بالفيديو| "النكبة الثانية لفلسطين".. دماء الشهداء تقاوم بؤرة استيطانية أمريكية في القدس

كتب: محمد علي حسن

بالفيديو| "النكبة الثانية لفلسطين".. دماء الشهداء تقاوم بؤرة استيطانية أمريكية في القدس

بالفيديو| "النكبة الثانية لفلسطين".. دماء الشهداء تقاوم بؤرة استيطانية أمريكية في القدس

{long_qoute_1}

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد 55 فلسطينيا، اليوم، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال ضمن "مسيرات العودة الكبرى"، التي تتزامن مع تنفيذ القرار الأمريكي بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، كما وصل عدد المصابين في تلك المواجهات إلى أكثر من 2771 مصابا.

ويشهد شرق قطاع غزة مواجهات متواصلة مع الاحتلال الإسرائيلي في إحياء ذكرى يوم النكبة الفلسطينية السبعين، وتواجه قوات الاحتلال المتظاهرين الفلسطينيين بالعنف المفرط، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات المصابين.

ويتزامن إحياء يوم النكبة الفلسطينية مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، تنفيذا لقرار أصدره الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب، ديسمبر الماضي، بنقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بها رسميا كعاصمة لإسرائيل.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" إن ما جرى في القدس اليوم، هو "افتتاح لبؤرة استيطانية أمريكية وليست سفارة".

وأعلن "أبو مازن"، في كلمة له بمستهل اجتماع القيادة الطارئ في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، عن تنكيس الأعلام غداً لمدة ثلاثة أيام حداداً على أرواح الشهداء، كما أعلن الإضراب غدا لمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينة.

واختار الفلسطينيون يوم 15 مايو ليكون يوم النكبة الفلسطينية لتأريخ ما حدث عام 1948 من تهجير وهدم معظم معالم الفلسطينية والسياسية والاقتصادية والحضارية.

وفي سنة 1948 طُرد الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة دولة الكيان الصهيوني اليهودية "إسرائيل".

وتشمل أحداث النكبة، وفقا لكتاب "معنى النكبة" لقسطنطين زريق، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.

ويقول عرفات أبو زايد، عضو لجنة قطاع الشباب في الهيئة الوطنية العليا لمخيم و"مسيرة العودة"، في اتصال لـ"الوطن"، إن جميع مسيرات العودة السابقة كانت تحضيرا لمسيرة اليوم من خلال التجهيزات اللوجستية أو تعبئة وحشد كافة أطياف المجتمع الفلسطيني من شباب ومرأة وعمال في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل، على مدار 7 أسابيع.

 

وأكد أبو زايد، لـ"الوطن"، أن خروج الشعب الفلسطيني في مسيرات العودة يأتي في إطار الرفض القاطع لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يفرغ القضية الفلسطينية ويلغي حق العودة للفلسطينيين، ويعطي الاحتلال الإسرائيلي أحقية مشروعة في مدينة القدس.

وأوضح أبو زايد أن ذكرى النكبة هذا العام مختلفة تماما عن الأعوام السابقة، حيث إنها الذكرى السبعين، ورغم تنظيم فعاليات في جميع أنحاء فلسطين، إضافة إلى دول اللجوء والشتات، لكن الفارق يأتي في إطار "تصفية أمريكية واضحة للقضية الفلسطينية ومشاريع استيطانية وصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، التي يرفضها الشعب الفلسطيني".

وأصدر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أبيجدور ليبرمان، تعليماته للجيش بمواصلة "سياسة الحزم" التي انتهجها اليوم الاثنين وعدم السماح لأي فلسطيني باجتياز الحدود مع قطاع غزة.

جاءت هذه التعليمات بعد مشاورات أجراها ليبرمان مع قائد الأركان جادي آيزنكوت، حيث أكد ليبرمان في نهاية المشاورات على حق "إسرائيل" في الدفاع عن سيادتها ومواطنيها بشتى السبل، على حد قوله.

وأكد عرفات أبو زايد، أن الشعب الفلسطيني لن ينسى حقه في العودة وأن فلسطين التاريخية كاملة حق لن يسقط بالتقادم، كما أن الأمم المتحدة معترفة بهذا الحق "العودة"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لن يفرطوا في ذرة تراب واحدة ويخرجون اليوم في مسيرات سلمية بها انخراط واندماج كافة أطياف الشعب الفلسطيني.

 

وأوضح أبو زايد، أن "إسرائيل تمارس القمع ضد جميع المسيرات الشعبية، حيث تحدث الاحتلال عن الشباب الفلسطيني وكأنه داخل على الحدود ومعهم أسلحة في محاولة لشيطنة وتشوية صورة مسيرات العودة".

 

فيما ذكرت شبكة "NBC News" الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية قررت تشديد حراستها الأمنية على ستة سفارات في بلدان مختلفة بعد نقلها سفارتها من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.

  

ويوضح الدكتور حسن خاطر، مؤسس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن خطورة نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المحتلة، سيجعل دولا عديدة تقوم بنفس الخطوة في السنوات القليلة المقبلة، ما يعني إغراق المدينة المقدسة في التهويد.

وأكد خاطر، في اتصال لـ"الوطن"، اليوم، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتفريغ مدينة القدس من أهلها، مشيرا إلى أن الوجود العربي في القدس هو الذي أفشل عشرات المخططات التهويدية للمدينة، رغم وضع الاحتلال الكثير من الخطط لتخفيض نسبة الوجود العربي فيها، التي تصل اليوم إلى 40%.

وأثار مقتل عشرات المتظاهرين الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة اليوم،  استياءً دوليا ودعوات إلى ضبط النفس.

وانتقدت دول عديدة منها بريطانيا وفرنسا وروسيا تدشين السفارة الأمريكية في القدس الذي تنصلت منه 128 من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

ونددت العديد من دول العالم اليوم الاثنين، بما ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي من "مجازر" بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال الفعاليات الاحتجاجية على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وفعاليات "مسيرات العودة" لمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية، حيث عرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم، عن "قلقه العميق" إزاء الوضع في غزة، فيما طالبت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنفاذ قراراته خاصة في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته.

وأعربت مصر عن إدانتها الشديدة لاستهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين من بين الفلسطينيين.

وأكد بيان لوزارة الخارجية المصرية، نشر على صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، على "رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة".

وحذرت الخارجية المصرية من "التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وبدوره، أكد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، أن إقدام الرئيس الأمريكي على نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة والاحتفال بتدشين السفارة بالتزامن مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين هو "استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض".

وقال خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن وزير الصحة أعلن رفعة درجة الاستعداد للدرجة القصوى لاستقبال الجرحى والمصابين، بالإضافة إلى الدفع بسبع سيارات إسعاف مجهزة بالأطقم لمعبر رفح لنقل المصابين للمستشفيات بشمال سيناء.

وأوضح أن كل من مستشفى العريش، وبئر العبد، ورفح جاهزة لاستقبال أي مصابين، لافتا إلى أن وزير الصحة وافق على إرسال جميع الأدوية اللازمة للمصابين بقطاع غزة.

كما وجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتجهيز قافلة مساعدات طبية وإغاثية عاجلة لقطاع غزة، من خلال بيت الزكاة والصدقات وإدارة القوافل الطبية والإغاثية بالأزهر.

 

 


مواضيع متعلقة