الملك فاروق يدخل إسماعيل ياسين مستشفى المجانين.. بسبب "سقطة"

كتب: صفية النجار

الملك فاروق يدخل إسماعيل ياسين مستشفى المجانين.. بسبب "سقطة"

الملك فاروق يدخل إسماعيل ياسين مستشفى المجانين.. بسبب "سقطة"

هو أشهر منولوجست وفنان كوميدي في عصره، جاء إلى القاهرة في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله لم يساعده على النجاح في الغناء، لكنه امتلك الصفات التي جعلت منه نجما من نجوم الاستعراض.. هو الفنان إسماعيل ياسين الذي يوافق اليوم ذكرى وفاته.

كانت رحلة إسماعيل ياسين مع الفن حافلة بالعطاء والمواقف الصعبة والتحديات الكبيرة والنجاحات والإخفاقات، حيث يقول المؤرخ حسين العشي في كتابه "رجال صنعوا السويس" إن إسماعيل ياسين ترك السويس وعمره 17 عاما ليبدأ رحلة حياة صعبة، حيث عمل في فرقة للرقص بشارع محمد علي ثم في كازينو بديعة مصابني، إحدى رائدات المسرح الاستعراضي، بحسب "العربية نت".

وامتدت هذه الحياة الصعبة عشر سنوات كاملة قبل أن يجد أول فرصة للتمثيل السينمائي عام 1939 في فيلم فؤاد الجزايرلي "خلف الحبايب" ويصبح إسماعيل ياسين قنبلة سينمائية تفجر الضحك وتنشر البسمة لمدة 20 سنة متواصلة قدم خلالها 500 فيلم، وهو رقم لم يصل إليه أي ممثل في تاريخ السينما المصرية.

أسس ياسين فرقته المسرحية الخاصة به والتي حملت اسمه بالتعاون مع رفيق عمره أبو السعود الأبياري، وقدم في الفترة ما بين عامي 1954 و1966 نحو 60 عملاً مسرحيا.

في منتصف الستينيات لم يعد الجمهور متقبلا لكوميديا إسماعيل ياسين حيث بدأ تكرار نفس قفشاته، خاصة مع دخول نجوم جدد في الكوميديا مثل عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس إضافة إلى ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، فنتج عن ذلك انصراف المنتجين والمخرجين عنه، ما اضطره للسفر إلى لبنان للعمل هناك في بعض الأدوار القصيرة، وعاد منها ليشارك في أدوار صغيرة، آخرها مشهد صغير في فيلم مع الفنان نور الشريف، لكنه لم يكمله فقد اختطفه الموت قبل تصويره.

وعلى الرغم من المجد الذي عاشه الفنان الراحل في فترة الخمسينيات والنجاح الباهر الذي جعله نجم الشباك بلا منازع، إلا أنه عاش حياة بائسة في أواخر أيام حياته بعد انحسار الأضواء عنه وفقده كل موارد دخله لدرجة أنه كان لا يستطيع دفع إيجار الشقة التي انتقل إليها بعد بيع الضرائب لعمارته التي بناها من عرقه وجهده.

كما تعرض إسماعيل ياسين للعديد من الأزمات المادية قبل أن يعلن إفلاسه ويذهب إلى لبنان وحيدا ليعمل هناك بالمونولوج، وعاد من جديد إلى مصر بعد أن أرهقه مرض "النقرس"، فضلاً عن ذلك تعرض لموقف صعب في أوائل الخمسينيات، بعد أن أصدر الملك فاروق قرارا بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية.

حيث كان الفنان إسماعيل ياسين يؤدي منولوجا أمام الملك فاروق، فقال أثناء العرض "مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك"، فثار الملك ورد غاضبا "أنت بتقول إيه يا مجنون؟" فحاول إسماعيل أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء وسقط مغشيا عليه بالفعل لينجو من غضب الملك.

فأرسل الملك فاروق طبيبه الخاص لفحص إسماعيل، وفهم الطبيب ما حدث، فكتب تقريرا للملك أكد فيه أن الفنان الكوميدي تعرض لحالة عصبية سيئة دفعته ليقول ذلك، وأن هذه الحالة جعلته يفقد وعيه مؤقتا، وأن تقرير الطبيب وإن كان يحاول إنقاذ اسماعيل إلا أنه تسبب في زجه في مستشفى الأمراض العقلية، حيث أمر الملك بعلاجه في المستشفى، ومكث فيه بالفعل لمدة 10 أيام.


مواضيع متعلقة