جدوى مؤتمرات الشباب!

هانى لبيب

هانى لبيب

كاتب صحفي

عند الدعوة لأول مؤتمر للشباب فى نوفمبر 2016 بشرم الشيخ.. تصور البعض أنه مجرد مؤتمر مثل غيره.. يتم وينتهى. ولكن تبعته مؤتمرات أخرى فى يناير 2017 بأسوان، وفى أبريل 2017 بالإسماعيلية، وفى يوليو 2017 بالإسكندرية. ثم منتدى شباب العالم فى نوفمبر 2017 بشرم الشيخ. فضلاً عن لقاء القاهرة الأخير فى مايو 2018. وتحول النقاش عن هذه المؤتمرات وحولها إلى حالة من الحوار ليس فقط عما يشغل الشباب المصرى، بل وصل للتحديات الداخلية والعربية والدولية. وبمشاركة شبابية متميزة من دول عربية وأجنبية.

وفى هذا السياق، تبلورت خلال السنوات القليلة الماضية رؤية الرئاسة فى مصر نحو الشباب بشكل ملحوظ على المستويين التنظيمى والمنهجى. تنظيمياً من خلال التنوع الجغرافى لمكان عقد المؤتمر والتنوع الفئوى للمشاركين والمشاركات من كل محافظات الجمهورية، ومنهجياً عبر الحفاظ على استمرارية عقد تلك المؤتمرات بشكل منظم.

تحولت مؤتمرات الشباب بسبب الحفاظ على دورية عقدها لحالة منظمة متتالية من الحوار بين الشباب وقيادة الدولة.. وهو الأمر الذى جعل القيادة السياسية فى مصر على تواصل مباشر مع الشباب وأحلامهم وطموحاتهم دون وسيط يحذف ويضيف ما يشاء. وما ترتب على ذلك من التفاعل المباشر والسريع من الدولة تجاه توصيات تلك المؤتمرات. كما تحولت جلسات المؤتمرات النقاشية والحوارية إلى تأسيس مناخ من التفاعل للمشكلات أو حلولها فى شكل نموذج للحوار المجتمعى.

النواة الأساسية التنظيمية لكل ما سبق هى شباب البرنامج الرئاسى.. هذا البرنامج الذى تحول إلى جهد تنظيمى علمى من خلال قرار رئيس الجمهورية رقم 434 لسنة 2017 إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، التى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم بصفة مستمرة.

الملاحظ فى هذا الأمر أن الدولة بهذا الشكل تعيد صياغة الوجود الشبابى فى أجهزتها من خلال إعداد كوادر تم تدريبها وإعدادها علمياً، لكى تستطيع أن تثبت نفسها بشكل حقيقى.. تجنباً لما حدث قبل ذلك حينما تم إقحام الشباب بعد 25 يناير فى العديد من المجالات والاجتماعات واللقاءات المهمة.. دون أى تأهيل فى سبيل تأكيد عدم استبعادهم. وهو ما جعل الأمر قد تحول حينذاك إلى أن مشاركة الشباب فى صناعة قرارات الدولة تقتصر على تعيينهم مساعدين ونواباً للوزراء والمحافظين، دون أى سؤال عن مؤهلاتهم وخبراتهم.

تمكين الشباب ليس بمجرد تعيينهم هنا أو هناك.. ولكن يظل التمكين الحقيقى هو المرتبط بمدى القدرة على التدريب العلمى من أجل اكتساب معارف ومهارات وخبرات تساعد على التميز والنجاح فى الحياة العملية.

نقطة ومن أول السطر..

توجهات الرئاسة فى مصر نحو الشباب تبلورت خلال الفترة الأخيرة بأشكال جديدة ليس فيها استبعاد أو إقصاء أو تمييز.. بقدر ما فيها من منافسة تحقيق النجاح لمن يريد من الشباب أن تكون له مكانة ترتكز على قدراته وخبراته المتميزة.