"الصدفة هي السبب".. 3 حكايات عن بداية طقس مدفع الإفطار المصري

"الصدفة هي السبب".. 3 حكايات عن بداية طقس مدفع الإفطار المصري
- أحمد إبراهيم
- أذان المغرب
- الآثار الإسلامية
- الأزهر الشريف
- الذخيرة الحية
- العصر المملوكى
- المجلس الأعلى للثقافة
- أئمة المساجد
- أحمد إبراهيم
- أذان المغرب
- الآثار الإسلامية
- الأزهر الشريف
- الذخيرة الحية
- العصر المملوكى
- المجلس الأعلى للثقافة
- أئمة المساجد
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء، أن منشأ مدفع الإفطار له روايات متعددة أشهرها رواية الحاجة فاطمة التي ترجع إلى سنة 859 هـ/1455م طبقًا لما جاء في دراسة أثرية لعالم الآثار الإسلامية الدكتور علي أحمد إبراهيم، أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة وعضو لجنة الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة.
وقال ريحان، في العصر المملوكي كان يتولى الحكم في مصر والي مملوكي يدعى خوشقدم، وكان جنوده يختبرون مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وأن الاختبار جرى في وقت غروب الشمس فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار، ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى الحاجة فاطمة، وهي من نقلت طلبهم للسلطان فوافق عليه، ليطلق البعض اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.
وتناولت الدراسة روايات أخرى عن مدفع الإفطار ومنها أن الأعيان والعلماء وأئمة المساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان بعد إطلاق المدفع فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي، حيث اعتاد الصائمون منذ مطلع الرسالة على أن يرتبط إفطارهم وإمساكهم في أيام شهر رمضان بأذاني المغرب والفجر، ورغم كثرة مساجد القاهرة ومآذنها إلا أن هذه المدينة عرفت مدفع الإفطار في العصر المملوكي عام 859هـ / 1455م، وكانت القاهرة أول مدينة إسلامية تستخدم هذه الوسيلة عند الغروب إيذانا بالإفطار في شهر رمضان.
وتابع : هناك رواية أخرى مشهورة عن ظهور مدفع الإفطار تقول أن والي مصر محمد علي الكبير، اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي وفى يوم من الأيام الرمضانية كانت تجرى الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة فانطلق صوت المدفع مدوياً في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة فتصور الصائمون أن هذا تقليداً جديداً واعتادوا عليه وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور فوافق وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام .
واستمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859م ميلاديًا، ولكن الامتداد العمراني حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة الصوتية "الفشنك" غير الحقيقية أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية، كما كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة، ولذلك جرى نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدرَّاسة القريبة من الأزهر الشريف ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر.
وكان في القاهرة حتى وقت قريب ستة مدافع موزعة على أربعة مواقع، اثنان في القلعة واثنان في العباسية وواحد في مصر الجديدة، وآخر في حلوان، تطلق مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة حتى يسمعها كل سكانها وكانت هذه المدافع تخرج في صباح أول يوم من رمضان في سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة، ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية، يعمل على خدمة كل مدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك.