إنشاء منحدرات صعود للمعاقين بمسجد الوسط في المنيا

إنشاء منحدرات صعود للمعاقين بمسجد الوسط في المنيا
حرص القائمون على مسجد الوسط والمعروف باسم مسجد كامل عطية الطهناوي، بصفط اللبن التابعة لمركز المنيا، إعادة بنائه وتجديده على عمل رامبات "منحدرات صعود"، لتمكين المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من الصعود إلى الساحة حتى يؤدوا صلاة الجماعة، في سابقة هي الأولى في محافظة المنيا، تأتي بعد مرور 5 أشهر على بداية العام الجاري 2018 الذي دشنه الرئيس عبد الفتاح السيسي لذوي الاحتياجات الخاصة لدعمهم بقوة، حتى يواصلوا الإبداع.
وقرر أهالي صفط اللبن التابعة لمركز المنيا، هدم أقدم مساجد القرية "كامل عطية الطهناوي"، المعروف بالمسجد الأوسط، والذي تم إنشائه في عام 1948، تمهيدًا لإعادة بنائه وتجديده، وقتها وجد القائمون على عملية البناء ومعظمهم من الشباب، أن المسجد يعلو الشارع لمسافة تزيد عن متر ونصف، فكانت الحاجة لإنشاء "رامبات" لتمكين المعاقين من الصعود لأداء الصلوات في جماعة، ضرورة ملحة، وهو ما وضعه الدكتور مدحت عثمان الأستاذ بكلية الهندسة، في اعتباره في أثناء تصميم الخرائط والرسومات علي طراز حديث.
وجسدت عملية إعادة بناء المسجد نموذجًا فريدًا للنسيج الواحد والوحدة الوطنية، فالقرية التي يقطنها عددًا كبيرًا من الأقباط لم يقف مسيحيوها في موقف المتفرج، حيث تبرع أحدهم شدد على عدم ذكر اسمه على اعتبار أن تبرعه يبتغي به مرضاة الله، وهو من خارج القرية بمبلغ مالي كبير، كمساهمة منه في بناء وإعمار بيوت الله.
وكما يقول عمار فتحي، أحد القائمين علي جمع التبرعات للبناء، إن أقباط القرية وقفوا موقفًا مشرف ووقفة رجالة، فأحد المسيحين منزله ملاصق للمسجد ويوجد حائط مشترك تنازل عن مساحة منه لصالح المسجد، كما أن بعض القساوسة تبرعوا للبناء، ومنهم القس بولس الذي حضر برفقة مجموعة من المسيحيين لرفع الهمم وتفقد أعمال الإنشاء عدة مرات علي مدار عام.
ومن المقرر أن يتم افتتاح أعمال إعادة بناء وتجديد المسجد الذي تبلغ تكلفته نحو 2 مليون جنيه، ومقام على مساحة 340 متر مربع بجهود ذاتية من تبرعات أهالي من القرية وخارجها وبعض الأشقاء العرب من دولة الكويت، مساء اليوم الثلاثاء، قبل يومين من حلول شهر رمضان المبارك، وذلك في حضور اللواء عصام البديوي، المحافظ، والدكتور جمال أبو المجد، رئيس الجامعة، ومحمد عبد الفتاح، السكرتير العام للمحافظة، والشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف، ووفد من بيت العائلة، وعددًا من أعضاء مجلس النواب، وعلى رأسهم العمدة عثمان المنتصر.
ووجه الأهالي الشكر لجميع من ساهموا وتطوعوا في عملية البناء وبذلوا مجهودات كبيرة، ومنهم الدكتور مدحت محمد عثمان، أستاذ الهندسة المعمارية، والدكتور محمد عبد الفتاح أستاذ الهندسة الإنشائية، ومؤسسة أبو العنيين الخيرية التي تبرعت بسيراميك يغطي مساحة المسجد كاملة.