خالفت وعدى بتنفيذ مبادرة التدريب من أجل التشغيل عندما كنت وزيراً

10:56 م | الاثنين 21 مايو 2018

رغم أننى حققت المراد بأن أصبح بالأساس محامياً، ثم تطور الأمر لاحقاً وفقاً لما رتبه لى القدر أن أكون وزيراً فى مناسبتين، الأولى فى أعقاب ثورة يناير 2011 وزيراً للقوى العاملة فى حكومة عصام شرف، والثانية فى أعقاب ثورة يونيو 2013 فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى كوزير للتضامن الاجتماعى، فإننى لا أغفر لنفسى خطأ «الكسل والإهمال» فى حق نفسى أيضاً.

فى العام 1968 كنت قد حصلت على الماجستير من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وأستعد لاختيار فكرة رسالة الدكتوراه قبل عرضها على مجلس الكلية تمهيداً لتنفيذها، وكنت أتجه لاختيار فكرة «الفارق بين العدالة القانونية والعدالة الاجتماعية»، وفى أثناء استطلاع الرأى بين أساتذتى بالجامعة نصحونى وقتها بتغيير الفكرة لسببين أولهما الأجواء السياسية وقتها، كون مصر كانت للتو خرجت من هزيمة مريرة فى يونيو 1967، إضافة لكونها فكرة فلسفية ستأخذ وقتاً طويلاً فى التحضير، وعليه سأتأخر فى الحصول على الدكتوراه، وللأسف وقتها اقتنعت برأيهم، لكن بعد مرور الزمن أجد نفسى قد أخطأت ولو عاد بى الزمن لأصررت على تلك الفكرة ولم أستبدلها بغيرها.

الخطأ الثانى فى حياتى ربما البعض قد يجده أمراً عادياً لكنى حينما كنت وزيراً للقوى العاملة فى حكومة عصام شرف، لم أستطع تنفيذ مبادرة التدريب من أجل التشغيل التى كنت قد تعهدت بها فور تقلدى المنصب فى فبراير 2011، بسبب طول فترة المفاوضات مع اتحاد الصناعات المصرية بشأن هذه المبادرة، حتى رحلت الحكومة فى نوفمبر 2011، وحينما أتذكر هذا الأمر، أحزن لأن هذه المبادرة كانت ستنقل العمالة المصرية لمكانة مهمة وستجعل سوق العمل المصرى فى صدارة أسواق العمل العربية.

د. أحمد البرعى

أستاذ القانون ووزير القوى العاملة الأسبق