لحظات المغرب بساحة «الحسين» فى رمضان: يا ولى النعم.. مدد

لحظات المغرب بساحة «الحسين» فى رمضان: يا ولى النعم.. مدد
- أذان المغرب
- القرآن الكريم
- الهدايا التذكارية
- زى عسكرى
- ساحة المسجد
- سيدنا الحسين
- فى رمضان
- قوات الشرطة
- ساحة الحسين
- رمضان 2018
- شهر رمضان
- إعلانات رمضان
- أذان المغرب
- القرآن الكريم
- الهدايا التذكارية
- زى عسكرى
- ساحة المسجد
- سيدنا الحسين
- فى رمضان
- قوات الشرطة
- ساحة الحسين
- رمضان 2018
- شهر رمضان
- إعلانات رمضان
حملوا على أكتافهم حقائبهم الممتلئة عن آخرها، وبخطوات هادئة دخل ثلاثتهم من بوابة المسجد الرئيسية، يبحثون بأعينهم الحائرة عن مكان يستريحون فيه وسط زحام يليق بحضرة «سيدنا الحسين» فى أيام هذا الشهر الكريم، ومن حولهم كانت أعين الحاضرين ترميهم بنظرات فاحصة لما يرتدونه من زى عسكرى كان جاذباً للانتباه، ابتساماتهم المتبادلة وحالة المرح التى بدت عليهم كانت كافية لأن يعلم الناظر إليهم أنهم فى الطريق إلى إجازة من «الميرى»، شاء القدر أن يفطروا اليوم الأول منها فى مسجد الحسين، فربما كانت الساعة المتبقية حتى موعد أذان المغرب غير كافية لأن تصل بهم إلى بيوتهم.
{long_qoute_1}
بضعة أمتار كانت كافية لأن يتوسط الجنود الثلاثة ساحة المسجد الداخلية، حيث وجدوا مكاناً يسعهم بما يحملون، فطرحوا ما على أكتافهم أرضاً من فوق أجسادهم المنهكة، تاركين أعينهم تجول فى المكان من حولهم، فعلى يسارهم بطول المسجد فى الجهة المقابلة للمحراب كانت موائد الإفطار تتراص بجوار بعضها، يفرش خدامها الحصائر البلاستيكية، ومن حولها جلس البعض يحجز له مكاناً قبل الزحام، بينما تفرق معظم الحاضرين فى أنحاء المسجد، بعضهم يجلس إلى جوار بعض، وآخرون يستلقون على ظهورهم فيستقبلون ذلك الهواء الرطب الناتج عن عشرات المراوح المتدلية من سقف المسجد الخشبى، ويتسرب إلى آذانهم صوت تلاوات القرآن الكريم الصادر عن الإذاعة الداخلية للمسجد، التى لم تكن لهم وحدهم، وإنما نقلتها مكبرات الصوت إلى الساحات الخارجية أيضاً، فأنصت لها الجالسون إلى جوار أسوار المسجد وفى ساحتيه الأمامية والشرقية.
فى الخارج كانت مشاهد الموائد حاضرة أيضاً، التصق بعضها بأسوار المسجد فى ساحته الشرقية، وتراص بعضها الآخر فى الجهة المقابلة لباب المسجد الرئيسى، حيث الساحة الأمامية، وبين المارة، الذين قطعوا الساحات جيئة وذهاباً، انتشر «جاذبو الصائمين» من خدام الموائد، يطلبون منهم تناول الإفطار على الموائد التى يخدمون فيها، فهم كما ينادون عليهم «ضيوف سيدنا الحسين»، الذين يجب إكرامهم، إلا أن الحاضرين لم يكونوا جميعهم من طلاب «الطعام المبروك» فى موائد «سيدنا الحسين»، فعلى يمين باب المسجد الرئيسى من الخارج، كانت أسرة من زوجين وطفلين، فى مشهد تكرر فى ساحات المسجد الخارجية، جلسوا إلى جوار بعضهم، بعدما افترشوا الأرض بملاءة من القماش ووضعوا عليها حقائبهم المحملة بالطعام، جاءوا يستأنسون بحضرة حفيد الرسول، والإفطار إلى جواره، وربما شراء بعض الهدايا التذكارية أيضاً من هذا المكان الروحانى، كما فعل الزوج عندما اشترى سبحة صغيرة من البائع العجوز.
{long_qoute_2}
انصرف «بائع السبح» من أمام الأسرة الصغيرة وهو يبحث عن آخر يبتاع منه، فأخذ يطوف بين الحاضرين ينادى على بضاعته بصوت منخفض لا يكاد يسمعه أحد، من تأثير صيام يوم طويل لم يتبق منه سوى نصف ساعة أو أقل، وبين الطرقات التى يروح فيها ويجىء بساحات المسجد الخارجية كانت له نقاط استراحة يلتقط فيها أنفاسه بين الحين والآخر، ومن بينها بوابة الساحة الشرقية التى يجلس أمامها جنديان من قوات الشرطة للتأمين، وبمجرد وقوف البائع إلى جوار الجنديين تبادلوا الدعابات، وما هى إلا دقائق حتى انصرف البائع مرة أخرى، وترك الأسرة بعد أن وضعت الأوانى التى تحمل طعام إفطارهم أسفل الكراسى الخشبية التى يجلسون عليها.
«يا ولى النعم.. كل النعم.. مدد».. تعالت بها أصوات موزعى الطعام والعصائر على الموائد داخل المسجد، بعدما التف حولها غالبية الحاضرين، ومن بينهم جلس «الجنود الثلاثة» على أريكة خشبية أمام واحدة من الموائد ينظرون إلى بعضهم وقد بدت آيات الخجل على وجوههم، فلم يتحركوا كثيراً لطلب الطعام والعصائر المختلفة، كما فعل غيرهم ممن أحدثوا جلبة فى منتصف المسجد، بحركة تزداد وتيرتها شيئاً فشيئاً مع اقتراب أذان المغرب، بينما كان المشهد مختلفاً أمام المحراب، فكان عشرات الصائمين يجلسون منصتين لتلاوات القرآن ولا يأبهون لهذا الزحام من خلفهم، ويتردد عليهم موزعو الطعام بين الحين والآخر، فيضع لهم البعض طعاماً، ويناولهم البعض الآخر عصائر.
حركة المكان، فى الداخل والخارج، أخذت فى الهدوء إلى حد كبير، وحالة من الترقب ظهرت على وجوه جميع الحاضرين، بعدما انتهى قارئ قرآن المغرب من التلاوة، وبصوت مرتفع لم يُسمع غيره وسط سكون شبه تام، انطلق مدفع الإفطار.
دقائق قليلة قضاها الحاضرون ما بين الصلاة وتناول الإفطار، حتى عادت الحركة مرة أخرى بصورة كبيرة إلى ساحات المسجد الداخلية والخارجية ورُفعت الموائد، وعاد كلٌ إلى ما كان عليه.