«جراجوس» قلعة صناعة الخزف القناوى

كتب: أحمد عصر ورجب آدم

«جراجوس» قلعة صناعة الخزف القناوى

«جراجوس» قلعة صناعة الخزف القناوى

شوارع ترابية ضيقة، تطل عليها بيوت تعبّر عن طبيعة المجتمع الريفى فى قرية «جراجوس»، التابعة لمركز قوص، ويعرف الجميع ذلك المكان التاريخى المسمى على اسم القرية، الذى يعرف باسم «قلعة الخزف الجراجوسى».

«الوطن» زارت «قلعة الخزف» التى تقع فى منتصف القرية، وأمام البوابة الحديدية الكبيرة التى تُفتح على ساحة واسعة لا مفر من حرارة شمسها، استقبلنا فواز سيدهم، أقدم فنانى المكان، وهو رجل فى عقده السابع، ليصحبنا إلى الداخل حيث ورش التصنيع، وفيها كان الجو مختلفاً، فلا أثر لحرارة شمس الظهيرة، والطبيعة المعمارية للمكان، تحميه من حرارة الشمس وتجعله رطباً على الدوام.

ويحكى «فواز» عن تاريخ ذلك المكان الذى يعود إلى أربعينات القرن الماضى، والذى صممه رائد الفنانين المعماريين حسن فتحى، وفى بداية الخمسينات أعاد الراهب الفرنسى «اسطفان ديفينفيلد» إحياء صناعة الخزف فى القرية مرة أخرى. وكان المكان فى البداية مركزاً للتدريب على صناعة الخزف، ثم تحول بعد ذلك إلى شركة يتكون أعضاؤها من العاملين الأوائل، الذين لم يبق منهم على قيد الحياة سوى «فواز». ورغم مرور هذه الأعوام الطويلة، إلا أن طريقة التصنيع ما زالت واحدة، تبدأ من جلب «الطين الأسوانلى» من أسوان، وهو طين يختلف عن الطين العادى الذى يصنع منه الفخار الذى يختلف كثيراً عن الخزف، حسب «فواز»، يتم تخزينه فى مكان مخصص له داخل المصنع، ليمر بعد ذلك بمراحل التصنيع المختلفة.

{long_qoute_1}

وأمام حوض من الطوب اللبن يطلق عليه «فواز» (البرميل)، وقف الرجل يشير إلى الخطوة الأولى من خطوات تصنيع الخزف، والتى يتم فيها تخليط الطين بالماء، ثم يصب إلى حوضين كبيرين أمام «البرميل» يترسب الطين فى أسفلهما وتطفو المياه والشوائب لأعلى فيتم إزالتها مرة بعد مرة، وبعد أن يمتلئا بالطين يتركان لمدة قد تصل إلى شهر حتى يجف الطين من المياه، ثم يقسم فى مكانه إلى كتل مربعة يتم نقلها إلى «غرفة التخزين»، وفيها يغطى الطين بأجولة من القماش المبلول حتى يحتفظ الطين برطوبته ويؤخذ منه حسب الحاجة. وإلى الغرفة المجاورة وهى غرفة التشكيل، يُنقل الطين عبرة فتحة صغيرة من غرفة التخزين، ليدخل مربع الطين إلى مرحلة تصفيته من الشوائب مرة أخرى عن طريق تقليبه مرة بعد مرة لمدة قد تصل إلى ساعة لتكون جاهزة بعدها للتشكيل. وفى منتصف غرفة التشكيل جلس «فواز» على (الدولاب)، مكانه المخصص لتشكيل الطين، بعد أن ناوله مساعده قطعة طين متوسطة الحجم، ليبدأ فى تشكيلها مستخدماً يديه فى رسمها وقدميه فى تحريك الحجر من أسفله، ليتحدث «فواز» أثناء عمله بفخر عن تلك المهنة التى دخلها طفلاً قائلاً: «كل شغلنا ده بيتصدر بره مصر بطريقة غير مباشرة عن طريق السياح، والدول الأوروبية كلها كاتبة عن طريقة صناعة الخزف الجراجوسى».

وخلال مراحل لاحقة تدخل قطعة الطين بعد تشكيلها على الدولاب، فإلى جوار غرفة التشكيل توجد غرفة التنشيف، التى تمكث فيها القطعة المشكلة من 15 إلى 30 يوماً، حسب درجة حرارة الجو، ثم تذهب بعد ذلك إلى غرفة الأفران حيث مرحلة الحرق الأول، وتخرج منه إلى غرفة النقش، وفيها يتم طلاء القطع المشكلة وتذييلها بتوقيع «جراجوس» وتجهيزها للحريق الثانى، حيث المرحلة النهائية لتخرج منها قطعة الخزف جاهزة للاستخدام، حسب «فواز»، الذى أوضح أن غالبية منتجات الخزف من مصنع جراجوس لا تخرج عن إطار البيئة الريفية المحيطة به ما يجعلها مميزة لدى الكثيرين.

منحوتات من الخزف الجراجوسى

إمضاء جراجوس يزين أعمال الخزف المصنوعة

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

 


مواضيع متعلقة