الطوب اللبن والطين.. تكييف الغلابة فى الوادى الجديد

كتب: شرف غريب

الطوب اللبن والطين.. تكييف الغلابة فى الوادى الجديد

الطوب اللبن والطين.. تكييف الغلابة فى الوادى الجديد

فى ظل معاناة أهالى محافظة الوادى الجديد بالجنوب الغربى، من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، التى تصل فى بعض الأحيان إلى 52 درجة مئوية، وفى الوقت نفسه ارتفاع أسعار المبرّدات الصناعية، كان البديل للبعض هو حجرة مبنية بالطوب اللبن ذات جدار سميك يصل إلى 60 سم وارتفاع 3 أمتار وسقف من سعف الجريد والطين، أما الجدران من الداخل والخارج، فمكسوة بمحارة من الطين المخلوط بالتبن، وهو ما يساعد على انخفاض الحرارة تماماً فى الصيف، ويعتبر السكان تلك الحجرة هى تكييف الغلابة الذى يهوّن عليهم حرارة الصيف، خاصة فى رمضان.

«فى الآونة الأخيرة، ومع التغيرات العالمية فى درجات الحرارة نظراً للاحتباس الحرارى زادت درجات الحرارة على معدلاتها الطبيعية»، كلمات المؤرخ إبراهيم خليل، الذى أكد أنه بسبب عدم استطاعة الكثير من الأهالى شراء المبردات الصناعية، مثل المكيفات بسبب زيادة أسعارها، اتجه البعض، خاصة البسطاء إلى تشييد غرف فى المنازل القديمة بالنظام القديم مسقوفة بالجريد والطين، لا تسمح بنفاذ الحرارة ولا بمرور أشعة الشمس، فيكون هناك عازل طبيعى يمنح الغلابة نسمات رطبة.

وتضيف المهندسة المعمارية إيمان حسين، مدير إدارة التطوير الحضارى بديوان عام المحافظة، أن البناء بالطوب اللبن يتناسب مع البيئة الموجودة بالوادى الجديد، حيث يعمل بنيانها على التوازن الحرارى، إذ تقترب الأسوار من بعضها بعضاً، لتصل أكبر كمية من الظلال لتساعد على تخفيض الحرارة ويتم فيها تجميع الهواء الرطب وتمريره إلى حجرات المنزل، وبالتالى تنخفض درجة الحرارة. ويشير يسرى يونس، الفنان التشكيلى بالوادى الجديد، إلى أن الطوب اللبن ليس فقط لخفض درجة الحرارة صيفاً وارتفاعها شتاءً، وإنما أيضاً للهدوء والتأمل والتفكير، لأن البناء بهذا الطوب يعزل الصوت تماماً.


مواضيع متعلقة