سميرة عبدالعزيز: جمال عبدالناصر سبب موافقة والدى على احترافى التمثيل.. ومستوى الدراما الآن ردىء جداً

كتب: نورهان نصرالله

سميرة عبدالعزيز: جمال عبدالناصر سبب موافقة والدى على احترافى التمثيل.. ومستوى الدراما الآن ردىء جداً

سميرة عبدالعزيز: جمال عبدالناصر سبب موافقة والدى على احترافى التمثيل.. ومستوى الدراما الآن ردىء جداً

صوتها الرخيم الممزوج بالعربية الصحيحة والمنساب عبر أثير الإذاعة كان بطاقة تعارفها بالجمهور، ووجهها الوديع الذى تجيد التحكم فى قسماته وأداؤها التمثيلى المتقن أهّلاها للوقوف على خشبة المسرح القومى وهى ما زالت فى بدايتها، أصبح اسمها مرادفاً للفن والثقافة والتاريخ، استطاعت سميرة عبدالعزيز، على مدار مشوارها الفنى الممتد، أن تقدم ما يقرب من 170 عملاً ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، بخلاف إسهاماتها فى الإذاعة عبر مجموعة من البرامج كان أشهرها «قال الفيلسوف» الذى بدأت تقديمه فى عام 1957. سميرة عبدالعزيز فتحت قلبها لـ«الوطن» للحديث عن رحلتها مع الفن، وكواليس التحاقها بالإذاعة والمسرح وعلاقتها بزوجها الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، والتى امتدت إلى 35 عاماً من الحب والاحترام المتبادل. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

ما طقوسك المعتادة فى شهر رمضان؟

- أهم شىء بالنسبة لى فى شهر رمضان ختم القرآن، أحرص كل يوم على القراءة حتى صلاة الفجر، وهى عادة وعبادة مرتبطة بها منذ فترة طويلة، وأحرص على مشاهدة الأعمال الدرامية التى يشارك فيها زملائى، وأهاتفهم لأهنّئهم عليها، كما أتابع الأعمال التى أشارك فيها، حتى أقوم بتقييم العمل فى شكله النهائى وليس دورى فقط.

من وجهة نظرك، ما الفرق بين الدراما الرمضانية حالياً وفى الماضى؟

- المنظومة اختلفت بشكل كبير بسبب تدخل الإعلانات، والدولة كانت شريكاً أساسياً فى الإنتاج الدرامى كل عام، وغيابها أثّر على الساحة، لأنها كانت تحرص على وجود مسلسل دينى وآخر تاريخى كل عام، ورغم أن عدد المسلسلات كان أقل من المطروح حالياً فإنها كانت جيدة وعلى مستوى فنى عالٍ، وما زال يرتبط بها المشاهد حتى الآن، على عكس ما يحدث الآن أغلب الأعمال يشاهدها الجمهور مرة واحدة، ولا يتجاوب معها، مما يختلف مع ما يقولونه من أن هذا ما يريده الجمهور، وهذا ليس أمراً حقيقياً، فالناس تلومنا بعبارات «إيه اللى انتو بتقدموه دلوقتى؟»، الجمهور لا يريد مشاهدة الحوارى والعنف والبلطجة وتجارة المخدرات، ومستوى الدراما الآن منخفض جداً.

هل تذكرين موقفاً طريفاً حدث فى إحدى عزومات شهر رمضان؟

- عندما انتقلت إلى الـ«كمبوند» الذى أسكن فيه ووجدت أن السكان يعرفون بعضهم البعض، قررت أن أستضيفهم فى منزلى على الإفطار فى رمضان، ولكن تفاجأت بعدد الحضور، حيث كان يفوق العدد الذى كنت أتوقع حضوره، لم يكن هناك مشكلة فى الطعام ولكن واجهتنا مشكلة فى الأماكن، حيث جلس الناس فى كل مكان حتى الحديقة والممرات، وبعضهم قام بإحضار كراسى من منزله، وكنا فى غاية السعادة، وكررنا ذلك أكثر من مرة، لنعيد المودة فى العلاقة بين الجيران بعد أن كادت تختفى.

متى شعرتِ برغبتك فى التمثيل؟

- حبى للفن بدأ من الطفولة وفى المرحلة الإعدادية حرصت على الالتحاق بجماعة الإذاعة حتى يتسنى لى الحديث فى الميكروفون قائلة «زميلاتى العزيزات»، ولم أفهم فى ذلك الوقت أن حب مخاطبة الناس يعنى حب التمثيل، وبدأت التثميل فى المدرسة الثانوية، وعندما التحقت بكلية التجارة وجدت مسرحاً فى الكلية فطلبت المشاركة فى العروض التى قاموا بتقديمها وكنت الفتاة الوحيدة التى تمثل بالفرقة، وفى أحد العروض شاهدنى حافظ عبدالوهاب فى الوقت الذى كان ينشئ فيه إذاعة الإسكندرية، وطلب منى التمثيل فى الإذاعة، وبالفعل علمنى مخاطبة الميكروفون بالطريقة الصحيحة.

{long_qoute_2}

هل كانت عائلتك تعترض على التمثيل أم كانت تدعمك؟

- كنت أرغب فى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، بعد حصولى على الشهادة الثانوية، لكن والدى رفض لأنه يرى أن التمثيل مجرد هواية، ويجب أن أحصل على شهادة جامعية فى تخصص علمى، لذلك التحقت بكلية التجارة، وعندما شاركت فى عرض مسرحى حاز المركز الأول فى مسابقة شباب الجامعات، وسلمنى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الجائزة، قال لى والدى: إذا كنت ترغبين فى احتراف التمثيل أنا موافق.

وكيف انتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة؟

- كنت أقوم ببطولة مسرحية كبيرة شاهدها الفنان الراحل كرم مطاوع، واختارنى للقيام ببطولة مسرحية على المسرح القومى بعنوان «وطنى عكا» للكاتب عبدالرحمن الشرقاوى، وقام «مطاوع» بكتابة طلب لوزارة الثقافة لنقلى من وزارة التربية والتعليم، حيث كنت أعمل مدرّسة مواد تجارية، وأصبحت بعدها عضواً بالمسرح القومى، وفى نفس الوقت حصلت على ورقة تفيد نقلى من إذاعة الإسكندرية إلى القاهرة، وقدمت الجواب لـ«بابا شارو»، وعملت فى البرامج الثقافية وسمعنى وقتها مؤلف برنامج «قال الفيلسوف»، ووقع اختياره علىّ لأقوم بدور تلميذة الفيلسوف الذى كان برنامجاً جديداً فى ذلك الوقت، وكنت محظوظة بالعمل فيه، وجاءت العائلة كلها معى من الإسكندرية للقاهرة.

ما شعورك عند وقوفك للمرة الأولى على خشبة المسرح القومى؟

- فى البداية كنت مرعوبة، خاصة أن الفتيات فى سنى حاربننى وكنّ رافضات وجودى، باعتبارى فتاة جديدة فى الفرقة قد تحصل على أماكنهن، لكنى كنت أشعر بفرحة عارمة فالوقوف على المسرح القومى كان بمثابة حلم، وأقف أمام الأساتذة الذين كنت أشاهدهم بإعجاب شديد، ولم أكن أحلم بالوقوف بجانبهم، حيث كانوا يقدمون موسماً صيفياً فى الإسكندرية، وكنت أحرص على مشاهدتهم، ونجحت فى المسرحية وقدمناها لمدة 6 شهور متواصلة ووقتها كتب عنى النقاد بشكل جيد.

كيف بدأت علاقتك بالكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن؟

- كنت أعرفه قبل أن ألتقى به، كنت مكلفة من المسرح القومى بمشاهدة مسرحية كويتية بعنوان «حفلة على الخازوق» تريد تقديم عرض على المسرح القومى، لكتابة تقرير عنها، أعجبت جداً بالعمل، حيث كانت مسرحية رائعة، واكتشفت أنها لكاتب مصرى موجود فى الكويت يُدعى محفوظ عبدالرحمن، وبعدها عُرض علىّ مسلسل تليفزيونى بعنوان «عنترة» كان من تأليفه أيضاً، وكان ما زال فى الكويت، وجاء التعاون الثالث فى مسلسل بعنوان «الفاتح»، ولكن كان دورى صغيراً وكنت على وشك رفض الدور، حتى قال لى المخرج عباس أرناؤوط إن المؤلف موجود وأستطيع أن أطلب منه زيادة مساحة دورى، وبالفعل عندما تحدثت إليه قلت: «إزاى تعمل مسرحية (حفلة على الخازوق) وتديها لفرقة الكويت وماتديهاش للمسرح القومى، إيه بتجروا ورا الفلوس؟»، وقتها رد علىّ بكل هدوء وقال لى إنه قدمها لهيئة المسرح وتم رفضها ولكن الكويت قبلت تنفيذها، ثم طلبت منه زيادة مساحة دورى فردّ علىّ: «متأسف.. مش بكبّر أدوار لحد، عاجبك اشتغلى مش عاجبك ماتشتغليش».

{long_qoute_3}

وهل رأيت أن رده عليكِ كان صادماً؟

- بالعكس، أنا وافقت على العمل، وزاد احترامى وإعجابى به، لأن المؤلف الذى يخضع لرأى الممثل لا يكون واثقاً فى عمله، ولا يقدم عملاً متكاملاً، فهو معتز بعمله بدرجة كبيرة، وتعاونا فى عمل آخر بعدها.

وكيف جاءت خطوة الارتباط؟

- خلال تصوير مسلسل «ليلة سقوط غرناطة» فى عجمان تعرفنا على بعض بشكل أكبر، وبدأنا نقرّب من بعض، وفى النهاية تفاجأت به يقول: «بقولك إيه.. ما تتجوزينى»، ولم أجد رداً سوى: «هو فيه حد يطلب حد للجواز بالطريقة دى؟»، لكن ظروفنا متشابهة، حيث كنت منفصلة بعد علاقة زواج غير ناجحة وأنا فى الجامعة ولدىّ ابنة، وفشلت بسبب التمثيل، وبعدها قررت التفرغ للتمثيل وراضية بحياتى بهذا الشكل، وكان هو أيضاً منفصلاً ولديه ابن وابنة، واستغرقت وقتاً طويلاً فى التفكير لأنى كنت خائفة أن يمنعنى عن التمثيل، ولذلك لم أعطه جواباً حاسماً.

وهل كرر عرض الزواج مرة أخرى؟

- بالفعل بعد مرور عام ونحن فى تونس، قال لى: «فكرتى»؟ وجاوبته: نعم، وأهلى موافقين، فقرر أن نتزوج حالاً، ولكننا لم نجد مأذوناً لأن الزواج فى تونس مدنى فاقترح علىّ أن نعود إلى مصر لنتمم مراسم الزواج ثم نرجع إلى تونس مرة أخرى، وقتها اقترح المخرج عباس أرناؤوط أن يقوم شيخ أردنى يؤدى دوراً فى المسلسل الذى نقوم بتصويره بعقد القران، على أن نقوم بتوثيقه عند العودة إلى مصر، وبالفعل حدث

ذلك وأقاموا لنا حفلة كبيرة وارتديت الزى التونسى، وقمنا بإحضار أولادنا من القاهرة ليتعرفوا على بعض وعدنا إلى منزل واحد نعيش فيه جميعاً.


مواضيع متعلقة