صور من حياة الرسول| "17 رمضان".. يوم هُزم الجمع في غزوة بدر الكبرى

كتب: دينا عبدالخالق

صور من حياة الرسول| "17 رمضان".. يوم هُزم الجمع في غزوة بدر الكبرى

صور من حياة الرسول| "17 رمضان".. يوم هُزم الجمع في غزوة بدر الكبرى

بين العديد من الروحانيات المرتبطة برمضان المبارك، التي رسخها الرسول الكريم منذ مئات الأعوام، مع نشره للديانة الإسلامية، لم يخل شهر الصوم من بعض الأحداث التي تزامنت في حياة المصطفى معه، أبرزها أولى غزوات المسلمين.

غزوة بدر الكبرى.. أو "يوم الفرقان" التي فرَّق الله بها بين الحق والباطل وكان النصر المؤزر حليفا للمسلمين بها، والتي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة، بين المسلمين بقيادة الرسول ضد قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، وفقا لموقع "دار الإفتاء" المصرية، حيث تُعد غزوة بدر أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة، وبداية للفتوحات التاريخية للمسلمين بعد ذلك، وكانت فتحًا مبينًا وانطلاقة للمسلمين لتبليغ الرسالة لأرجاء العالم.

وتابعت أن المسلمين هزموا المشركين حين زالت الشمس من يوم الجمعة السابع عشر من رمضان، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بمكة قبل يوم بدر "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ" [القمر: 45]، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قلت يا رسول الله أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله يثب في الدرع وهو يقول: "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ"، فعرفت تأويلها يومئذ، رواه ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه.

سُميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي شهدت المعركة، وهو بئر بدر الواقع بين مكة والمدينة المنورة.

وتعود أسبابها إلى أن قريش كانت تعامل المسلمين بقسوة ووحشية، فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة الْمنورة، إلا أن القبيلة استمرت في مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبي أن قافلة تجارية لقريش محملة بمختلف البضائع والأموال، وتقدر قيمتها بـ50 ألف دينار محملة على ألف بعير، سوف تمر بالقرب من المدينة في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام، فقرر أن يقابل المشركين بالمثل، ويسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم ومصادرتها، بحسب موقع صحيفة "المواطن" السعودية التابعة لوزراة الثقافة بالمملكة.

وأردف الموقع أن أبو سفيان بن حرب، الذي كان يترأس القافلة، لما عرف نية المسلمين غير طريقه، وأرسل إلى قريش يخبرها بذلك، وطلب منهم المدد والعون، فهرعت قريش لنصرته والدفاع عن أموالهم بكامل العدة والعتاد الحربي، وكان عددهم من 900 إلى 1000 مقاتل، بينما كان المسلمون يجهزون لاعتراض القافلة المتجهة من الشام إلى مكة.

وكان عدد المسلمين في غزوة بدر أكثر من 300 رجل، معهم فرسان وسبعون جملًا، بينما تعداد جيش قريش ألف رجل معهم 200 حصان، أي كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريبًا.

وفي أحد خطب الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود، عبر موقع بوابة الأزهر، قال إن الله سبحانه ذكر أسباب معركة بدر، فقال في كتابه الكريم: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ"، والأسباب التى ذكرها الله تتمثل فى ثلاثة أسباب: ظُلموا، وقُوتلوا، وأُخرجوا من ديارهم.

وابتكر الرسول في قتاله مع أعدائه يوم بدر أسلوبًا جديدًا، لم يكن معروفا من قبل عند العرب، فقاتل بنظام الصفوف، وفي خضم المعركة، ألقى الله سبحانه وتعالى في قلوب المشركين الرعب وأنزل الملائكة تقاتل مع المسلمين، وجاء في سورة الأنفال: "إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"، وفي سورة آل عمران: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ".

وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش، وقُتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من قريش في غزوة بدر، سبعين رجلا وأُسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمون فلم يُقتل منهم سوى 14 رجلاً، 6 منهم من المهاجرين و8 من الأنصار، ولذلك تعدّ غزوة بدر مصدر فخر للمسلمين، حيث ساهمت في ترسيخ أٌقدامهم وزيادة قوتهم، وفقا لصحيفة "المواطن" السعودية.


مواضيع متعلقة