيهما والترمذي قد رويا من حديث لعبد الله بن عمرو قال "لما ذكر عنده ابن مسعود فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول (استقرئوا القرآن من أربعة ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل"، حيث لم يكن بن مسعود عالما فحسب فقد قال "القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن"، وقال أيضا "ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية".

 

وترك "ابن مسعود" دررا من أقواله خالدة حتى يومنا هذا، فقد نقلت عنه بعض أقواله مثل "ما دمت تذكر الله فأنت في صلاة وإن كنت في السوق"، و"من كان عنده علم فليقل به ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن الله قال لنبيه (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)"، و"أعظم الخطايا الكذب، وسب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يعف، يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يغفر، يغفر الله له، ومن يصبر على الرزيّة يعقبه الله خيرا منها، وإنَّ الله بقسطه وعدله جعلَ الرَّوحَ والفرح في اليقين والرضا ، وجعل الهم والحزن في الشكِّ والسخط".

 

توفي ابن مسعود ولم يعلم عثمان بن عفان بأمر دفنه فعاتب الزبير بن العوام على ذلك، وكان عمر "عبدالله بن مسعود" يوم توفي بضع وستين سنة، ولما مات ابن مسعود نعي إلى أبي الدرداء فقال ما ترك بعده مثله، ودفن بالبقيع عام 32 هجريا.


مواضيع متعلقة