«بطيخ وعيش ووجبات بيتى».. إفطار سائقى وركاب «السلام»

09:40 م | السبت 19 مايو 2018

قبل رفع أذان المغرب بدقائق معدودة، انخفضت الأصوات وهدأت الحركة، وغادر البعض فى صمت، بينما هرولت أعداد قليلة نحو العربة التى تنتظر دورها داخل موقف السلام، الذى تغلب عليه حالة هدوء غير معتادة فى ثانى أيام شهر رمضان. هتافات السائقين على الركاب لا تجدى، يقترب موعد مدفع الإفطار، وهم فى أماكنهم، ليس بوسعهم سوى انتظار الإفطار داخل عرباتهم أو على موائد الرحمن المجاورة أو الجلوس على الرصيف لتناول قليل من الماء والتمر وبعض الوجبات الخفيفة التى أعدها أهل الخير.

«أشرف»، سائق «دكرنس» اشترى بطيخة ثمنها 30 جنيهاً بعد فصال مع البائع، وجلس يقطعها بملعقة استعداداً للإفطار، وشاركه فى تناولها بعض زملائه، بينما جلس محمد صابر على الرصيف يأكل «عيش حاف»، بعد أن خانه الوقت ووجد نفسه مضطراً للانتظار حتى يأتى ركاب مثله للذهاب للعاصمة الإدارية الجديدة التى يعمل فيها فرد أمن منذ أيام قليلة.

أما أحمد سعد، سائق «شبين»، فقرر أن يفطر فى الطريق ومعه ركابه على ماء وتمر، ويقول «كنت فاكر هاجى ألاقى ناس آخدهم وأروح مالقيتش حد، مكتوب عليا أفطر على الطريق كل يوم»، بينما اضطر محمد إبراهيم، مدرس وصاحب عربة أجرة «طنطا - السلام»، أن يقودها بدلاً من سائقها لحصوله على إجازة، وعندما وصل الموقف مع دقات الثالثة عصراً كان أمامه 7 عربات، واقترب وقت المغرب وهو جالس منتظراً دوره، فقد الأمل فى المغادرة قبل موعد الإفطار لقلة عدد الركاب، بدأ يتحدث مع زملائه على مكان تناول الإفطار اتفقوا على مطعم فى السلام بجوار الموقف بعد مناوشات عن الذهاب لمائدة الرحمن المجاورة، استقل سيارته ودعا لها السائقين ذهبوا قبل 5 دقائق من الأذان. كان مبنى خدمات الموقف بمثابة المنقذ لكل الموجودين لشراء الماء والعصائر والمخبوزات للإفطار منها «كلنا عاملين حسابنا نفطر هنا واللى بناكل منه لازم العمال ياكلوا منه». يقولها النقيب جمال عبدالواحد، مساعد مدير الموقف، مؤكداً أن حركة الركاب انخفضت كثيراً فى اليوم الثانى مقارنة بالأيام الماضية التى لاقت إقبالاً كبيراً جداً وحضوراً كثيفاً من المواطنين، مما اضطره للاستعانة بعربات زيادة لتوصيلهم.