«فتحى» يهب نفسه للذكر ومدح النبى «مسحراتى ومنشد»

كتب: آية الألفى

«فتحى» يهب نفسه للذكر ومدح النبى «مسحراتى ومنشد»

«فتحى» يهب نفسه للذكر ومدح النبى «مسحراتى ومنشد»

بجلباب قديم رث مهترئ وعمامة تزينها مصابيح ملونة، يجوب الشوارع بصوته العذب، منشداً بعض الأغانى التى يمدح بها النبى، عليه السلام، حاملاً فى يده «طبلة وعصا»، وحول عنقه حقيبة مليئة بالأدوية، نتيجة لإصابته بتضخم فى البروستاتا، ومع ذلك لا يكل ولا يمل من مهنة المسحراتى التى وهب لها نفسه منذ ٥ سنوات. «الحمد لله وكفى وسلاماً على المصطفى»، بتلك الكلمات بدأ فتحى محمود، صاحب الـ ٥٥ عاماً حديثه. ويعبر «فتحى» عن حبه لتلك المهنة بأنه اختارها بالتحديد حباً فى رسول الله، ويقول: «أنا معنديش وظيفة أشتغلها، والمسحراتى مهمة بقوم بيها كل سنة بدون مقابل بس بيجيلى رزق من وراها ما أقدرش أنكره».

يقطن «فتحى» فى غرفة صغيرة بشارع قاسم فى ميدان «النعام» بمنطقة حلمية الزيتون، وبعد صلاة العشاء يومياً يجوب الشوارع لمدة ٤ إلى ٥ ساعات فى شهر رمضان فقط، وقبلها فى رجب وشعبان يجوب الشوارع ليس من أجل إيقاظ الناس للسحور، لكن للتذكير بالنبى، صلى الله عليه وسلم، ودعوة الناس للإكثار من الصلاة عليه، والتأسى به وبمكارم أخلاقه، ويقول: «هدفى أخلى كل واحد يسمعنى يصلى على النبى ويفتكر الناس فى المستشفيات زى مستشفى 57357 اللى بتعالج السرطان وكفالة اليتيم والأورام فى الصعيد ويتبرع لهم، زى ما رسولنا الحبيب وصانا داووا مرضاكم بالصدقة، فبالنسبة لى ده مكسب أهم من الفلوس»، مردداً: «يا أهل الخير اتبرع لاخواتك فى ٥٧٣٥٧، الجنيه هيفرق»، ويعبر «فتحى» عن سعادته عندما يرى الأطفال تلتف حوله فى الشوارع لتغنى معه ما ينشده من الأغانى، مرددين: «يا رايحين للنبى يارب نفسى أزوره وأنول الرضا وأقف على عرفة ومن زمزم شارب وراجع من الذنوب مغسول»، وبنبرة غاضبة عبر «فتحى» عن استيائه من استغلال البعض مهنة المسحراتى من أجل جنى المال دون أدنى وجه حق وهم ليسوا بحاجة إليه، ويضيف: «بسمع من الناس إن مجموعة بتيجى تنسب نفسها ليا عشان يلموا منهم فلوس وبيتفاجئوا إنهم مش تبعى»، وعن كونه يعيش وحيداً دون زوجة وأولاد، أوضح أنه راضٍ تماماً عما قسمه الله له، قائلاً: «قدر الله وما شاء فعل»، متمنياً فى نهاية حديثه أن يشفى من مرضه.


مواضيع متعلقة