الحبيب علي الجفري: الإسلام يؤيد الشك الذي يورث البحث الجاد

كتب: نرمين عفيفي

الحبيب علي الجفري: الإسلام يؤيد الشك الذي يورث البحث الجاد

الحبيب علي الجفري: الإسلام يؤيد الشك الذي يورث البحث الجاد

قال الحبيب علي الجفري إن بعض علماء الفيزياء، ممن لم يؤمن بالله بعد قالوا: "كلما اتسعت في تخصصي وتمكنت منه، كلما شعرت برهبة وخوف وتضاؤل أمام هذا العالم الذي يحيط بي، وربما يجعلني ذلك أعيد النظر في يوم من الأيام في مفهوم الإيمان مرة أخرى".

وأضاف الجفري، خلال برنامجه "أيها المريد"، المذاع على شاشة "إكسترا نيوز"، أنه لا تناقض بين أن تخاف من الله وتحبه، فالخوف ليس نقيضًا للحب كما يتوهم البعض، نعم الخوف النابع عن الجهل يكون نقيضًا للحب، ونقيضًا للإيجابية ولعمارة الأرض.

وتابع الجفري أن أشد أنواع الخوف في هذا الوجود هو خوف أهل الحب، "فهل وجدتم في الوجود خوفًا أشد من خوف المحب المستهام العاشق من الفَقْد؟"، وأنه قد يغيب الخوف في حالة الأنس بالمحبوب، وغيابه لا يعني عدم وجوده، لأنه بعد ذلك يعود إلى معنى الخوف من فقد المحبوب، فهو مقيم على الخوف، فالمحب في حاله يتصل حبه بمقام الخوف اتصالًا لا له انفصال عنه".

واستكمل الجفري أن الإسلام مع الشك الذي يورث البحث الجاد، بل إن حجة الإسلام الغزالي اعتبر ذلك من أساس أدوات الوصول إلى اليقين، فمن لم يشك لم يتحقق بالمعرفة.. لكن المشكلة تكمن فيمن جعل الشك غايةً وليس وسيلة، فلم يكن الشك بالنسبة له مرحلة تُحَفِّزه على البحث، بل مبرر للتسويف والانحلال.

ولفت الجفري إلى أنه من خاف من أحد هرب منه، إلا الخائف من الله عز وجل فإنه بقدر ما يرسخ في قلبه من الخوف من الله يهرب إليه، لذلك فخوف القلب المؤمن يورث دوام الالتجاء، ودوام الوقوف على الباب.

وأشار الجفري إلى أنه من استقر في باطنه نور الخوف من الله، وزال عن باطنه وهم الخوف من غيره، يجد في ذلك أُنسًا بالله، فالخوف من الله يجمع الخائف على حالة من المعية يغيب بها عن الكائنات التي تحيط به". 


مواضيع متعلقة