بعد الاتهامات الإسرائيلية.. من قصف الجولان المحتلة؟

بعد الاتهامات الإسرائيلية.. من قصف الجولان المحتلة؟
قبل أن ينفذ جيش الاحتلال مساء أمس عدة ضربات استهدفت مواقع سورية خاصة قرب العاصمة "دمشق"، أعلن أن 20 قذيفة صاروخية سقطت من الجانب السوري على هضبة الجولان المحتلة طالت مواقع إسرائيلية، واتهم قوات "الحرس الثوري" الإيراني بتنفيذ تلك الضربات والمبادرة بالفصف على أرض خاضعة لسيادة الاحتلال الإسرائيلي.
سألت "الوطن" الدكتور عبدالقادر عزوز المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء السوري حول ما إذا كان بالفعل قوات من الحرس الثوري الإيراني نفذت القصف على "الجولان" كما تزعم "تل أبيب"؟، فأجاب: "لا شك أن عدوان الكيان الصهيوني جرى بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من التفاق النووي مع إيران، وهذا الأمر يوضح حجم الترابط بين إصدار أمر بعمليات من خلال إعطاء مبرر ومصوغ للكيان الصهيوني للقيام بعدوانه على سوريا".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني أمس الأول والمبرم في أبريل 2015، وهو الموقف الذي دعمته إسرائيل بقوة، في الوقت الذي تتشاركا "تل أبيب" و"واشنطن" نفس الموقف ضد الرئيس السوري بشار الأسد والدعم المقدم له من حليفته "طهران" خاصة على الأرض.
واعتبر "عزوز"، في نفس التصريح لـ"الوطن"، أن جيش الاحتلال غير قادر على الاستمرار في هذا العدوان، حيث عملت قوات الدفاع الجوي السورية على التصدي له، وفقا له، لافتا أيضا إلى استهداف عمق الكيان الصهيوني، واستهداف بعد الأهداف العسكرية الإسرائيلية، كرد دفاعي من الحكومة السورية.
وكانت إسرائيل، حشد قواتها على الحدود مع سوريا، واستنفرت قواتها في الجولان المحتلة، حتى قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي موقفه من الاتفاق النووي.
ونفى المسئول الحكومي السوري مزاعم إسرائيل بتنفيذ قوات تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني تلك الضربات على "الجولان المحتلة"، قائلا: "لم تقم الحكومة السورية بأي مبادرة عدائية، وكل الحلفاء والأصدقاء الذين يعملون معنا في سوريا هم تحت إمرة الجيش السوري، لا يوجد لدينا قيادات ولا قوات عسكرية إيرانية على الأراضي السورية، نعم هناك مستشارين عسكريين وخبراء، وهؤلاء لا يمتلكون قرارا عسكريا في اتخاذ قرار بالمواجهة، القرار كان سوريا وكان قرارا دفاعيا على قيام الكيان الصهيوني بمحاولة استهداف مواقع عسكرية تابعة للجيش السروي في محيط دمشق، وتمكنا من التعامل معها عسكريا".
ولم تبادر الحكومة السورية في أي مرة بالهجوم على الاحتلال رغم تنفيذ "تل أبيب" عدة هجمات استهدفت مواقع سورية.
وشدد "عزوز" على أن القذائف التي سقطت على "الجولان المحتلة" هي سورية، وجاءت ردا على قيام إسرائيل بقصف على مواقع عسكرية للجيش السوري، مؤكدا أن "دمشق" لم تكن هي المبادرة بالهجوم على الإطلاق، وفقا له.
وتعتاد دوما الحكومة السورية نفي وجود قوات إيرانية كبيرة، لكنها تؤكد أن هناك خبراء ومستشارين في البلاد دخلوا بشكل غير شرعي كونهم بموافقة حكومة "دمشق" التي لا تزال هي الحكومة المعترف بشرعيتها في سوريا دوليا.
واستبعد مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية السفير سيد أبوزيد، في اتصال لـ"الوطن"، قيام الجيش السوري ببدء الهجوم على مواقع إسرائيلية أو مواقع في "الجولان المحتلة"، وقال إنه ليس من مصلحة الجيش السوري أن يبدأ المعركة، في الوقت الذي أعلنت فيه "تل أبيب" صراحة عدة مرات بأنها تعتزم القيام بهذا العدوان ضد القوات السورية والقوات الإيرانية الموجودة في سوريا، وهذا ما حدث، على حد قوله.
وأضاف "أبوزيد": "مستبعد تماما الرويات الإسرائيلية التي تقول إن الحرس الثوري قام بالقصف تمام، إسرائيل فقط تحاول أن تبرر لعدوانها على سوريا، والولايات المتحدة هي التي تشجع تل أبيب على القيام بهذه الأعمال".
وتابع الدبلوماسي السابق: "نتمتى ألا يجرى تصعيد في هذه المواجهة لأنها لن تكون في صالح المنطقة".