بلد أبو صلاح| "مو" على ناصية الحلم "يقاتل"

بلد أبو صلاح| "مو" على ناصية الحلم "يقاتل"
- الدوري المصري
- أبو صلاح
- ليفربول
- كأس العالم
- المونديال
- روسيا
- البريمييرليج
- دوري أبطال اوروبا
- محمد صلاح
- شهر رمضان
- رمضان
- رمضان 2018
- بلد أبو صلاح
- الدوري المصري
- أبو صلاح
- ليفربول
- كأس العالم
- المونديال
- روسيا
- البريمييرليج
- دوري أبطال اوروبا
- محمد صلاح
- شهر رمضان
- رمضان
- رمضان 2018
- بلد أبو صلاح
خرج من الأرض الطيبة التي أنجبت الملايين من أبناء جيله، وناله ما نال الكثيرين منهم من متاعب الخطوات الأولى للحلم، غير أنه قهر كل الصعاب التي اعترضت طريقه، فلا توقفه مشقةٌ يتكبدها يوميًا في سفرٍ طويلٍ من بلدة "نجريج" ببسيون في محافظة الغربية إلى القاهرة لمدة عامين، ولا تحبطه فترة طويلة قضاها على دكة بدلاء أحد أكبر الأندية في أوروبا منتظرًا دوره في الحلم، ولا تعوقه قوة أعتى مدافعي العالم كي يصول ويجول، مسجلًا أروع الأهداف في شباك لأعاظم أندية أوروبا، ليردد "محمد صلاح" بيتًا على لسان محمود درويش "قف على ناصية الحلم وقاتل".
التحدي الأول الذي واجه الشاب الذي لم يكتمل عامه الثامن عشر، حينما قفزت به الأقدار من ملعبٍ يتدرب فيه مع ناشئين بالكاد يتابعهم مئات من الجماهير، إلى ملعبٍ آخر يتسابق فيه مع أكابر نجوم الدوري المصري، مرتديًا قميص "المقاولون العرب"، لتئن من قدميه شباك شريف إكرامي حارس مرمى النادي الأهلي، حين أصاب "أبو صلاح" مرماه بهدفٍ في يوم 25 ديسمبر 2010، ليبقى ابن بسيون ملء الأسماع والأبصار بعد أشهرٍ قليلةٍ من تذوق طعم دوري الشهرة والأضواء.
حينما يُفاجأ لاعب بعرضٍ من "بازل"، النادي البطل في سويسرا، عقب مباراةٍ وديةٍ بقميص المقاولون معه، يكون على موعدٍ مع اختبارٍ شديد القسوة في طريق حلمه، غير أن النتيجة ظهرت سريعًا مع الأيام الأولى لاحترافه، فحصل محمد صلاح على أفضل لاعب إفريقي صاعد لعام 2012، قبل أن تحتفي به سويسرا بأفضل لاعب فيها بعد أول مواسمه بقميص "بازل".
"هَوِّن عَلَيكَ وَلا تُبالِ بِحادِثٍ يُشجيكَ، فَالأَيّامُ سائِرَةٌ بِنا".. بيت شعري قاله أبو العلاء المعري، يصلح أن يكون لسان حال محمد صلاح خلال عام قضاه صامتًا لا ترضى به سوى "دكة الاحتياطي" على ملعب "ستامفورد بريدج"، تحت قيادة نادي "تشيلسي" الإنجليزي وقتها "جوزيه مورينيو"، غير أن هدوء "أبو صلاح" سبق عاصفةً خاضتها قدماه في طريقها لتسجيل تسعة أهداف لنادي فيورينتينا الإيطالي، الذي ارتدى قميصه في فترةٍ انتقالية لاستعادة بريقٍ فقده مع النادي اللندني.
"الوصول إلى القمة سهل، والحفاظ عليها صعب"، لم تعرف تلك الحكمة طريقها إلى مسيرة "أبو صلاح" الكروية، فالنجم الذي خطف الأنظار في فيورينتينا، سرق القلوب مع فريق ذئاب العاصمة الإيطالية روما، بعدما خاض معه عامين من السعادة، سجل خلالها 34 هدفًا مع النادي الإيطالي، وكان في أحدهما متربعًا على عرش هدافي الفريق برصيد 19 هدفا في جميع البطولات.
التحدي يتجلى في أبهى صوره حينما يعود المشهد، من جديد، إلى مصر، فإذا الذي يبكي في "كوماسي" لفقد منتخب بلاده بطاقة التأهل لكأس العالم 2014، يقف صارخًا في زملائه ليستعيدوا أنفسهم، قبل دقائق كادت تفقده ذات البطاقة مرة أخرى، إلا أن القدر يقول كلمته بركلة جزاءٍ تُحتسب للفراعنة في الدقيقة 92 من مباراة الكونغو المؤهلة لمونديال روسيا 2018، ليتصدى "أبو صلاح" لها واثق الخطى يمشي ملكا من أجل فرحةٍ يهديها إلى قلوب الملايين من مواطني بلاده تحقق لهم على يديه أمل رؤية منتخبهم في كأس العالم.
حذره كثيرون من الرحيل إلى ليفربول خوفًا من تكرار مأساة عانى ويلاتها مع تشيلسي، لكن الفتى الذي "خاض غمار الحرب مبتسمًا"، تعامل مع تحدياته ككرةٍ يركلها كل مرة من أجل هدفٍ جديد، فلم يلبث أن حصد جائزة أفضل لاعبٍ إفريقيٍ لعام 2017، حتى نال لقب أحسن لاعبٍ في الدوري الإنجليزي للموسم ذاته، قبل أن يكون في انتظاره حذاء ذهبي ارتداه بعد تسجيله 32 هدفًا في "البريمييرليج" بقميص "الريدز"، ليركض به كاسرًا عشرات الأرقام القياسية التي حققها أساطير الدوري الإنجليزي قبله.
التحديات تتبارى لتواجه عزيمة "أبو صلاح"، فما يلبث أن يعيش معركة قادمةً يخوضها على أرض "كييف" الأوكرانية، 26 مايو الجاري، أمام ريال مدريد الإسباني، في نهائي دوري أبطال أوروبا، حتى يرتقي إلى مرحلة أصعب من التحدي حينما يرتدي قميص منتخب بلاده، حاملًا الآمال في مونديال روسيا 2018، ليبقى تحدٍ أخير يلوح في الأفق إذا ترشح "الملك المصري" لجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم، مناطحًا أساطير اللعبة الذين لا يعجزه تحديهم شيئًا.