دمياط: «الموت» يلاحق مرضى الفشل الكلوى بفارسكور بسبب نقلهم إلى مستشفيات الروضة والزرقا

كتب: سهاد الخضرى

دمياط: «الموت» يلاحق مرضى الفشل الكلوى بفارسكور بسبب نقلهم إلى مستشفيات الروضة والزرقا

دمياط: «الموت» يلاحق مرضى الفشل الكلوى بفارسكور بسبب نقلهم إلى مستشفيات الروضة والزرقا

معاناة يومية يواجهها المئات من مرضى الفشل الكلوى فى قرى مركز ومدينة فارسكور بمحافظة دمياط، بسبب إغلاق قسم الغسيل الكلوى بالمستشفى المركزى، الذى تجرى له عملية إحلال وتجديد، ما اضطر الإدارة الصحية إلى توزيعهم على مستشفيات الروضة والرزقا، التى تبعد عن أماكن إقامتهم عشرات الكيلومترات، ما يزيد من آلامهم، ويعرض حياتهم للخطر خلال رحلتى الذهاب والعودة.

ورغم جهود بعض الجمعيات الأهلية فى دمياط، وتوفير معظم المستلزمات الطبية اللازمة لاستئناف جلسات الغسيل الكلوى فى مستشفى فارسكور، إلا أن العمل ما زال متوقفاً بالمستشفى، نتيجة تأخر إجراءات توريد الفلاتر اللازمة للغسيل الكلوى، وهو الأمر الذى أكد مسئولو المستشفى أنه سينتهى خلال أيام، تعود بعدها وحدة الغسيل الكلوى للعمل بشكل طبيعى.

محمد مصطفى الفطايرى، عضو بإحدى الجمعيات الأهلية بفارسكور، أكد لـ«الوطن» أنه تم الانتهاء من تجهيز وحدة العناية المركزة، ودخلت الخدمة بالفعل فى 11 أبريل الماضى، كما تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية بقسم الغسيل الكلوى، وتجهيز محطة المعالجة، ونقل المعدات اللازمة لاستئناف تشغيله، إلا أنه استطرد بقوله: «ما زلنا فى انتظار رد مديرية الصحة لتوريد الفلاتر»، وأضاف أنه نظراً لعدم تشغيل القسم، يضطر المرضى إلى التوجه فجر كل يوم إلى مستشفى الروضة أو الزرقا، ما زاد من معاناتهم وتكبدهم مشقة ومبالغ مالية طائلة، خلال رحلتى الذهاب والعودة.

واعتبر «طارق التلبانى»، عضو آخر بإحدى الجمعيات، أن «ما يحدث هو استمرار لمسلسل الإهمال فى مستشفى فارسكور، من جانب مديرية الصحة بدمياط»، موضحاً أنه تم إغلاق قسمى العناية المركزة والكلى الصناعى، استعداداً لتنفيذ قرار هدم المبنى الذى يضم الوحدتين، دون مراعاة لاحتياجات المرضى من أهالى فارسكور، ودون وجود بديل أمامهم، وأضاف أن عدداً من الأهالى سارعوا بمبادرة منهم للتخفيف عن المرضى، بتجهيز قسم للعناية المركزة فى مكان آخر داخل المستشفى، كما قاموا ببناء قسم جديد للكلى بالجهود الذاتية.

وأكد أن القسم أصبح جاهزاً للعمل، ولا ينقصه سوى الفلاتر، وصدور قرار إدارى ببدء العمل فيه، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن، ما يضطر عدد كبير من المرضى للذهاب إلى مستشفيات الروضة والزرقا، ويتحملون مشقة السفر والانتظار لساعات طويلة بسبب الزحام الشديد فى المستشفى.

وليد برتخ، أحد مرضى الفشل الكلوى من أبناء فارسكور، أكد لـ«الوطن» أن «المشوار إلى مستشفى الروضة 3 مرات أسبوعياً كفيل بالقضاء على مريض الفشل الكلوى»، وأضاف أن أهالى فارسكور بذلوا جهوداً كبيرة لتجهيز قسم الكلى الصناعى، لإعادته للعمل مرة أخرى، وللتخفيف عن المرضى، بينما مديرية الصحة تكتفى بالوقوف «مكتوفة الأيدى»، مشيراً إلى أن كثيراً من المرضى لا يمتلكون وسيلة انتقال للمستشفى، وتستغرق جلسة الغسيل نحو 4 ساعات، بالإضافة إلى عدة ساعات أخرى يقضيها فى الذهاب والإياب والانتظار بالمستشفى.

كما لفت إلى أن أغلب المرضى من كبار السن، ويضطرون للاستعانة بـ«توك توك» لتوصيلهم للمستشفى، وتكلفهم الرحلة الواحدة ما بين 70 و80 جنيهاً، أى ما يعادل نحو 960 جنيهاً شهرياً نفقات انتقال فقط، ومعظمهم من البسطاء لا يمكنهم تدبير احتياجاتهم الأساسية، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تحمل كل هذه المشقة، وتابع بقوله: «رضينا بالهم والهم مش راضى بينا».

من جانبه، أكد مدير مستشفى فارسكور المركزى، الدكتور محمد الشيطى، لـ«الوطن»، موافقة وكيل وزارة الصحة بدمياط، الدكتور رمضان الخطيب، على توريد الفلاتر الخاصة بماكينات الغسيل الكلوى للمستشفى، وقال إنه من المقرر استئناف جلسات الغسيل خلال أيام، مشيراً إلى أنه تم نقل الماكينات والأطباء والممرضات المختصين بالعمل على تلك الماكينات، قبل نحو 10 أشهر للعمل فى مستشفى الروضة، لحين الانتهاء من إحلال وتجديد قسم الكلى الصناعى بفارسكور، نظراً لأن المبنى الذى يضم وحدتى العناية المركزة والغسيل الكلوى كان متهالكاً.


مواضيع متعلقة