«مزار الشهداء».. هنا تحل البركات وتعلو الأصوات بالدعاء

كتب: إسلام فهمى

«مزار الشهداء».. هنا تحل البركات وتعلو الأصوات بالدعاء

«مزار الشهداء».. هنا تحل البركات وتعلو الأصوات بالدعاء

غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها 30 متراً، تتوسطها مقصورة زجاجية تحوى رفات 20 شهيداً، لقبهم البسطاء شهداء «لقمة العيش»، نُحتت أسماؤهم على مقصورات خشبية مزخرفة بالصلبان من كل الجوانب، وبداخلها رقدت الأجساد الطاهرة، حيث تحل البركة، وتعلو الأصوات بالدعوات. قبيل ساعات من وصول رفات جثامين شهداء ليبيا إلى كنيسة «شهداء الإيمان والوطن» بقرية «العور» فى المنيا، كان المزار الذى أعدته الكنيسة كمثوى أخير للشهداء، محط أنظار الجميع، إذ حرص المحبون على الوجود داخل «مزار الشهداء» المخصص لوضع الرفات داخله بعد صلاة التسابيح والتمجيدات.

خادم المزار ويُدعى «فرحات»، قال إن «الكنيسة خصصت هذا المكان ليكون مزاراً للشهداء ومقصداً لجميع الزوار من أجل التبرك به»، مضيفاً أن «المئات من أهالى قرى العور والجبالى وسمسون ومنقريوس والسوبى، توافدوا على كنيسة شهداء الإيمان والوطن التى أنشئت بأمر من الرئيس السيسى تخليداً لذكرى الشهداء، وافترشوا الأرض، فى انتظار وصول الرفات، وبعد وصول الرفات، تهافت الجميع على الدخول للمزار للتبرك به».

{long_qoute_1}

وقال والد الشهيد صموئيل فرج، إن «المزار بمثابة علامة نور بين جميع الأقباط، حيث يحوى رفات الشهداء الذين فضلوا الموت والاستشهاد لإيمانهم بدينهم، لذا لقبوا بشهداء الإيمان والوطن»، مؤكداً أن الكنيسة نظمت أمسيات روحية وصلوات وعظات مسائية وقداسات صباحية، قبل وبعد وصول الرفات، وأوضحت ملك عيد، زوجة الشهيد تواضروس يوسف، أنها وأبناءها الثلاثة، شنودة، 15 عاماً، ويوسف، 7 سنوات، وإنجى، 13 عاماً، قضوا ليلتهم داخل المزار، وستظل تزوره بين الحين والآخر لتفتخر بزوجها البطل الشهيد، ووجهت رسالة شكر للدولة التى أوفت بجميع وعودها تجاه أسر الشهداء، وأدخلت الفرحة على قلوب أسرهم بعد الانتهاء من إنشاء الكنيسة ومزار الشهداء بداخلها.

ولفت القس مقار عيسى، راعى كنيسة السيدة العذراء بقرية العور، إلى أن البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أصدر قراراً فى يوليو من عام 2017 الماضى، باعتبار يوم 15 فبراير من كل عام عيداً للشهداء الأقباط، مشيراً إلى أن كنيسة شهداء الإيمان والوطن مقامة على مساحة 1000 متر بإجمالى تكلفة 10 ملايين جنيه، مكونة من طابقين يضم الطابق الأول مزار الشهداء ومقصورة وضعت خصيصاً لوضع رفات الشهداء، تستقبل الزوار الأجانب والعرب من كل مكان، بالإضافة إلى مكتبة وقاعة لاستقبال الزوار، ويضم الطابق الثانى كنيسة مخصصة للصلوات.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، وجه بإنشاء كنيسة بقرية العور تحمل اسم شهداء «الإيمان والوطن» عقب استشهادهم فى ليبيا، على يد تنظيم «داعش» الإرهابى مطلع عام 2015، تكريماً وتخليداً لذكراهم، وتعد أول كنيسة فى مصر تحمل اسم «الإيمان والوطن» وهى فى الوقت ذاته أول كنيسة يأمر بإنشائها رئيس الجمهورية تقديراً لشجاعة وصمود أبناء مصر، كما تعد الكنيسة الأولى التى تولت القوات المسلحة بناءها، وبدأ العمل بها فى أبريل 2015، أى بعد الواقعة الأليمة بشهرين فقط.


مواضيع متعلقة