الشيخ طه الفشنى.. الصوت الملائكى يعود على عرفات

الشيخ طه الفشنى.. الصوت الملائكى يعود على عرفات
- الأزهر الشريف
- الإذاعة المصرية
- الإمام الحسين
- الإنشاد الدينى
- الشيخ مصطفى إسماعيل
- الصحف المصرية
- القرآن الكريم
- بنى سويف
- تلاوة القرآن
- حفظ القرآن
- طه الفشنى
- الأزهر الشريف
- الإذاعة المصرية
- الإمام الحسين
- الإنشاد الدينى
- الشيخ مصطفى إسماعيل
- الصحف المصرية
- القرآن الكريم
- بنى سويف
- تلاوة القرآن
- حفظ القرآن
- طه الفشنى
فيها وُلد، ومنها أخذ لقبه، وكما تظل الفشن الحد الفاصل بين الوجهين القبلى والبحرى وتفصل محافظة بنى سويف عن بقية محافظات الصعيد، جاء الشيخ طه الفشنى المولود فى عام 1900، ليضع حداً فاصلاً بين فن الابتهالات والتواشيح الدينية قبله وبعده. التحق الشيخ طه بالكُتاب وحفظ القرآن الكريم، وتميز بين أقرانه بصوته العذب، ثم حصل على دبلوم مدرسة المعلمين عام 1919 بالمنيا، ليسافر بعدها إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر الشريف، وينضم إلى بطانة أحد رواد التلاوة والتواشيح الشيخ على محمود.
وبسرعة لمع اسم الفشنى فأصبح مشهوراً بقدرته على أداء التواشيح الدينية فى مختلف المناسبات، وكان لإقامته فى حى الحسين أثر كبير فى تردده على حلقات الإنشاد الدينى، إلى أن نبغ وأصبح المؤذن الأول لمسجد الإمام الحسين، كما كان قارئ القرآن الكريم بمسجد السيدة سكينة.
فى عام 1937، كان الشيخ الفشنى يُحيى إحدى الليالى الرمضانية بمسجد الإمام الحسين، واستمع إليه بالصدفة سعيد لطفى، مدير الإذاعة المصرية، فعرض عليه أن يلتحق بالإذاعة، فوافق وتقدم للاختبارات ليجتازها جميعاً بنجاح، ليصبح مقرئاً للإذاعة ومنشداً للتواشيح الدينية على مدى ثُلث قرن، استطاع الشيخ الفشنى أن يحفر فيها اسمه بحروف من نور بين أعلام فن التواشيح، وعلى رأسهم المشايخ على محمود، ومحمود صبح وزكريا أحمد. ويُحسب للشيخ الفشنى جهوده الرائدة للحفاظ على فن التواشيح، وسائر فنون الإنشاد الدينى، من خلال تدريب المواهب الصاعدة من بطانة المنشدين.
وعلى صعيد التلاوة القرآنية، ظل الشيخ طه الفشنى يرتل القرآن الكريم بقصرَى عابدين ورأس التين، بصحبة الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة تسع سنوات كاملة، وعندما بدأ التليفزيون إرساله بداية الستينات كان الشيخ طه من أوائل قراء القرآن الذين افتتحوا إرساله، وأجمع معاصرو الشيخ الفشنى على أنه كان تقياً ورعاً محباً للخير. واقعة عجيبة تستحق أن تُروى، حيث تعرض صوت الشيخ الفشنى للانحباس عدة أسابيع، وروت مواطنة مصرية تدعى خيرية البكرى، تلك القصة لإحدى الصحف المصرية الأسبوعية، فقالت: «لقد شاهدت إحدى الكرامات، فقد كنت ذاهبة لأداء رحلة الحج، وكنا نستقل الباخرة، ولفت نظرنا وجود شيخ جليل بيننا، تعلو وجهه علامات الأسى والحزن، وهو يجلس على الباخرة صامتاً، ويحيط به جمعٌ من أقاربه، وهو سارح يتعبّد فى صمت، ولما سألنا عنه، قيل لنا إنه الشيخ طه الفشنى، وإنه فقَد صوته فجأة منذ عدة أسابيع، ولم يفلح الأطباء فى علاجه، وافترقنا إلى أن جمعتنا البقعة المقدسة يوم عرفة، وكنا نستعد لصلاة العصر، وفجأة شقَّ الفضاء صوت جميل يؤذن للصلاة، وكان هذا الصوت هو صوت الحاج طه الفشنى، وقد استرد صوته بفضل الله، فبكيت تأثراً وفرحاً». وعلى مدار عمره الذى جاوز السبعين عاماً، كان الشيخ الفشنى خير سفير لمصر فى البلدان التى زارها لإحياء الليالى الرمضانية، فمنحه رؤساء هذه الدول أوسمة وشهادات تقدير، كما تولى منصب رئيس رابطة قراء القرآن الكريم، بعد وفاة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى، وبعد حياة حافلة مع القرآن الكريم والمديح النبوى والإنشاد رحل الشيخ طه فى 10 ديسمبر 1971، بينما كرمته الدولة بعد وفاته عام 1981، فمنحت اسمه وسام الجمهورية.