الجيش الأميركي يستجوب أبو أنس الليبي

كتب: أ ف ب

 الجيش الأميركي يستجوب أبو أنس الليبي

الجيش الأميركي يستجوب أبو أنس الليبي

بدأ الجيش الأميركي، استجواب القيادي المفترض في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي بشكل سري بعد اعتقاله السبت الماضي، إثر عملية نفذها في ليبيا تزامنا مع عملية أخرى في الصومال استهدفت قياديا في حركة الشباب الإسلامية. واعتقلت القوات الخاصة الأميركية أبو أنس الليبي (49 عاما) في طرابلس، وهو حاليا "معتقل بشكل قانوني من قبل جيش الولايات المتحدة في مكان آمن خارج ليبيا" كما أعلن مسؤول أميركي كبير. وقال مسؤول، إن الليبي الملاحق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998 وأسفرا عن سقوط 200 قتيل نقل إلى سفينة حربية أميركية في المنطقة. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أنه نقل إلى السفينة الحربية "يو إس إس سان أنطونيو" الموجودة حاليا في المتوسط. وكشف البنتاجون في هذا الوقت، أن وحدة النخبة الأميركية "نايفي سيلز" كانت تلاحق في الصومال قياديا كبيرا في حركة الشباب الإسلامية خلال عمليتها في نهاية الأسبوع في مدينة براوي جنوب الصومال. واستهدفت العملية التي نفذت السبت الماضي، في الصومال الكيني من أصل صومالي عبد القادر محمد عبد القادر وهو قيادي في حركة الشباب الإسلامية ويعرف باسم "عكرمة" وكان "قائدا لمقاتلين أجانب في صفوف الشباب في الصومال. لكن مصيره يبقى غير معروف بعدما أعلن المتحدث باسم البنتاجون أن "العملية لم تؤد إلى اعتقال عكرمة". وأفادت بعض وسائل الإعلام الأميركية أن مسؤولين عسكريين اعتقدوا بأنه قتل على الأرجح، لكن وحدة النخبة "نيفي سيلز" اضطرت للانسحاب قبل أن تتمكن من تأكيد مقتله. وقال أحد قادة حركة الشباب، إن مقاتلا أجنبيا وصوماليين اثنين كانا في الفيلا الواقعة قرب البحر التي داهمها الأميركيون. وقال معلم عبد الرحمن أبو عيسى، قيادي في حركة الشباب الإسلامية التي لها علاقة بالقاعدة ويتحدر من مدينة براوي (180 كلم إلى جنوب العاصمة)، إن أحد المتمردين قتل وجرح عدد من العسكريين الأميركيين. وأكد أن "ثلاثة مقاتلين من المجاهدين بينهم أخ غير صومالي، كانوا في المنزل عندما تعرض للهجوم لقد أصابوا عددا كبيرا من الأعداء كما قتل أحد المجاهدين"، لكنه لم يعط مزيدا من الإيضاحات حول هوية المقاتلين المعنيين. وأعلن البنتاجون أنه لم تقع إصابات في صفوف القوة الخاصة الأميركية في أي من العمليتين، فيما قال المتحدث باسم البنتاجون أن عملية الصومال تمت "بدقة عالية جدا". وقال "الجيش الأميركي لديه قدرات لا مثيل لها ويمكنه ان يعتمد على أي منها لتعطيل عمل شبكات إرهابيين ومخططات". والكيني الملاحق عكرمة كان على علاقة "بناشطي القاعدة الراحلين هارون فضل وصالح نبهان اللذين ساهما في التفجير الذي استهدف سفارة (الولايات المتحدة) في نيروبي العام 1998 وهجمات مومباسا (كينيا) العام 2002" كما قال مسؤول أميركي. وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، إن العمليتين أظهرتا ليس فقط إمكانية وصول القوات الأميركية إلى أماكن في العالم وإنما أيضا أن الولايات المتحدة "لا تنسى حين يقتل مواطنوها أو يصابون بجروح أو يستهدفوا من قبل إرهابيين حتى وإن تطلب الأمر بعض الوقت لأن هذه الأهداف من الصعب إيجادها". لكنها شددت على أن الولايات المتحدة حين تلاحق مطلوبين إنما تهدف إلى اعتقالهم وذلك جزئيا "بسبب المعلومات التي تكسبها". وجاءت عملية الصومال بعد الهجوم الذي تبنته حركة الشباب ضد مركز تجاري في نيروبي أوقع 67 قتيلا. وذكرت نيويورك تايمز أن القيادي المطلوب ليس له علاقة بذلك لكن العملية الخاصة تمت بعد مخاوف من احتمال أن يكون يخطط لهجوم مماثل على أهداف غربية. وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، أن اعتقال أبو أنس الليبي في عملية خاصة أميركية هو عمل قانوني بعدما طالبت طرابلس بتوضيحات حول ما اعتبرته عملية "اختطاف". وقال إن أبو أنس الليبي ارتكب "أعمالا إرهابية" و"تمت إدانته بشكل مناسب من قبل محاكم وعبر عملية قانونية". وكان أبو أنس الليبي، واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد الرقيعي عضوا في الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة. ووجهت إليه محكمة في نيويورك التهم بسبب دوره الأساسي في تفجيري تنزانيا وكينيا في 1998. ويمهد اعتقال أبو أنس الليبي الطريق أمام تسليمه إلى نيويورك لبدء محاكمته. وخلافا لموقف الحكومة الليبية من العملية الخاصة، أكدت مقديشو أنها تتعاون مع "شركاء دوليين في مكافحة الإرهاب".