سمير زاهر: الجيل الحالى أفضل من جيل «شحاتة».. ومتفائل بالتأهل إلى المونديال

كتب: محيى وردة وعمر عبدالله

سمير زاهر: الجيل الحالى أفضل من جيل «شحاتة».. ومتفائل بالتأهل إلى المونديال

سمير زاهر: الجيل الحالى أفضل من جيل «شحاتة».. ومتفائل بالتأهل إلى المونديال

يظل سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة السابق، حالة خاصة فى تاريخ الكرة المصرية طوال عمرها المديد، فهو الرجل الجرىء الذى حمل على عاتقه ضرورة تطوير الكرة المصرية والوصول بها إلى العالمية، واتخذ العديد من القرارات التى جعلته عرضة لسهام النقد، غير أن الأيام كشفت للجميع أنه كان على حق، وأن الكرة المصرية تطورت بفضل أفكاره، ولكن على الرغم من الإنجازات الرياضية والاقتصادية التى حققها «زاهر» مع الكرة المصرية فإن حلم المونديال ظل عصياً عليه، ولكن تشاء الأقدار أن تصل مصر إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال البرازيل بجهاز فنى اختاره زاهر نفسه، ليأبى الرجل إلا أن يكون شريكاً فى الإنجاز بشكل أو بآخر، وبعد رحلة علاج ناجحة -بفضل الله- عاد «زاهر» لمصر قبل أيام قليلة من موقعة غانا الفاصلة، واختص «الوطن» ليفتح قلبه لها وليوجه من خلالها نصائحه لـ«برادلى» ورجاله وللجماهير ولمجلس إدارة الاتحاد فى الحوار التالى:[FirstQuote] ■ بدايةً، كيف ترى فترة علاجك فى لندن؟ - شعرت مع بداية مرضى أنه اختبار من الله، وهى فترة صعبة خفف عنى خلالها وجود أسرتى وسؤال أشخاص لم أتوقع اتصالهم بى، إضافة إلى أهل دائرتى فى كفر سعد بمحافظة دمياط، وأهم حاجة أننى اكتشفت فى رحلتى شيئا مهما اسمه حب الناس وهو أغلى حاجة فى الدنيا. ■ ما أكثر اتصال فرق معك معنويا خلال تلك المحنة؟ - مكالمة طاهر أبوزيد بعد اختياره وزيرا للرياضة فرقت معى كثيرا، وشعرت معها أنه قادر على تحمل المسئولية، ولذا طالبته أن يتداخل مع المنتخب واتحاد الكرة بشكل كبير لأن الفريق فى حاجة إلى ذلك فى تلك المرحلة، وكذلك زيارة الثلاثى أحمد المحمدى وأحمد فتحى ومحمد ناجى (جدو) لى بالمستشفى، وبالمناسبة «جدو» أجرى جراحة فى نفس المستشفى خلال فترة إصابته بـ«هال» فى الموسم الماضى.[SecondImage] ■ وكيف ترى المواجهة مع غانا؟ - عندى أمل كبير فى الفوز بمجموع المباراتين والتأهل، رغم الاعتراف بأن المنافس هو الأقوى على مستوى القارة، وكنت أفضل أن يخوض الفريق مباراة ودية بعد اكتمال صفوفه وفى حضور المجموعة التى تخوض اللقاء، فلا يعقل أن تكون غينيا آخر مباراة خاضها الفريق مكتملا لأن هذا يقلل من التجانس، إضافة إلى غياب لاعبين مؤثرين عن المباريات منذ فترة مثل جدو وحسنى عبدربه. ■ وما خلاصة تجربتك مع المنتخب خلال الفترات الأخيرة؟ - دعنى أعترف بأن «تساهيل ربنا» فى كل البطولات لعبت دورا كبيرا فى الفوز، أو تستطيع أن تقول إننا كنا فريقا محظوظا من كل النواحى، بدليل أننا حصلنا على البطولة فى 2008 من غانا رغم قوتها فى ذلك الوقت، ولكننا كنا نخطط ونعمل بجد، لكن الوضع الآن مختلف فلديهم جيل يمثل خليطا من الفريق الفائز بكأس العالم للشباب بمصر عام 2009، إضافة إلى خبرات كبيرة مثل إيسيان ومونتارى وأسامواه. ■ لكن وجودك مع الفريق فى البطولات والمباريات الخارجية كان مؤثرا للغاية؟ - كل فرد بالاتحاد أو الجهاز أو الفريق كان له دور، وكنت أقوم بدور مدير الكرة وأتذكر أننى فى بطولة 2008 كنت أجلس باستمرار فى مكان متميز بـ«الريسبشن» أشاهد حركة الفريق بالكامل، وأمنح فى نفس الوقت الجهاز فرصة للتركيز على النواحى الفنية. ■ الأيام أثبتت بُعد نظرك فى اختيار «برادلى» للمرحلة الحالية؟ - اخترت «برادلى» من بين 35 مدربا تم ترشيحهم وحصلت على السير الذاتية لهم، وتم بعد مرحلة من المداولات تصفيتهم إلى 4 مدربين، ولم أجد صعوبة فى اختيار «برادلى» لسببين، الأول إصراره على التأهل إلى المونديال لدرجة أنه اتصل بى بعدما أنهيت لقائى معه ليؤكد على أنه يعدنى بأن يصل بالفريق إلى كأس العالم، والسبب الثانى أننى شعرت بأنه يحب مصر، حيث أبدى إعجابه بالفريق منذ مشاركته فى بطولة كأس العالم للقارات وقال لى بالحرف الواحد: «بعد أداء المنتخب أمام البرازيل وفوزه على إيطاليا وأنا أتمنى أن أقود منتخبكم». ■ أشعر فى حديثك بالتفاؤل فلماذا رغم صعوبة الظروف؟ - سبب تفاؤلى أن الجيل الحالى أفضل كثيرا من الأجيال السابقة، رغم أنها حققت بطولات كثيرة، ولدينا محترفون على مستوى عال ويكفى لاعب مثل محمد صلاح فهو قادر على أن يواجه غانا «لوحده» فى كوماسى فهو «حتة لعيب حكاية»، أنا شخصيا شعرت بالفخر وأنا أشاهده أمام تشيلسى يلعب منفردا وأعتقد أن «صلاح» سيكون له دور كبير فى تأهلنا بإذن الله. ■ وكيف تقيّم أداء اتحاد الكرة الحالى؟ - من الصعب أن تقيم المجلس فقد تعرض لظلم واضح وظروفه كانت سيئة، بحكم الظروف التى تعيشها مصر، بعكس ما كان من توحد كل مؤسسات الدولة خلف المنتخب فى السابق، وأعتقد أن الصعود إلى كأس العالم سيغير الوضع تماما بالنسبة لهم. ■ لكنك كنت ترى أن هانى أبوريدة الأحق بخلافتك فى رئاسة الاتحاد؟ - «أبوريدة» هو أنسب شخص يدير الكرة المصرية، وهو إضافة لأى مكان ولديه علاقات تساعده على تحقيق نجاح مبهر للكرة المصرية، وعلى المستوى الشخصى أنا أحب «أبوريدة» فهو من اكتشافى وعمل معى منذ عام 1992 وهو رجل صاحب مواقف وهو يذكرنى بالدهشورى حرب لأن كل منهما شخصية نظيفة وقوية. ■ ألا تفكر فى العودة للعمل العام؟ - هذا أمر مستبعد تماما فتجربتى فى العمل العام مُرضية، وحققت خلالها كل شىء من خلال الوجود فى اتحاد الكرة على مدار سنوات عضوا ونائبا ورئيسا وكذلك الاتحاد العربى ومجلسى الشعب والشورى، وهذا يكفى وأتمنى أن أستمتع بحياتى مع أبنائى وأحفادى، وأن أترك الساحة لغيرى لظهور كوادر جديدة وما أكثرها فى مصر. ■ وهل تابعت أزمة عصام الحضرى؟ - أنا حزين أن يثير «الحضرى» أزمة فى الوقت الحالى، وأن تصل علاقته بالجهاز إلى هذا الحد، لكن ذلك لا يعفى الجهاز من المسئولية إذ كان يجب عليهم احتواء اللاعب، وعموما لا وقت للمشاكل وعلينا جميعا أن نغلق كل ما يتعلق بمشكلات وأن نركز على رفع المعنويات، وأن نسير جميعا فى صف واحد مثلما حدث فى حرب أكتوبر، إذ كانت الرغبة فى خوض الحرب والانتصار تمثل حالة عامة لدى المصريين جميعا.[SecondQuote] ■ لكنه يرى أن بعض اللاعبين أخطأوا أكثر مما فعل ولم يتم التعامل معهم بنفس الأسلوب؟ - الوضع والحسابات لدى الجهاز أكيد مختلفة، فمثلا لاعب مثل «أبوتريكة» لو أخطأ تاريخه يجبرك على أن تغفر له، وفى النهاية المدير الفنى حر فى اختياراته دون أن يكون فى حاجة لتبرير ذلك، وعلينا كما قلت أن نغلق هذا الملف وأن يكون تركيزنا منصبا على لم الشمل وتحفيز اللاعبين.